ارتبط السعف قديما بالمسيحيين حيث يدل على النصر، لذلك قرروا أن يجعلوا سعف النخيل رمزا للاحتفال بتشكيلهم العديد من الأشكال مثل التاج والصليب والورود وغيرها الكثير خلال أحد السعف الذي يليه أسبوع الآلام.

وقال فادي، أحد بائعي السعف بمنطقة شبرا مصر: إن أشكال السعف كثيرة حيث أنه يعمل في الصليب بكل أحجامه وميدالية صليب صغيرة والتاج الذي يكتب عليه الأسامي والسنابل، كل هذه الأشياء مصنوعة فقط من السعف دون أي مواد أخرى.
طريقة تصنيع السعف
وأضاف فادي: أن طريقة تصنيع السعف تمر بعدة مراحل؛ يقوم أولا بتنشيف السعف ثم يقوم بغمره بالماء ويضعه في خيش حتى يلين، ثم يبدأ بتشكيل الأشكال المختلفة بكل مرونة، حيث إن تلك الطريقة تضمن استمرار السعف أطول فترة ممكنة دون أي تلف.
ويهل محبو السعفة خلال يومي الجمعة والسبت لشراء السعف، ولم يقتصر فقط على المسيحيين بل يأتي المسلمون كذلك لشراء السعف كالتاج والسنابل، ويبدأ فادي بالعمل في تصنيع السعف قبل أحد السعف بأسبوع ليتمكن من إنجازه وعرضه للبيع.
أسعار السعف
ورصدت عدسة فيتو أسعار السعف، حيث جاءت كالآتي:
التاج 25 جنيها
صليب كبير سادة 30 جنيها
صليب كبير مزخرف 30 جنيها
صليب متوسط 15 جنيها
صليب صغير بسلسلة 10 جنيهات
سنابل 10 جنيهات
القرنفل 20 جنيها
أشكال الورود تطراوح من 15 إلى 25 جنيها.
أشكال السعف
ومن جهة أخرى، أضاف يوسف أحد صانعي السعف: إن الأشكال ليست فقط الصليب بل يوجد شكل القرنفل ويصنع الحصير والجيوب والثبت ولكنه يصنعها في الأيام العادية، كما أن هناك بوكيه ورد صغير تم صنعه من قبل شخص يدعى مينا جرجس.
وأضاف: أنه يضع في بعض السعف صور لدخول السيد المسيح إلى أورشليم الذي هو أساس أحد الشعانين، ويضع بشكل عام صور مرتبطة بذلك اليوم أحتفالا به، ويكثر إقبال الناس لشرائه في يوم السبت والأحد.
احتفال أحد الشعانين
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم بـ أحد الشعانين، وهو ذكرى دخول المسيح أورشليم وتتصدر فيه قلوب النخيل المشهد حيث تتخذ أشكالا مختلفة لكن كل منها رمزيته ودلالاته.
أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو عيد القيامة ويبدأ بــ أسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس ويسمى أيضا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين مفترشين ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته.
لا يخرج شكل السعف عن الأشكال الثلاثة أولها التاج وهو يشير إلى الملك اليهود قديما استقبلوا المسيح كـالملك، حيث هتفوا عندما جاءهم المسيح مستقلا جحش ابن أتان: أوصنا لملك اليهود.. أوصنا لابن داود بعدما ألقوا بـزعف النخيل وثيابهم أمام المسيح وكانت لديهم رغبة في تخليص المسيح لهم من ذل الرومان.
ذكرى أحد الشعانين
يحتفظ الأقباط أيضا في ذكرى أحد الشعانين بمحبة المسيح لهم فتجدهم يشكلون السعف على شكل قلب في إشارة إلى المحبة التي هي محور العلاقة بين الله والإنسان وتجسدت في وجود المسيح بينهم على الأرض.
المحبة والرغبة في أن يكون ملكا لم تستمر طويلا فسرعان ما تبدلت بـالخيانة واليهود أنفسهم الذين هتفوا للمسيح باعتباره الملك هم من هتفوا أمام الولي الروماني: اصلبه.. اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا لذا كان الصليب حاضرا في أحد الشعانين لتذكر محبة الله أمام خيانة الإنسان.
وتغير موقف اليهود سريعا من السيد المسيح لأنهم كانوا يرغبون في ملك أرضي يخلصهم من حكم الرومان القاسي لكنهم فوجئوا بالمسيح يقول مملكتي ليست من هذا العالم.
شعانين جاءت أيضا من الكلمة العبرانية هو شيعة نان وتعني يا رب خلص ومنها تشتق الكلمة اليونانية أوصنا وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين وهي الكلمة التي استخدمها أهالي أورشليم عند استقبال المسيح.
ذكرى أحد الشعانين يتبعه ما يعرف لدى الأقباط بـأسبوع الآلام وهو الأسبوع الذي شهد محاكمة المسيح حتى صلبه كما أنه يحمل هذا العام ذكرى تفجيرات طنطا والإسكندرية والتي تترك غصة في قلوب الجميع وتذكر أيضا بواقع الخيانة على القلوب المحبة.