القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الأنبا باخوميوس.. رحلة عطاء للكنيسة والوطن

رحل الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، صباح اليوم الأحد، ومن المقرر أن تعلن الكنيسة القبطية مراسم التجنيز خلال ساعات.

الأنبا باخوميوس.. رحلة عطاء للكنيسة والوطن

وُلد الأنبا باخوموس، الذي يطلق عليه حكيم الكنيسة، في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية يوم 17 ديسمبر 1935 باسم سمير خير سكر لأسرة تنتمي لمدينة إخميم، بمحافظة سوهاج، وتربى وتأسس روحيًّا في كنيسة السيدة العذراء بطنطا وتعلم في مدرسة

الأقباط الملحقة بالكنيسة، بعد انتقال أسرته إلى طنطا لظروف عمل والده الذي كان يعمل في وظيفة مهندس مساحة، ثم التحق عام 1949 بفصل إعداد خدام في كنيسة القديس الأنبا بيشاي بقسم يوسف بك بالزقازيق وكان أصغر عضو فيه، إذ لم يكن قد بلغ 14 سنة وقتها.

بدأت علاقته بالخادم نظير جيد (المتنيح البابا شنودة الثالث) عام 1939 في الزقازيق، ونشأت بينهما علاقة وثيقة نمت مع الأيام، ثم التحق بكلية التجارة جامعة عين شمس، بعد حصوله على الثانوية العامة عام 1952 وانتقلت

أسرته للعيش بالقاهرة بعدها بسنتين ليستقر خلال هذه الفترة في القاهرة، حيث خدم في كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بشبرا، وكنيسة السيدة العذراء بمهمشة، وتولى مسؤولية سكرتير اللجنة العليا لمدارس الأحد بالجيزة.

تم تعيينه في فرع وزارة الخزانة بدمياط، ثم بنها ليعود إلى خدمته في أمانة مدارس الأحد بالجيزة، وبيت الشمامسة وبيوت واجتماعات الشباب، كما التحق بالقسم المسائي بالكلية الإكليريكية بالقاهرة، وأوفده البابا كيرلس السادس في أبريل

1961 للخدمة شماسًا في الكويت، وحصل على إعارة من الحكومة المصرية للخدمة بالكنيسة بالخارج، في سابقة نادرة الحدوث. واستمرت خدمته هناك أكثر من سنة قبل أن يعود إلى مصر، وزار في طريق عودته مدينة أورشليم حيث صلى أسبوع البصخة المقدسة فيها.

ترهب في دير السريان بوادى النطرون يوم 11 نوفمبر 1962 على يد أسقف ورئيس الدير المتنيح الأنبا ثاؤفيلس، ونيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم (المتنيح البابا شنودة الثالث) وحمل اسم الراهب أنطونيوس السرياني،

وهو نفس الاسم الرهباني للبابا شنودة الثالث، وخدم في سكرتارية المتنيح البابا كيرلس السادس اعتبارًا من فبراير 1966 وفي نوفمبر من نفس العام سافر إلى السودان حيث خدم كارزًا للقبائل التي لم تكن تعرف الله

فيها، واستمرت خدمته في السودان أربع سنوات ونصف، شهدت العديد من الأعمال الخدمية والتعميرية منها خدمته كاهنًا لكنيسة جديدة وقتها وهي كنيسة الشهيدين مار مرقس ومار جرجس بالخرطوم، واهتمامه بالآثار

القبطية في منطقة النوبة، ودخول كثيرين من الوثنيين إلى الإيمان المسيحي، ومتابعته لأعمال كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس في منطقة كادو كلي عاصمة جبال النوبة بالسودان، إلى جانب في عدة مؤتمرات في القارة الأفريقية.

سافر إلى لندن في يونيو عام 1971 حيث صلى أول قداس لأبناء الكنيسة القبطية هناك في كنيسة القديس أندراوس في منطقة هلبورن، وكان ذلك بداية تأسيس الكنيسة القبطية في لندن، كما زار في نفس

العام ألمانيا وإيطاليا لمتابعة الخدمة، سيم أسقفًا لإيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية (منطقة شمال إفريقيا) بيد قداسة البابا شنودة الثالث يوم 12 ديسمبر 1971 بعد تجليسه بأقل

من شهر، حيث عمل بجد في هذه الإيبارشية مترامية الأطراف ووضع لها نظامًا دقيقًا وعمر فيها فبلغ عدد الكهنة الذين سامهم 227 كاهنًا وبنى وجدد ودشن 193 كنيسة عبر 54 سنة مدة رعايته للإيبارشية.

نال رتبة مطران يوم 2 سبتمبر 1990 ونال معه الرتبة ذاتها المتنيح الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ السابق، وذلك في مناسبة تدشين المتنيح البابا شنودة الثالث كاتدرائية السيدة العذراء

والقديس أثناسيوس الرسولي بدمنهور، واختاره المجمع المقدس بالإجماع يوم 22 مارس 2012 ليكون قائمقام البطريرك عقب نياحة البابا شنودة الثالث بعد تنازل المتنيح الأنبا ميخائيل مطران أسيوط

السابق عن تولى هذه المسؤولية.،ووضح منذ البداية عمل الروح القدس معه بسبب اعتماده على إدارة العمل برؤية ونظام وفقًا لمعايير موضوعية إلى جانب لجوئه إلى الله بالصلاة والصوم الذين أشرك معه

فيهما الإكليروس والشعب القبطي، كل هذا كان يعمله بأبوة ومحبة وحكمة، الأمر مما لفت الأنظار إليه من قبل جميع المراقبين والمتابعين من جميع أنحاء العالم، فشهد له القاصي والداني بدقة

الترتيب والنظام الرائع لجميع إجراءات عملية انتخاب البطريرك الجديد الذي يعتبر أحد أبنائه وتلاميذه، تربى في مدرسته التي جمعت بين التدبير الحكيم والروح الكنسية والنهج الروحاني والرؤية التي تستشرف المستقبل.

عاد إلى إيبارشيته عقب تجليس البابا تواضروس الثاني وقال كلمته الشهيرة في عظة قداس التجليس يوم 18 نوفمبر 2012: نرجع إلى إيبارشيتنا صغارًا تحت أقدام أبينا الحبيب البابا تواضروس الثاني.

وأعلنت الكنيسة القبطية الارثوذكسية، نياحة شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقائمقام البطريرك، الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، اليوم الأحد.

وذكرت الكنيسة، في بيان رسمى لها اليوم، أنه بعد حياة حافلة بالعطاء للكنيسة والوطن، تنيح الأنبا باخوميوس عن عمر قارب 90 سنة، وخدم خلالها الكنيسة لأكثر من 70 سنة خادمًا وشماسًا مكرسًا وراهبًا وأسقفًا ومطرانًا، منها حوالي 54 سنة في خدمة الرعاية الأسقفية.

الراحل المطران الأنبا باخوميوس ولد الأب الجليل الراحل يوم 17 ديسمبر 1935، وترهب في دير السريان بوادي النطرون، باسم الراهب أنطونيوس السرياني يوم 11 نوفمبر 1962، وسيم أسقفًا يوم 12 ديسمبر 1971 وسيم معه المتنيح الأنبا يوأنس مطران الغربية السابق، وكانا باكورة سيامات البابا شنودة الثالث عقب أقل من شهر من تجليسه على كرسي مار مرقس الرسول.

نال رتبة مطران يوم 2 سبتمبر عام 1990، كما تولى لمدة ثمانية شهور (من 22 مارس وحتى 18 نوفمبر 2012) مسؤولية قيادة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد اختياره ليكون قائمقام البطريرك، حيث أدار هذه الفترة بحكمة واقتدار نال على إثرها شهادة جميع المتابعين داخل مصر وخارجها.

تربى على يديه أجيال من الخدام صار العديد منهم كهنة ورهبان وأساقفة، أبرزهم قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وأشارت الكنيسة إلى أنه سيتم الإعلان لاحقًا بكافة ترتيبات تجنيزه.

وطنى
30 مارس 2025 |