تمثل كنيسة المهد فى مدينة بيت لحم بفلسطين أهمية وتفرد دينى وطقسي خاص لملايين المسيحيين حول العالم، كما تعتبر الكنيسة قبلة "حج" لمسيحيي العالم للتبرك بمغارة ومكان المزود الذى ولد فيه السيد المسيح ،عليه السلام، حيث يأتي المسيحيون من كل الطوائف بأنحاء العالم لزيارة الكنيسة للتبرك والصلاة الي الله في المكان الذي ولد فيه السيد المسيح عليه السلام.
ويزورالملايين من المسيحيين، كنيسة المهد في بيت لحم ،علي مدار العام، خصوصًا في فترة الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، والعام الميلادي الجديد كل عام.
تاريخ كنيسة المهد
وتضم الكنيسة التى يتجاوز عمرها 1697 عاماً، المغارة التى ولد فيها السيد المسيح ، وتم تحويلها إلى مكان للصلاة والعبادة ،وكذلك المزود الذى ضم المسيح وهو طفل صغير، ما جعل المكانين يحظيان بقدسية وأهمية خاصة جداً لدى جموع المسيحيين حول العالم من مختلف الطوائف .
سر قدسية كنيسة المهد
يقول المطران عطا الله حنا، مطران القدس، رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس فى القدس الشريف، أن كنيسة المهد تتفرد بقدسية وأهمية خاصة لدى جموع الاقباط فى العالم بشكل عام وأهل فلسطين بشكل خاص جداً، ويذهب اليها الآلاف يومياً باعتبارها مركز حج مسيحى للتبرك بها، لاسيما وأنها مبنية على مقر المغارة والمزود الذى ولد فيه السيد المسيح.
الأهمية الأثرية لكنيسة المهد
وأضاف "المطران عطالله"، لـ"المصرى اليوم"، من القدس، أن كنيسة المهد هي الكنيسة التي وُلد السيد المسيح في موقعها، وهي تقع في بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بناها الإمبراطور قسطنطين عام 335، وتعتبر من أقدم كنائس العالم.
وعن أهميتها الاثرية العالمية أيضاً ، قال إن كنيسة المهد تم إدراجها فى عام 2012 ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، كأول موقع فلسطيني يدرج ضمن لائحة التراث
العالمي لمنظمة الثقافة والعلوم "اليونيسكو"، ما يؤكد على وجود اهتمام عالمي بالموقع والأثر،مشيراً الى أنه من مميزات البناء الذي أنشأه الإمبراطور قسطنطين أنه
حوى في بنائه الأساسي مثمناً فيه فتحة تؤدي إلى مغارة الميلاد حيث المزود والنجمة، غربًا يجد المرء بازيليكا كبيرة تنتهي ببهو محاط بالأعمدة والذي يُطلّ على مدينة بيت لحم.
هل موقع كنيسة المهد هو المكان الحقيقى الذى ولد فيه المسيح أم افتراضات؟
وحول التساؤلات بشأن هل موقع كنيسة المهد هو المكان الحقيقى الذى وُلد فيه المسيح أم مجرد افتراضات، قال الباحث فى الشأن القبطى، كريم كمال ، رئيس اتحاد أقباط من أجل الوطن، أنه منذ القرن الميلادي الأول، قام المسيحيون الأوائل الذين
عاصروا الرسل الإثني عشر بتكريم المغارة التي وُلدَ فيها يسوع المسيح، وحوّلوها إلى مكانٍ للصلاة والعبادة، وبالطبع فقد تسلّموا معرفة مكان ولادة المسيح من العذراء مريم نفسها، لأن العذراء كانت في قلب ذلك الحدث العظيم والشاهدة عليه.
كنيسة المهد تحظى بأهمية خاصة في قلوب المسيحيين بمختلف طوائفهم
وأضاف "كمال"، فى تصريحات لـ"المصرى اليوم"، أن كنيسة المهد تحظى بأهمية خاصة في قلوب المسيحيين بمختلف طوائفهم، فبالإضافة إلى مكانتها التاريخية فهي أيضا تحمل مكانة دينية خاصة، فقد شيدت الكنيسة في نفس المكان الذي ولد فيه السيد المسيح عليه السلام، وتضم الكنيسة ما يعرف بكهف ميلاد المسيح، وهو المكان الذي وضع فيه بعد مولده، وأرضيته من الرخام الأبيض.
كنيسة المهد قبلة المسيحيين على مستوى العالم
وأكد محسن جورج، عضو المجلس الملي فى الاسكندرية، أن كنيسة المهد تعد قبلة المسيحيين على مستوى العالم، وليس فلسطين فقط، ويأتى اليها جميع الطوائف المسيحية حجيجاً طوال العام، فالزيارة اليها لا تتوقف يوماً كونها تضم موضع ميلاد السيد المسيح ومغارته وهما يمثلان قدسية خاصة لدى جموع المسيحيين حول العالم.
الطقوس الدينية في كنيسة المهد تقام حسب تقليد كنيسة الروم الأرثوذكس
وأوضح "جورج"، لـ"المصرى اليوم"، أن الطقوس الدينية في كنيسة المهد تقام حسب تقليد كنيسة الروم الأرثوذكس، كونها تحوي زوايا للطوائف الشرقية المختلفة مثل السريان الأرثوذكس والأقباط
الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس ،وتحتل الساحة المبلطة أمام البازيليك جزءًا من الرواق القديم الذي تحيط به العمدان، أما الواجهة التي تدعمها عدة عقود معمارية بنيت على مدار القرون، كان فيها ثلاثة
أبواب للدخول، إلا أنه لم يتبق منها سوى باب واحد، وعلى جانبي الهيكل الرئيسي في صدر البازيليك نجد المدخلين اللذين يؤديان إلى مغارة الميلاد، والأبواب البرونزية والمداخل المرمرية الضخمة تعود للحقبة الصليبية.
مغارة الميلاد
ولفت إلى أن مغارة الميلاد عبارة عن شكل قائم الزاوية تغطيه الأقمشة الاسبستية الحريرية الناعمة لحمايتها من الحرائق، تحت الهيكل الرئيسي نجد نجمة فضية تشير إلى موضع ميلاد المسيح.
لماذا يجد المسيحيون راحتهم الروحانية في كنيسة المهد؟
وقال القمص إبرام إميل، الوكيل البابوى للاقباط الارثوذكس فى الاسكندرية، راعى الكنيسة المرقسية الكبرى، أن كنيسة المهد تعتبر مكان مولد المسيح فى بيت لحم بفلسطين، وتبعد بمسافة قريبة من مدينة اورشليم، وتحولت الى مزار مهم جداً، لجميع المسيحيين حول العالم، ويوجد فيها المسيحيون راحتهم الروحانية كونها تضم مغارة ومزود السيد المسيح.
وأشار الى أنه يتم اقامة قداس عيد الميلاد يوم 25 ديسمبر من كل عام للمسيحيين الغربيين فى الكنيسة ذاتها.
وصف تفصيلي لكنيسة المهد
وعن وصف الكنيسة ، أوضح "القمص ابرام"، لـ"المصرى اليوم"، أن طولها يبلغ 54 متراً وعرضها 26 متراً ، وصحن الكنيسة ينقسم إلى خمسة أجنحة ، يفصل بينها أربعة صفوف من الأعمدة ، عددها 44 عموداً، 22 عمود من كل
جهة،مشيرا الى أنه يوجد على جدران صدر الكنيسة الرئيسي بعض بقايا الفسيفساء التي كانت تزين الكنيسة فى القرن الثاني عشر ، كما توجد أيضاً بعض الفسيفساء فى أرضية الكنيسة من بقايا الكنيسة البيزنطية الأولى
،وتقع مغارة المهد تحت صحن الكنيسة إلى الشرق ، وهى المزار الرئيسي في هذا المكان المقدس ، وهناك درجان يؤديان إلى المغارة على جانبى مذبح المهد ، وحسب التقليد أن فى هذه المغارة وُلد السيد المسيح ، وتشير إليه
نجمة فضية تحمل الكتابة التالية باللغة اللاتينية Hic de Vergine Maria Jesus Christus natus est، وترجمته باللغة العربية "هنا ولدت العذراء مريم يسوع المسيح" ،وعن يمين المغارة نجد "المزود" ، الذى تغطيه الآن لوحات من الرخام.
