القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

3 أدلة كشفت لغز «قتيلة الفجر» في إمبابة.. ماذا حدث داخل عزبة الصعايدة؟

الساعة السابعة صباح يوم الخميس الماضي، كان محقق النيابة يجلس داخل مكتبه بمجمع محاكم شمال الجيزة، يستكمل التحقيق في قضية قتل سيدة وابنتها على يد جزار لسرقتها قبل

3 أدلة كشفت لغز «قتيلة الفجر» في إمبابة.. ماذا حدث داخل عزبة الصعايدة؟

أسبوعين، وقبل مغادرة المكتب بعد يوم عامل طول استمر 24 ساعة، ورد له اتصال هاتفي من العقيد محمد ربيع مفتش مباحث إمبابة، وبمجرد الرد، قاله يا فندم صباح الخير، عندنا جريمة

قتل، جثة لسيدة مقتولة في ظروف غامضة، اتجه المحقق إلى مكان الواقعة، وفي غضون ساعة وصل إلى مسرح الجريمة الذي امتلأ بضباط المباحث والطب الشرعي والمعمل الجنائي، وجاءت التفاصيل كما يلي.

جثة في صالة الشقة

وصل المحقق إلى العقار رقم 13 الذي يقع في شارع اللمبودي بمنطقة عزبة الصعايدة، في حي إمبابة، شمال محافظة الجيزة، وكانت الثامنة صباحا، وكانت الجثة في صالة الشقة وفريق البحث متنشر في المكان بالكامل، وهي عبارة عن شقة تقع في الطابق الثالث على مساحة 110 أمتار، مكونة من غرفتين وصالة وحمام ومطبخ.

اتجه المحقق إلى العقيد محمد ربيع مفتش المباحث، وسأله عن تفاصيل البلاغ، فأجابه قائلا: الساعة 6 صباحا، ورد لينا اتصال هاتفيا من شخص يدعى هاني رمضان، تاجر، أخبرنا أنّه اتجه إلى المنزل، فوجد

زوجته مقتولة وجثة مسجاة على ظهرها في صالة الشقة، انتقلت أنا وقوة من مباحث قسم شرطة امبابة دائرة قسم البلاغ، وكان معاهم المقدم مؤمن فرج، رئيس المباحث، ووصلنا فوجدنا جثة لسيدة تدعى رضا 38 سنة،

ترتدي ملابسها كاملة، مصابة بجرح أعلى العين، والجريمة وقعت بين الساعة الثالثة حتى الخامسة فجرا، والمجني عليها متزوجة منذ نحو شهر ونصف الشهر، ومقيمة بمفردها مع زوجها، وهو المبلغ والمشتبه فيه الرئيسي.

سأله المحقق عن تقرير الطب الشرعي المبدئي؟.، فرد العقيد ربيع قائلا: تقرير الطب الشرعي أكد ما جاء في المعاينة، أنّ الوفاة وقعت بين الساعة الثالثة حتى الخامسة فجرا،

وهناك أثار خنق حول الرقبة وأثار جلد في أظافر الضحية، ما يشير إلى أنّها كانت تقاوم الجاني، فسأله المحقق ماذا عن زوج الضحية؟، فرد المفتش قائلا: الزوج يعمل في تجارة

اكسسوارات الموبايلات، ولديه محلات بالمنطقة، وهو المبلغ عن الواقعة، وتم التحفظ عليه كمشتبه فيه، وهو موجود حالا في مسرح الجريمة، فتم استدعائه من قبل المحقق لمناقشته.

التحقيق مع الزوج المشتبه فيه

دقائق وبدأ المحقق فى سؤاله وجاءت كما يلي.

س: عندك كام سنة؟

ج: 45 سنة.

س: متزوج المتوفية من قد إيه؟

ج: متزوج من شهر ونص ودى الزوجة التالتة ليّا.

س: هل زوجتك تعمل؟

ج: بتشتغل معايا في المحلات بتاعتي.

س: إيه اللي حصل؟

ج: كنت سهران في المحل بتاعي، وفضلت اتصل بمراتي كتير مردتش، وفي شهود عمال معايا في المحل إنّي متحركتش طول الليل.. ورجعت البيت حوالي الساعة 6 الصبح، ولما وصلت لقيتها جثة في صالة الشقة، بلغت الشرطة على طول.

س: مكانش في أي خلافات بينكم؟

ج: خلافات عادية زي أي زوجين، مفيش خلافات تستدعي القتل.

س: هل بتشك في حد، لأن دخول الشقة كان بطريقة مشروعة؟

ج: مراتي مكانتش بتفتح الشقة لأي حد غير لشخص واحد ده جارنا ومتربي معاها وزي أخوها، اسمه شوقي وشغال سواق تاكسي، ده الشخص الوحيد اللي كان بيدخل الشقة في غيابي لأنه زي أخوها.

عقب الانتهاء من مناقشة الزوج، أمر المحقق بنقل الجثمان إلى مصلحة الطب الشرعي، ونقله إلى مشرحة زينهم، لتشريحه لبيان أسباب الوفاة، وإعداد تقرير نهائي بشأن وفاة الضحية.

3 ادلة فكت اللغز.. لغز قتيلة الفجر

بينما كان المحقق يناقش الزوج، حضر اللواء أحمد الوتيدي، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، والعميد هاني شعراوي، رئيس المباحث الجنائية، لقطاع شمال الجيزة، إلى مسرح الجريمة، وبدأوا تنفيذ خطة البحث، فحص هاتف الضحية، وتبيّن أنّ آخر رسالة واتصال من جار الضحية الذي تحدّث عنه الزوج للمحقق، وأدلى بجميع المعلومات.

وبالبحث عنه تبين اختفاءه من القعار، وبمراجعة الكاميرات، تبيّن دخوله إلى العقار في وقت معاصر لارتكاب الجريمة، وعلى الفور انطلقت مأمورية من المباحث بقيادة المقدم مؤمن فرج، رئيس مباحث قسم شرطة امبابة،

للبحث عن المشتبه فيه، وتمكن من ضبطه وتم اقتياده الى قسم شرطة امبابة، ومواجهته بـ3 أدلة تدينه بقتل جارته رضا، وجاءت كالتالي: الرسالة الأخيرة.. حيث ارسال لها رسالة قال لها إنّه سيقابلها بعد انتهاء عمله

بسبب مشكلات مع زوجته وأولاده، وكاميرات المراقبة التي رصدت صعوده إلى العقار في وقت معاصر للجريمة، وأنّه تاخر قرابة نصف ساعة حتى دخل شقته المجاورة لشقة الضحية، وذلك بعد أن أكدت زوجته توقيت وصوله إلى

الشقة، كما تبيّن وجود جروح في يده، وأنّها لم تمر عليها سوى عدة ساعات قليلة، ما يتوافق مع تقرير الطب الشرعي المبدئي، الذي أفاد بأنّ هناك آثار جلد في ظافر الضحية، ما تؤكد مقاومته للجاني أثناء ارتكاب الجريمة.

وعقب مواجهة شوقي 52 عاما، يعمل سائق تاكسي، بالأدلة، ودون مقدمات وبهدوء اعترف المتهم في محضر الشرطة بارتكاب الواقعة، قائلا: أنا قولت أختي، معرفش عملت كده ازاي، متربي معاها، اللي حصل روحت اشتكى ليها من خلافات مع مراتي الشيطان لعب في دماغي، كنت عايز أسرقها، حاولت تصرخ فخنقتها لحد ما ماتت، ده كل اللي حصل.

وعقب الانتهاء من مناقشة المتهم، أُحيل إلى النيابة العامة، وأجرى محقق النيابة معاينة تصويرية، شرح فيها المتهم بالصوت والصورة، كيفية ارتكابه للواقعة، وأمرت بحبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجدد له قاضي المعارضات صباح اليوم، 15 يوما على ذمة القضية بتهمة القتل العمد.

الوطن
28 مايو 2023 |