لم تكن عودة محمد أبوتريكة، نجم الكرة المصرية السابق، للظهور التليفزيوني عبر قنوات بي إن سبورتس عادية، خاصة مع اقتران الانسحاب والعودة بقضية إقليمية كبرى.
وظهر أبوتريكة في الفقرة الفنية المخصصة لمتابعة البريميرليج على الشبكة القطرية تحت عنوان «السبت الممتاز» وسط حفاوة كبيرة من مقدم البرنامج محمد سعدون الكواري بعد غياب اقترب من 50 يومًا.
افتتح أبوتريكة حديثه بعيدًا عن كرة القدم بالتطرق إلى الوضع في قطاع غزة، والتأكيد على حزنه الشديد والغضب من تجاهل العالم للمأساة الإنسانية.
ويأتي ظهور اليوم ليمثل حلقة جديدة من مواقف الدولي المصري السابق تجاه قضايا إنسانية وقومية وسياسية على شاشات المنافسات الرياضية.
جمال فرويز: يريد التريند ويجيد صناعة اللقطة
يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، ظهور محمد أبوتريكة الأخيرة محاولة جديدة منه لـ«ركوب التريند» وصناعة اللقطة.
وأضاف: «أبوتريكة دائمًا ما يلعب على مشاعر الجماهير ويعرف اختيار المواعيد بعناية، فمثلًا هو انتظر حتى نهاية القصف وبداية سريان الهدنة لتحديد وجهة المصلحة والتريند ثم الظهور واكتساب تعاطف الناس».
وواصل حديثه: «هدفه الآن كسب مساندة المشاعر العربية والمتواجدين في قطر وهو ذكاء اجتماعي شديد منه، خاصة أنه يعلم أن تضامن جماهير الأهلي مضمون وسيظل مستمرا».
واختتم حديثه: «الشخصيات التي تشبه أبوتريكة تكون نهايتها بموقف حقيقي يبرز اصطداما ثم يتبعه عدد كبير من المواقف المتشابهة».
رشا سلامة: يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة
بينما ترى رشا سلامة، إخصائية الإرشاد النفسي، أن حالة أبوتريكة طبيعية نتيجة التركيز الشديد والمتابعة الكثيفة لأحداث قطاع غزة.
واستمرت: «مشاهد سقوط البنية التحتية وانتشار الجثث وعجز الإغاثة الإنسانية سيصيب المتابع بالصدمة الكبيرة، فالوضع أصعب من التحمل».
وأردفت: «ذهن أبوتريكة تأثر كثيرًا وهو ما تؤكده تعبيرات الجسد ونبرة الصوت وحركة العين إلى جانب كون الحديث ظهر في برنامج رياضي بعيدًا عن الأجواء السياسية».
وأوضحت أن اضطرابات ما بعد الصدمة قد تتمثل في نوبات اكتئاب أو غضب شديد إلى جانب فقدان القدرة على التفاعل مع المحيطين، وهو ما يفسر لنا سبب انسحابه مع بداية الأحداث.
