القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الفاتيكان والأزهر والطوائف المسيحية.. علاقات استثنائية

«فقد العالم اليوم رمزًا إنسانيًّا من طراز رفيع، الصديق العزيز البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذى سخَّر حياته لخدمة الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء واللاجئين والمظلومين ودعم الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات

الفاتيكان والأزهر والطوائف المسيحية.. علاقات استثنائية

المختلفة، كان محبًّا للمسلمين، مخلصًا فى نشر السلام».. بتلك الكلمات نعى الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف البابا فرنسيس حيث شهدت العلاقة بينهما زخما كبيرا، وسار البابا فرنسيس على نفس النهج مع الطوائف المسيحية الأخرى.

فور تولى البابا فرنسيس مسؤوليته كان حريصًا على قوة الحوار الإسلامى المسيحى حيث استقبل بالفاتيكان، وفد الأزهر الشريف برئاسة الأمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر عام 2016 فى لقاء وُصف بالتاريخى، خاصة أنه كان اللقاء الأول بعد عودة العلاقات

مرة أخرى بين الأزهر والفاتيكان، وتناقش الطرفان وقتها فى جميع القضايا التى تهم الإنسان ثم تجدد اللقاء مرة أخرى عام 2017 خلال زيارة البابا فرنسيس إلى مصر، حيث زار مشيخة الأزهر الشريف وتبادلا الهدايا وبعد ذلك شاركا فى مؤتمر الأزهر العالمى.

وقال شيخ الأزهر وقتها خلال كلمته: «الأزهرُ يسعى من أجلِ التعاون فى مجال الدَّعوَةِ إلى ترسيخ فلسفة العَيْش المُشتَرَك وإحياء منهجِ الحوار، واحتِرام عقائد الآخرين، والعملِ معًا فى مجالِ المُتفق عليه بين المؤمنينَ بالأديان وهو كثيرٌ وكثيرٌ، فلْنَسْعَ معًا من أجلِ المُستضعَفِين والجائِعين والخائفين والأسرى والمُعذَّبين فى الأرضِ دون فرزٍ ولا تصنيفٍ ولا تمييز».

وبدأ البابا فرنسيس وقتها كلمته بقوله باللغة العربية: «السلام عليكم»، وأكد البابا خلال كلمته أن مستقبل البشرية قائم على الحوار بين الأديان والثقافات وأنه أصبح ضرورة ملحة للتوصل إلى السلام.

تعددت اللقاءات والمقابلات بين شيخ الأزهر والبابا فرنسيس والتى توجت بتوقيعهما وثيقة الإخوة الإنسانية بأبو ظبى عام 2019 من أجل السلام العالمى والعيش المشترك.

حرص البابا فرنسيس على تعزيز العلاقات مع الطوائف المسيحية الأخرى، حيث استقبل البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى العاشر من مايو 2013، أى بعد شهرين فقط من توليه المسؤولية. وكانت تلك الزيارة

أولى الزيارات الخارجية للبابا تواضروس بعد توليه منصبه، كما جاءت بعد مرور 40 عامًا على آخر زيارة قام بها البابا شنودة الثالث إلى الفاتيكان. واتفق البابوان فى ذلك اللقاء على اعتبار يوم العاشر من مايو من كل عام يومًا للمحبة الأخوية.

تجددت اللقاءات بينهما على مدار السنوات العشر التالية، سواء فى مصر أو فى الفاتيكان، وكان آخر لقاء جمعهما فى الفاتيكان عام 2023، حيث قال البابا تواضروس فى كلمته آنذاك: «لقد اخترنا المحبة حتى لو كنا نسير عكس تيار العالم الطامع والذاتى، لقد قبلنا تحدى المحبة التى يطلبها منا المسيح»، وقد ترأسا معًا صلاة مسكونية من أجل المحبة بين الكنيستين.

وخلال زيارة البابا فرنسيس إلى مصر فى أبريل 2017، ترأس مع البابا تواضروس صلاة مسكونية بحضور ممثلى الطوائف المسيحية فى مصر.

المصرى اليوم
26 ابريل 2025 |