القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

أحد الشعانين ..بقلم الأب رفيق جريش

بقلم الأب رفيق جريش

يحتفل المسيحيون هذا الأسبوع بأحد الشعانين والذى يحمل فيه المؤمنون أغصان الزيتون رمز السلام وسعف النخيل رمز الانتصار الذى حمله أطفال أورشليم، القدس، عندما دخلها السيد المسيح وهو راكب جحشًا، وكانت أورشليم فى ذلك الزمان عاصمة ومقرًّا للمؤسسة الدينية، حيث هيكل سليمان ومن ثم علماء الشريعة (السنهدريم) الذين سيحكمون على يسوع فيما بعد والكتبة الذين ينسخون العهد القديم وغيرهم.

أحد الشعانين ..بقلم الأب رفيق جريش

دخل يسوع إلى هذه المدينة وغزا بالجحش والاطفال والمجتمعين حوله هذه المدينة الشديدة الخصوصية والصارمة دينياً والمحتلة من الجيش الرومانى، يحكمها قائدهم بيلاطس البنطى الذى وافق على صلب يسوع المسيح ارضاءاً لليهود وتخلصاً من ضغطهم وتهديدهم له.

اليهود كانوا ينتظرون المسيح الملك الأرضى الذى يأتى على رأس جيش قوى يطهر أرض الميعاد من المحتل الرومانى الوثنى ويطبق ويحكم بالشريعة كل مناحى الحياة وهذا ما يعتقده قسط كبير من اليهود والمسيحيين الصهاينة اليوم، هذا كان الأمل والرجاء المنتظر، إلا أن السيد المسيح فاجأهم بحضوره البسيط والسلمى، فقد دخل المدينة المقدسة راكبًا جحشًا.

فيسوع المسيح جاء لا ليُكوِّن دولة أرضية بجيوش وشريعة جامدة تفرز بين الحلال والحرام ولكن ليحرر الإنسان من داخله من جميع القيود التى تكبله من خطايا وشريعة على حد سواء لتكون علاقته مع الله هى علاقة محبة بنوية وعلاقته مع الإنسان علاقة محبة فى حرية تامة يميز فيها الإنسان باختياره بين ما هو صالح وما هو طالح.

فالمعروف أن شعب إسرائيل كان غليظ الرقبة (العهد القديم عد 12: 3، وخروج 34: 9) فقد نقضوا العهد ومع المسيحية انتهت فكرة الشعب المختار. فأرض الميعاد التى يتقاتل عليها اليهود لم تعد مهمة لأن الأرض الحقيقية حسب تعاليم السيد المسيح هى السماء، والمدينة المقدسة أورشليم لم تعد تلك الأسوار العاتية والهيكل الفخم بل صارت أورشليم السماوية، حيث يسكن الله مع كل الأبرار والقديسين والشهداء.

الأب رفيق جريش - المصرى اليوم
27 ابريل 2024 |