عملة قديمة من يجدها في السابق كان يحاول التخلص منها ولا يلتفت لها، فيراها البعض أنها بلا قيمة أو فائدة نظرا لمرور سنوات عليها، مقابل كثيرين كانوا يحرصون على الحفاظ عليها كذكرى من أشخاص عزيزين عليهم أو ذكرى للزمن ولمرور الوقت.
العملات القديمة كنز جديد
فالاحتفاظ بالعملات القديمة سواء الورقية أو المعدنية هواية يعشقها الكثيرون، وتحديدا العملات القديمة التي مر عليها سنوات طويلة حتى أصبحت نادرة، والحصول عليها أصبح أقرب من المستحيل، لتصبح هذه العملات كنزا لدى أصحابها أو من توارثها عنهم، حيث يمكنهم بيعها والحصول على مقابل مادي كبير مقابلها.
ومع الوقت هناك إقبال متزايد من جانب العديد من الأشخاص على بيع وشراء العملات القديمة، فهي تعتبر من أنواع التجارة الأكثر شيوعاً في جميع أنحاء الوطن العربي، وتحقق هذه التجارة أرباحا هائلة.
ولذلك أصبحت العملات المعدنية والورقية القديمة الشغل الشاغل لدى الكثير من المواطنين، لكونها تساوي مبالغ طائلة، وخاصة الشلن القديم.
وبدوره قال محمد شرف، تاجر عملات قديمة، إن جميع العملات التي صدرت في عهد الملك فاروق مطلوب شرائها الآن في سوق العملات القديمة، ويختلف سعر كل عملة حسب ندرتها وحالتها، لافتًا إلى أن العملات الورقية القديمة هي الأغلى، بسبب قلة وجودها، خاصة أنها تهلك أسرع من مثيلاتها المعدنية.
العملات القديمة المطلوبة للشراء
وفيما يخص الشلن، نوه شرف، إلى أن عملة الشلن الورقي المدون عليها الدولة المصرية، التي صدرت في السنة الأخيرة في عصر الملك فاروق، يصل سعرها إلى 40 ألف جنيه حسب حالتها، كما تساوي عملة البريزة المكتوب عليه نفس الكلمة يبلغ سعرها حوالي 40 ألف جنيه أيضا.
وبالنسبة لعملة "ريال السلطان فؤاد" ارتفع سعره في الفترة الأخيرة ليصل إلى 80 ألف جنيه، ويشترط أن يكون تاريخ أصدرها 1920 ومكتوب عليها اسم "السلطان فؤاد".
أما عملة النصف الجنيه، على الرغم من أنها مازالت متداولة في الأسواق المصري، لكن الطلب يزداد عليها من بعض تجار العملات القديمة، حيث بلغت قيمتها ما يقرب من 100 ألف جنيه مصري، ويسعى التجار وراء الفئات ذات الإصدار القديم الذي يظهر عليه صورة أبو الهول في المنتصف، أو تلك التي يوجد فيها صورة أبو الهول على اليسار، وهما الأغلى في أسواق العملات القديمة حاليًا.
أماكن بيع وشراء العملات القديمة
يبحث الكثير من المواطنين عن كيفية بيع العملات القديمة في مصر، وتحديدا الأشخاص الذي يملكون العديد من العملات القديمة التي مر عليها سنوات طويلة وأصبحت نادرة للغاية.
تنتشر أماكن بيع العملات في عدد من الأماكن في مصر، وتم تخصيص محلات لبيع وشراء العملات القديمة في شارع الألفي وعماد الدين وخان الخليلي بوسط القاهرة، في جميع أيام الأسبوع.
ويمكن لكافة المواطنين المحتفظين بالعملات القديمة في مصر سواء الورقية أو المعدنية في بيعها بأكثر من وسيلة، وهي كالتالي:
- بيع العملات القديمة في مصر من خلال المواقع الإلكترونية: ويمكن لمن معه أي من النقود القديمة النادرة، الدخول عبر المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العملات القديمة، ثم تصوير العملة التي يملكها وعرضها على هذه المواقع، حيث يتم شراء هذه العملات من خلال مزادات عبر الإنترنت أون لاين.
ويمكن أيضًا بيع العملات القديمة النادرة في مصر من خلال موقع التواصل الاجتماعي الأشهر فيس بوك، حيث توجد العديد من الصفحات والجروبات المختصة في بيع وشراء العملات القديمة.
وتوجد بعض المناطق داخل مصر بها العديد من المحلات التي تشتري العملات القديمة النادرة، وتحديد داخل محافظتي القاهرة والإسكندرية، وبداية في محافظة القاهرة توجد غالبية المحلات في محيط منطقة وسط البلد ومنها شارع عماد الدين، والألفي، وخان الخليلي، أما عن الأماكن داخل محافظة الإسكندرية، فتوجد محلات في عدة مناطق أمثال شارع خالد بن الوليد، ومنطقتي المنشية والعطارين، ومحطة الرمل.
وأوضح معطي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الأسعار المذكورة تميل بعض الشيء الي المبالغة، ولكن في الحقيقة العملات المعدنية والورقية مطلوبة ويتم بيعها في الأسواق وبأرقام معتدلة.
ومن جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العملات القديمة إذا كانت معدنية أو ورقية يوجد عدد كبير من الأشخاص هوايتهم جمع ما هو قديم.
جودة العملة المعدنية القديمة
تعتبر جودة العملات القديمة من العوامل التي تؤثر أيضاً على قيمة العملة، حيث أن العملات القديمة المشوهة أو المتسخة تقل قيمتها عن تلك العملات ذات الجودة الأعلى، فقد نجد أن شخصين يملكان نفس العملة ولكن كل شخص باعها بسعر مختلف، حيث أن الشخص الذي يملك العملة ذات الجودة العالية يبيعها بسعر أعلى من الشخص الذي يملك العملة المنخفضة الجودة.
وتجدر الإشارة هنا أنه لا يجب أن يقوم الشخص الذي يمتلك العملة المنخفضة الجودة بمحاولة تنظيفها أو تعديلها بنفسه، لأن هذا سوف يزيد الأمر سوءاً، فمن الأفضل أن يقوم باللجوء إلى خبير مختص في هذا المجال حيث سيقوم هو باستخدام مواد خاصة بالتنظيف.
