القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

القمص مينا ميخائيل باكورة سيامات البابا شنودة عام 1972

المثلية الجنسية حرب شرسة من عدو الخير .. وللكنيسة والاسرة معا دور لحماية شبابنا من براثن الشر

القمص مينا ميخائيل باكورة سيامات البابا شنودة عام 1972

اشكر قداسة البابا تواضروس والدولة المصرية على جهودهم في ربط شباب المصريين بالخارج بوطنهم مصر وغرس روح الانتماء لديهم

لي البركة الكبيرة ان اخدم مع قديس العصر القمص ميخائيل إبراهيم .. وحياته كانت عظة تعلمت منها المحبة والصلاة والاتضاع

عاصرت نشأة كنيسة مارمرقس بشبرا في صغرى .. والرئيس محمد نجيب وضع حجر الأساس عام 1953

كانت رغبة البابا شنودة انتدابي للخدمة في استراليا بعد عام من سيامتي .. وشاور القمص ميخائيل إبراهيم في القرار

مشوار كهنوتي حافل بالأحداث والذكريات على مدى 50 عاما لم يكن مفروشا بالورود, فمثلما مرت لحظات فرحة كان يقابلها اشواك وأوقات ضيقات والآم وما هون عليه الرحلة إيمانه بانه مدعو للخدمة من الله فسلم حياته مكرسا

قلبه لتبعية رب المجد, متشبها بسيده في المحبة والاتضاع والأمانة , ودائما يذكر نفسه مينا مينا تأمل فيما خرجت من أجله لهذا تخلى عن الذات ودرب نفسه على سماع صوت الله وإرادته في تدبير خدمته وانتقاله لأكثر من

مكان مقررا مواجهة حروب عدو الخير بالمحبة والايمان والطاعة الكاملة كمثال لأبينا ابراهيم حينما دعاه الرب قائلا اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك الى الأرض التي أريك .. هكذا كانت حياة القمص مينا ميخائيل

أحد باكورة السيامات التي تمت بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عام 1972 لأول مرة بعد تنصيبه بابا الاسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية عام 1971, كاهنا على كنيسة مارمرقس بشبرا قبل ان ينتدب للخدمة في استراليا.

التقت وطني بالقمص مينا ميخائيل في حديث من القلب, ليروى ذكرياته مع مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث, وعلاقته بقديس العصر ابينا القمص ميخائيل ابراهيم وآباء عظام حفرت اسمائهم في تاريخ الكنيسة القبطية الارثوذكسية, ايضا كواليس انتدابه للخدمة في استراليا, ووضع الكنيسة في المهجر وتعاملها مع العالم المنفتح وحماية شبابنا بالخارج من التحديات الاخلاقية المستجدة, فكان لنا هذا الحوار

+ نود التعرف على قدس أبونا مينا ميخائيل وتفاصيل عن حياتك وقت ان كنت علمانيا ؟

++ ولدت في يوم 24 يونيو عام 1944 واسمى العلماني مينا ميخائيل اسحق أى بنفس اسمى الكهنوتي والسبب انه كان نذر من والدتي بأن تدعني باسم الشهيد مارمينا العجائبى , والتي قد انتقلت للسماء بعد

ولادتي بأربعة أشهر, ومن ثم كنت الأبن الوحيد لأبى ودبرت لنا العناية الالهية السكن في الشارع المجاور لكنيسة مارمرقس بشبرا في سبتمبر عام 1952 وقتها كان لدى 8 سنوات ومن صغري تربيت داخل

الكنيسة وحضور مدارس الاحد و كنت أحظى باهتمام الخدام والآباء الكهنة العظام التي تباركت كنيستي مارمرقس بوجودهم وخدمتهم وتعبهم لتصبح الكيان الكبير التي هي عليه الآن , فمنذ صغرى عاصرت

بداية الكنيسة ونشأتها وتأسيسها وقت ان كانت مجرد قطعة أرض محاطة بسور ارتفاعه متر ونصف أو مترين بالطوب تغلق ببوابة خشب وبداخلها كنيسة خشبية صغيرة, وكانت بحق سبب بركة كبيرة لحياتي ولها مكانة كبيرة في قلبي.

تخرجت من فصل اعداد خدام عام 1959 وخدمت لسنوات في المرحلة الابتدائية ثم حصلت على بكالوريوس الزراعة شعبة وقاية نبات جامعة القاهرة عام 1966 , وتعرفت على زوجتي مريم من الجامعة فكانت زميلتي في الدراسة وتزوجنا في شهر يوليو

عام 1967 , والتي بدأت معي حياة الشركة بالسفر لمركز سدس في ببا بنى سويف للعمل داخل إحدى محطات البحوث الزراعية من عام 1967 الى عام 1969 ثم العودة للقاهرة والعمل في إدارة محطات البحوث, وكانت بركة كبيرة للعودة لكنيستي ولخدمتي.

+ بالفعل تباركت كنيسة مارمرقس بشبرا بخدمة آباء عظام سجلت اسمائهم في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوكسية, حدثنا أكثر عن ذكرياتك معهم ؟

++ عاصرت آبائي العظام واتذكر القمص مرقس داود باعتباره مؤسس الكنيسة, فقد كان في الحبشة مديرا للكلية الاكليريكية هناك وانتدبه ابونا زكريا السرياني للخدمة في أرض الكنيسة وكان يسكن داخل حجرة ناحية شرقية الارض, وكان شعلة خدمة وهو

من دعا الرئيس محمد نجيب لوضع حجر أساس الكنيسة في مايو عام 1953 كنت وقتها ابلغ من العمر 9 سنوات ورغم صغر سني إلا أنني أتذكر الأحداث بالتفصيل لمحبتي الكبيرة لأبونا مرقس داود فقد كان حنونا على جدا لظروفي وكنت اتمتع بأبوته الفياضة.

في عام 1955 بدأ الآباء ينتدبوا لمساعدة ابونا مرقس داود الى ان رتبت العناية الالهية انتقال خدمة القمص ميخائيل ابراهيم من بلدته كفر عبده الى كنيسة مارمرقس بشبرا , وظلوا

فترة معا في الخدمة كانوا منبع قدوة وارشاد لنا, الكل يتبارك من محبتهم وخدمتهم صغار وكبار .. ومع اتساع الخدمة ونموها كان هناك حاجة لوجود آباء جدد للخدمة, فسيم ابونا يوحنا

جرجس كاهنا للكنيسة عام 1960 وبعدها اكتملت الفرحة بسيامة الملاك ابونا اسطفانوس عازر عام 1966 لتتبارك الكنيسة بوجود أربعة اعمدة عظام سندوا الكنيسة بخدمتهم في اولى مراحل تأسيسها .

+ بالطبع كانت لك ذكريات خاصة مع قديس العصر القمص ميخائيل ابراهيم ؟

++ لي البركة الكبيرة ان اتلامس عن قرب مع أبى قديس هذا العصر واتعلم منه الكثير في حياتي ولخدمتي, فكم تباركت بصلاة القداس معه وقت ان كنت علمانيا كشماس ثم خدمتى معه ككاهن, ولا انسى صلوات قداسات الاعياد.

كانت حياة ابونا ميخائيل عظة, فمن عرفه يعرف انه لم يكن واعظا ولكنه كان بحياته عظة, كان يحيا حياة الصلاة سواء في القداسات أو في الإرشاد, فكانت الصلاة أسلوب خدمته ومنهجه في الحياة.. كثيرا ما كنت ارجع له واطلب ارشاده في

أمور خاصة كان رده صلي يا حبيبي, صلى يا مينا وتلقائيا تعلمت منه الصلاة وطلب مشورة الله ووضع أي مشكلة أو طلب إرشاد على المذبح, وحقيقة الصلاة لم تكن كلمة هينة فهي بإمكانها تنقل جبال وتحرك مشاعر وتعطى الإنسان حياة توبة.

كما تعلمت منه حياة الاتضاع وان نقدم بعضنا بعض في الكرامة , واتذكر له انه كان يقدمني في الخدمة لصلاة تحليل الخدام أو تحليل باكر في القداس وانا الأصغر لكنها المحبة العاملة فيه والاتضاع. أيضا يحضرني موقف حينما كنت

علماني مع مجموعة خدام كنا نتحدث في الخدمة داخل الكنيسة ودخل ابونا ميخائيل وسجد عند باب الهيكل, فصمتنا وقتها نظر لنا وقال بصوت عالي يارب سامحني وسامحهم, عملوا لي اعتبار اكثر منك يارب وكان بمثابة درس لا ينسى في حياتي.

+ كيف كانت دعوتك واختيارك للكهنوت , وموقف أسرتك وقتها ؟

++ لم تكن فكرة الكهنوت في مخيلتي, كنت أخدم من قلبي وعملت على انشاء فصل اعداد خدام عام 1969 مع أخي الخادم إميل مرقس, كما اتجهت للدراسة في الكلية الاكليريكية بالكاتدرائية عام 1970 , وكان شغفي الاستفادة الشخصية, ووقتها كان

يحاضرنا الأنبا شنودة اسقف التعليم والأنبا غريغوريوس ومجموعة كبيرة من الخدام منهم الدكتور اميل ماهر الذى صار ابونا شنودة ماهر فيما بعد, أيضا الدكتور موريس تواضروس وصليب القس ديمتري في الألحان , وكانت أيام جميلة .

في هذه الفترة فوجئت بأبونا مرقس داود يفاتحني في الرغبة عن سيامتي للكهنوت وان كنيسة السيدة العذراء والملاك بعياد بك بحاجة لآباء كهنة جدد, وقتها اعتذرت له وقلت لن أفكر في الكهنوت ولا ارغب في ان اترك كنيستي التي تربيت

فيها بعدها بفترة كلمني ابونا اسطفانوس عازر وقال لي يا حبيبى احنا ككهنة تعبنا ومحتاجين مساعدتك معنا في الكنيسة وهنا صليت مع زوجتي وطلبنا ان يرشدنا الله الى ان تمت سيامتي بيد قداسة البابا شنودة الثالث في 14 نوفمبر عام 1971 .

+ كنت من باكورة السيامات بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة عام 1972, حدثنا عن الكواليس وشعورك هذا اليوم ؟

++ كانت رغبة قداسة البابا شنودة ترشيح الكنائس لاسماء لسيامة آباء كهنة جدد مع رسامة الراهب أغاثون السرياني كأسقف عام الذى أصبح الأنبا أغاثون أسقف الإسماعيلية ورئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر وذلك في عيد العنصرة الموافق يوم الاحد 28 مايو 1972 , وكنت ضمن الاسماء المرشحة للسيامة مع 7 آباء في أول دفعة ترسم بيد البابا شنودة بعد تنصيبه بطريركا للكرازة المرقسية عام 1971 .

وقتها استعديت للسيامة بفترة باتقان الحان القداس خاصة القداس الباسيلي والحانه بالقبطي, كما تعلمت أكثر الحركات الطقسية للقداس.

اتذكر ان كانت لنا مقابلة مع قداسة البابا شنودة ليلة الرسامة, تحدث فيها معنا وسأل كل منا عن شفيعه ورغبته في الاسم الكهنوتي وكان نصيب كل منا حوالى نصف ساعة في الحديث ووقتها قلت له ان اسمي مينا كان

نذر من والدتي , لهذا السبب أبقى على اسمى قداسة البابا ورسمني باسم مينا كاهنا على كنيسة مارمرقس بشبرا وكنت آخر كاهن يضع عليه قداسة البابا يده ضمن المجموعة المختارة في طقس السيامة باعتباري أصغر

الآباء الحاضرين سنا أبلغ من العمر 27 سنة و11 شهر , ولى البركة أننى كنت الوحيد الذى يحمل رتبة الدياكون في الشمسية وسط اخوتي, وكل منا صلى الجزء المحدد له ليلة الرسامة, وكان نصيبي أوشية المياه والزروع والثمار .

حقيقة كان يوم مفرح وبركة كبيرة, وجميعنا تمتعنا بمحبة سيدنا واهتمامه وسؤاله علينا كل فترة باعتبارنا أول دفعة يتم سيامتها في حبريته.

+ وماذا عن فترة الإعداد للخدمة مدة الأربعين يوم المقدسة, وذكريات استلام الذبيحة ؟

++ قضينا فترة الإعداد للخدمة بدير السريان داخل بيت الخلوة, وكانت أيام روحية مقدسة من صلوات نصف الليل وحضور التسبحة , واتذكر وقتها كان داخل الدير راهب كينى اسمه ابونا مرقس الاسقيطى

كان اسود اللون لكن ابيض القلب و صوته جميل والحانه جميلة جدا, كان يطرق علينا الباب لايقاظنا للتسبحة ويقول لنا كلمة حلوة قوى اصحى يا ابويا انت بتصلي جوه والشيطان واقف بره, خد بالك

نقوم ننزل على طول .. كان يدربنا على طقس القداس والالحان, المعلم فهيم معلم الكاتدرائية المرقسية في الازبكية كبير المعلمين والبابا شنودة أوصاه الاهتمام بنا, بجانب ابونا توما

السريانى الذى صار فيما بعد نيافة الأنبا بيشوي المتنيح لتسليمنا طقس القداس وحركت القداس. ايضا كان معنا نيافة الأنبا غوريغورس وقداسة البابا شنودة بنفسه وحديثه معنا عن الرعاية وعلم اللاهوت الرعوى .

افتكر اول أب استلم الذبيحة كان ابونا انطونيوس راغب كاهن كنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا ثم ضعفي كنت تاني واحد , ورجعنا من فترة الاربعين يوم المقدسة كل منا الى كنيسته يوم 5 يوليو , وبدأت الخدمة في معاونة آبائي بالكنيسة في العشيات والقداسات وأخذ الاعترافات لمدة عام كامل .

+ لكن بعد فترة كان هناك ترتيب الهي بانتقال خدمتك لاستراليا, حدثنا عن تلك الفترة ولماذا وقع الاختيار عليك ؟

++ فوجئت يوم 5 مايو عام 1973 بأن جائني عم صليب العامل بالكنيسة في المنزل يبلغني ان ابونا اسطفانوس عازر في حاجة للتواصل معي للضرورة, فكلمته واخبرني ان مكالمة هاتفية من نيافة الأنبا صموئيل بأسقفية الخدمات

بالكاتدرائية يطلب مقابلتي في اليوم التالي للأهمية, وبالفعل ذهبت لمقابلته في مكتبه, وكانت المفاجأة الأكبر بانه يخبرني رغبة قداسة البابا شنودة في انتداب خدمتي الى استراليا فقلت له يا سيدنا لم يمضى على سيامتي سوى

عام واحد, واحب كنيستي التي تربيت فيها فكان رد الأنبا صموئيل اجمل حاجة اننا نطيع قداسة البابا في رغبته فقلت طبعا يا سيدنا واستأذنته مشاورة القمص ميخائيل إبراهيم في هذا الأمر ووقتها وصلني موافقة ابونا ميخائيل

ابراهيم بعد ان فاتحه قداسة البابا شنودة في موضوع انتدابى لاستراليا, وبالفعل يوم الثلاثاء الموافق 10 يوليو سفرت للخارج برفقة زوجتي ومعنا نيافة الأنبا صموئيل وابونا يوحنا ثابت وزوجته على نفس الطائرة لتسليمنا الخدمة داخل استراليا.

+ حدثنا عن الوضع هناك وبداية مشوارك الكهنوتي في استراليا ؟

++ كنت ثالث كاهن في المهجر وكان الترتيب لخدمتي من البداية في كنيسة العذراء بملبورن ولكن بترتيب الهي وصلنا الى سيدنى اولا واستضافنا ابونا مينا نعمة الله في منزله لمدة اسبوع وكنت اصلى معه في كنيسة العذراء ومارمينا بسيدنى , بعدها سافرت لملبورن تقريبا وصلت يوم 20 يوليو لاستلام خدمتي في الكنيسة لمعاونة ابونا فيكتور روفائيل راعى الكنيسة في ملبورن وبدأت الخدمة معه من يوليو عام 1973 .

حقيقة الوضع في البداية لم يكن سهلا , كانت امامي تحديات فالوضع بالنسبة لي جديد وخدمة جديدة على وكنت مطالب الصلاة باللغة الانجليزية ومعرفة متطلبات الشعب واحتياجاتهم روحيا واجتماعيا ايضا ظروف معيشتهم

, وللأسف بعد فترة تعرضت الخدمة لحروب من عدو الخير بقوة لتحدث انقسامات وتحزبات فكانت فترة عصيبة اصبح فيها الوضع في ملبورن لا يحتمل , وجاء بالفعل نيافة نيافة الأنبا باخوميوس والأنبا أغاثون في نوفمبر

عام 1974 لمتابعة الموقف وتهدئة للأوضاع نقلت لسيدنى الخدمة في استراليا في البداية كانت فقط كنيستين, واحدة في سيدنى والآخرى في ملبورن للخدمة في كنيسة جديدة ناشئة باسم مارجرجس لمدة 40 يوما ثم الخدمة في

كنيسة العذراء ومارمينا في يناير عام 1975, كما انتدب ابونا تادرس يعقوب للخدمة في كنيسة ملبورن لفترة بعد نقل ابونا فيكتور روفائيل لفترة لمكان آخر, وظل نيافة الأنبا اغاثون متواجد في استراليا لمدة عام

كامل لمباشرة مهام الخدمة واستقرارها في ملبورن وسيدنى , فما كان يهم البابا شنودة خلال هذه الفترة تهدئة الاوضاع في استراليا, ووقتها رقيت لدرجة القمصية في 2 مارس 1975 وقال لي الأنبا اغاثون هاعتبرك نائب بابوى لسيدني .

بعد أيام تنيح ابونا ميخائيل ابراهيم في 26 مارس عام 1975 وبعدها بشهر وتحديدا في 13 أبريل رسم ابونا ميخائيل نجيب كاهنا للكنيسة لحاجة الخدمة, واستمريت في خدمتي الى ان فوجئت في عام 1976 بخطاب مرسل لي من قداسة البابا شنودة يبلغني فيه عن رغبة آباء كنيستي مارمرقس بشبرا بعودتي للخدمة معهم , ولأجل الطاعة نزلت من استراليا في 4 اغسطس عام 1977 الى مصر بعد مدة 4 سنوات ونصف عودة نهائية .

+ كيف كانت الخدمة في القاهرة من جديد بعد سنوات من الانتداب للخدمة في الخارج ؟

++ تأقلمنا كأسرة مع الوضع الجديد, وادخلت ابنائي ليديا ومايكل مدارس فكانوا في مرحلة التقديم للدراسة , وعاودت لخدمتي مع آبائى الكهنة وداومت على صلاة العشية كل يوم سبت يعقبها دراسة الكتاب

وأخذ الاعترافات , كما اهتميت بإعداد اجتماع خاص للشباب الخريجين باسم الأنبا بولا في أكتوبر عام 1983 لاحتوائهم داخل الكنيسة ومتابعتهم روحيا واجتماعيا بجانب الاجتماع العام لخدمة كبار السن

, واستمريت في خدمتي لمدة 13 عام داخل كنيستي مارمرقس شبرا .. كانت أيام جميلة وبركة استفدت منها كثيرا وربما اثمرت عن كتابة 3 كتب هم تفسير سفر دانيال, امثال السيد المسيح, ومن جثيمانى الى طبرية .

ولا انكر اننى كنت في تلك الفترة اجدد جوازات سفر ابنائى لكونهم استراليين بالمولد كما حصلت على فيزا سفر لى ولزوجتى, وحينما وصل ابنائي لمرحلة اعدادى سافروا لاستراليا لاستكمال

دراستهم الى ان دبر لي الله الفرصة من جديد وسماح قداسة البابا شنودة لسفري ثانية لاستراليا في نهاية عام 1990 للخدمة في كنيسة جديدة باسم الأنبا بيشوي والأنبا شنودة بملبورن والى

الآن اخدم في الكنيسة مع اخوتي من الكهنة لخدمة 300 أسرة, فحى ملبورن عالي التكلفة للسكن فيه وبالتالي تعداده قليل مقارنة بكنائس اخرى في استراليا بعدما وصل عدد الكنائس بها الى 100 كنيسة.

+ كيف ترى مسئولية الكنيسة في حماية شبابها بالخارج من التحديات الاخلاقية المستجدة ومنها المناداة بالمثلية الجنسية باسم الحرية ؟

++ لا شك انها حرب شرسة من عدو الخير بنشر بدع وانحرافات تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس لضياع ابنائنا باسم الحرية, فالخطة الالهية تكمن في الزواج والخلقة من البدء خلقهما ذكرا وانثى ومن ثم من ينادى بما هو مخالفا لما قصده الله يعد خطية, ومن يدعى انها حرية, فهو لا يعى الحرية بمفهومها الصحيح.

اشكر الله على وجود آباء كهنة صغار للتقارب مع الشباب لحمايتهم من براثن الشر وتوعيتهم بقيمة جسدهم بانه مقدس, وعدم تصديق أي انحرافات تحت اي مسمى .. ودائما ما نعطى تركيز كبير في اجتماعات الشباب والخدام والندوات والمعسرات بصفة مستمرة للتوعية والتأكيد على تعاليمنا المسيحية دون التأثر بالعالم المحيط.

وأاكد انه ان كان في امكان الكنيسة ان تلعب دورا في حماية الشباب من التحديات الاخلاقية المستجدة, الا ان على الاسرة الدور الاكبر بكوننا ككنيسة لا نرى المخدوم سوى ساعات قليلة على مدار الاسبوع مقارنة بحياة معاشة داخل محيط الاسرة وهنا لابد من المعايشة الحقيقة والتقارب مع الابناء واحتوائهم بشكل أكبر واعطائهم الحب الكافي لحمايتهم من شر العالم المنفتح .

+ لكن لأي مدى الشباب القبطي متأثر بفكر العالم المنفتح ؟

++ البعيد عن الكنيسة بالتأكيد متأثر بعكس من هو في حضن الكنيسة ووسط اسرة واعية ومتيقظة لابنائها هنا تجد الامور طبيعية وتسير في اتجاه صحيح, المشكلة في ان أصبح التليفون في ايدى الطفل الصغير

لينفتح على العالم ويجد أمامه كل شىء متاح لو لم تكن هناك رقاية ووعى من قبل الأسرة, وبالتأكيد التكنولوجيا مفيدة ولكن مثلما هناك ايجابيات فهناك ايضا سلبيات, لذا يفترض الاستفادة مما هو مفيد

والبعد عما هو ضار .. وحقيقة الكنيسة القبطية الارثوذكسية وقداسة البابا تواضروس دائما ما تعطى اهتمام لحماية شبابنا من أفكار العالم بأحداث توعية واسعة النطاق تحت شعار أسرتي مقدسة للتأكيد على الأسرة وكيانها

+ ماذا عن دور الكنيسة في ربط الشباب القبطي المهاجر بوطنهم الأم مصر ؟

++ نشكر ربنا قداسة البابا تواضروس يبذل جهدا كبيرا في هذا الأمر من خلال اقامة مؤتمرات وملتقيات للشباب في الخارج, وكان العام الماضي ملتقى كبير بدير الأنبا بيشوي وتنظيم زيارات لاماكن مختلفة

للتعرف ببلدهم ووطنهم مصر, ولعله يجد صدى كبير لدى الشباب حيث تعلقهم بمصر وبالكنيسة الأم وبشخصية قداسة البابا والآباء الأساقفة. ولا ننكر جهود وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج

واهتمامها بالحفاظ على الهوية الوطنية للمصريين بالخارج و منها مبادرة اتكلم بالعربي خاصة للجيلين الثاني والثالث, أيضا مبادرة جذورنا المصرية ونجاحها في الوصول لعدد كبير من أبناء المصريين في الخارج .

+ كنيسة مارمرقس بشبرا بصدد الاحتفال بمرور 75 عاما على انشائها , ماذا تقول في هذه المناسبة ؟

++ اهنىء آبائي الكهنة وعلى رأسهم نيافة الأنبا انجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية بهذه المناسبة, وفرحتي كبيرة بالكيان الكبير الذي وصلت إليه الكنيسة التي تربيت داخلها, الله يجعلها نعمة وبركة كبيرة لحياة كثيرين ودائما تظل منارة في كسب النفوس ونمو الروحيات.

وطنى
28 نوفمبر 2023 |