حذر من أضراره الكبيرة، خبير بالشأن الإفريقي يكشف خطر الفيضان مع الملء المقبل لسد النهضة

كشف الباحث بالشأن الإفريقي وحوض النيل، الباحث هاني إبراهيم، أن منسوب النيل الأزرق لم يشهد أي ارتفاع خلال الفترة الماضية، وأن تشغيل التوربينات بسد النهضة يتم بشكل جزئي وأحيانًا يتم وقف عددًا منها، وذلك ما كشفه منسوب بحيرة سد النهضة.

الموقف الحالي من سد النهضة

وحذر هاني إبراهيم من قدوم فيضان متوسط، خاصة أن ذلك سيؤدي لاكتمال سعة سد النهضة بتاريخ منتصف أغسطس المقبل، ذروة الفيضان، وسيتم تشغيل المفيض الجانبي للسد، ما يعرض السودان لأضرار لم يشهدها من قبل، مؤكدًا أنه في حالة قدوم فيضان منخفض، فسوف يستمر ملء السد حتى منتصف سبتمبر، وسوف تكون أضرار كبيرة في خفض التدفق طوال فترة الملء.

وكشف الباحث هاني إبراهيم، عبر حسابه بالفيس بوك، عن "الموقف في سد النهضة، الذي وصفه بـ "السد الكارثي"، فيما يتعلق بمنسوب النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية وموقف منسوب البحيرة.."

منسوب النيل الأزرق لم يشهد ارتفاعًا

وقال الباحث هاني إبراهيم إن "منسوب النيل الأزرق لم يشهد أي ارتفاع ملحوظ خلال الفترة الماضية، رغم إعلانات الجانب الإثيوبي عن تشغيل عدد إضافي من التوربينات، حيث سجل يوم 4 مارس منسوب 491.51 متر فوق مستوى سطح البحر بأقل 6 سنتيمترات عما كان عليه يوم 13 يناير"

وتابع هاني إبراهيم قائلًا: "بينما شهد "النيل الأزرق"، الفترة بين 23 يناير و2 فبراير و22 فبراير، تذبذب في المنسوب بين الارتفاع والانخفاض، ولكنها لم تتجاوز منسوب 13 يناير، بما يشير إلى أن التشغيل للتوربينات يتم بشكل جزئي، وأحيانا يتم وقف عدد منها."

وعن منسوب بحيرة سد النهضة، قال هاني إبراهيم: "فيما يتعلق بمنسوب البحيرة تتراوح بين 634.7 إلى 635 متر، فوق مستوى سطح البحر بسعة في المتوسط 65 مليار متر مكعب."

منسوب بحيرة السد ثابت والتوربينات تعمل جزئيًا

وقال هاني إبراهيم: "وفق سياسة التشغيل الحالية بالسد الأثيوبي، ومع تشغيل العدد المشار إليه من أثيوبيا، بعدد 5 توربينات، واقتراب انضمام توربينة سادسة؛ سوف يتراجع منسوب

البحيرة بشكل جزئي وليس كما هو متعارف عليه، في نظم تشغيل السد حتى نهاية العام المائي الحالي في نهاية يونيو القادم." وأكد الباحث هاني إبراهيم أنه "وفق متوسط تاريخي

لتدفق شهور مارس إلى يونيو، نهاية العام المائي، يصبح مجموع الوارد الى البحيرة حوالي 3.15 مليار متر مكعب، وبإضافتهم إلى المخزون الحالي (65 مليار) يصبح الإجمالي 68.15 مليار متر مكعب".

وأوضح هاني إبراهيم أنه "مع سياسة تشغيل جزئي للتوربينات، وفق المتاح لسابق أعمال أثيوبيا في التشغيل طوال الفترة الماضية، سوف يتراجع منسوب البحيرة بمقدار 8 الى 9 مليار متر مكعب فقط، أي يصبح منسوب البحيرة بين 59 إلى 60 مليار متر مكعب، عند منسوب 631 متر، أو أقل قليلًا، أو أعلى قليلًا، أي أعلى منسوب التشغيل الطبيعي الذي يستلزم خفض المنسوب إلى 625 متر، بسعة 49.3 مليار متر مكعب."

أضرار كبيرة مع الفيضان القادم بملء سد النهضة

وحذر الباحث هاني إبراهيم من قدوم فيضان متوسط أو منخفض، كاشفًا عن أضرارة على السودان، فقال: "إنه في حال قدوم فيضان متوسط سوف تكتمل سعة السد بتاريخ منتصف أغسطس، أي ذروة الفيضان، وسوف يتم تشغيل

المفيض الجانبي للسد، وسوف يتعرض السودان لأضرار لم يشهدها من قبل، أما في حال قدوم فيضان لاقدر الله منخفض سوف يستمر ملء السد حتى منتصف سبتمبر، وسوف تكون أضرار كبيرة في خفض التدفق طوال فترة الملء."

وأكد هاني إبراهيم أن غرض إثيوبيا من السد ليس لتوليد الكهرباء، بحسب أدهائها، فقال: "لو كان الغرض الأثيوبي فعلًا كهرباء، بإمكانه تشغيل التوربينات "5+ التوربين الآخر"، التي تم إضافتها بقدرات كبيرة، ويتم تمرير 19 مليار، وتحقيق 35 % من القدرة الكهربية السنوية، ويصبح منسوب السد عند منسوب التشغيل الطبيعي 49.3 مليار."

وفي حالة حدوث جفاف، قال هاني إبراهيم "لو تصادف وحدث جفاف سوف يكون هناك تمرير للمياه من التوربينات أيضًا، ويحقق أكثر مما حققه في الظروف السابقة لشهور الفيضان، ولو تصادف فيضان متوسط أو مرتفع سوف يمرر من خلال التوربينات، ويحقق قدرة كهربية مرتفعة وتستفيد دولتي المصب من التمرير."