القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الشيطان يجرب يسوع ثلاث تجارب: تجربة الأكل، والحياة، والسلطة

نتأمل في إنجيل محوري في الصوم الأربعيني المبارك هو تجارب يسوع يُذكر في ثلاث أناجيل إزائية. لماذا هذه الأهمية؟ لأنه يُظهر لنا يسوع وهو يشاركنا إنسانيتنا وضعفها فصام أربعين يوما وأربعين ليلة حتى جاع

الشيطان يجرب يسوع ثلاث تجارب: تجربة الأكل، والحياة، والسلطة

نتأمل في إنجيل محوري في الصوم الأربعيني المبارك هو تجارب يسوع يُذكر في ثلاث أناجيل إزائية. لماذا هذه الأهمية؟ لأنه يُظهر لنا يسوع وهو يشاركنا إنسانيتنا وضعفها فصام أربعين

يوما وأربعين ليلة حتى جاع ( مت4 :2) فهذا الجوع هو غريزة بشرية ويسوع هنا لا ينكر احتياجنا للخبز، ولا حياته هو الجسدية. ولكن يعطينا نظرة لأبعد هي معرفة الحياة الحقيقية فيه، والخبز

الحقيقي الذي في علاقته بالأب، ويعطينا نعمة لاكتشاف حيل إبليس، ويسوع وهو في الجسد انتصر على هذا الشرير، إذا ليس غريبًا أن ننتصر نحن على الشيطان في حياتنا البشرية بقوة يسوع التي فينا.

مَن الشخص الذي يَجري وراءه إبليس بالتجارب؟ هو الشخص المملوء بنعمة الروح القدس الذي له علاقة بالرب قوية، الذي يكون قلبه متوجّه كليًّا نحو الله، ويحيا بكلمته، ومثالنا في ذلك شخص

يسوع المسيح. وقاد الروح القدس يسوع إلى البرية ليجربه إبليس (مت4: 1) الغريب أن يسوع في نهاية صيام لمدة أربعين يوم وصلاة عميقة وحميمة مع الله الآب، يقوده الروح للبرية ليُجرب، وفي هذا

التوقيت ظهر الشرير بحيله الخبيثة له. لذلك يُقال أن: الراهب على قلايته سبع شياطين لماذا؟ لأن الراهب في علاقة دائمة مع الله، يحاول كل واحد من الشياطين إيقاعه في إي نوع من أنواع

التجارب المتنوعة على سبيل المثال القديس انطونيوس أبو الرهبان، في حين المدينة الكبيرة البعيدة عن الله موجود على بابها شيطان واحد ونائم لماذا؟ لأن المدينة في قبضة الشرير، فكيف يُجربها وهي تبعه

التجربة الأولى: هي تجربه جميع الناس الخبز المادي كل إنسان محتاج إليه، لأن الإنسان تركيبته جسد وروح، وعليه أن يغذي كليهما. وروح يسكن الجسد، فلا يمكن أن نهتم بالجسد بالغذاء المادي دون الروح

بالعلاقة بالرب. إن كُنت ابن الله، فقل لهذه الحجارة أن تصير خبزًا. أجابه يسوع: يقول الكتاب: ليس بالخبز فقط يعيش الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله (مت4: 3-4)، لماذا رفض يسوع تحويل الحجارة لخبز

رغم عنده المقدرة على ذلك؟ فهو الذي أطعم خمسة آلاف بخمس أرغفة وسمكتان (يو6: 1-15)، فيسوع جاء ليتمم مشروع الأب لخدمة أخوته البشر، لإظهار حبه لهم، وليس فرد عضلاته، فهو أعطانا قوة لمواجهة واقعنا

البشري الضعيف، فالشيطان يقول ليسوع أنت جائع الآن، ومحتاج للخبز، لماذا تكون إنسان؟ وأنت ابن لله، في يدك أن تكون مثل الله وتخلق من الحجر خبز لتشبع جوعك الشخصي. ولكن يسوع واعي لحيل إبليس

باتحاده بكلمه الله يقول الكتاب فيرد على الشيطان من كلمة الله، فلم يقدر الشرير أن يفصل يسوع عن أبيه ولا مشاركته لأخوته البشر في حياتهم، بل قَبل الحدود، والضعف، والنقص، وعاش معنا إنسانيتنا

بما فيها. وعلينا نحن أن نعمل جاهدين بيقظة على حياتنا حتى لا نقع في خدعة المجرب، فنقبل أننا نجوع، ونعطش، كجسد ولكن هذا ليس له الكلمة الأخيرة علينا، بل أن روح الله يسكن في جسدنا هذا، لذلك نحن

لا نعيش فقط بالخبز المادي بل بكلمة الله التي فينا. اعرف في أيامنا هذه الصعبة أننا نجرى وراء لقمة العيش بأكثر من عمل، حتى يجد رب البيت ما يكفي بالكاد له لمعيشة أسرته ومتطلبات الحياة، نعم هذا

واجب، فالإنسان يأكل بعرق جبينه، ولكن ننتبه ليس هذا كل شي في حياتنا، فمصدر حياتنا هو الله، فلا يمكن ليسوع الذي أطعم الناس بالقليل الذي جادوا به من بين أيديهم وبارك فيه وشكر، أن يتخلى عنا،

ولكن علينا أن نقدم له حتى القليل الذي نملكه، والله الذي أقتاد شعبه في البرية أعطاهم المن والسلوى، واخرج من الصخر ماء حلو ليروى عطشهم، لا يتركنا نحن اليوم ولكن علينا أن نثق لدينا أب يحبنا ويعطينا كل ما نحتاج.

التجربة الثانية: نعمة الحياة لك يارب، وهبتنا إياها، فلا بأيدينا نفقدها، ولا بأيدي آخرين، ومع ذلك نسمع في أيامنا هذه عن انتحار، وقتل، وكأن الإنسان بيده مصير حياته، ما هذا؟ وإلى هذه الدرجة

خدعنا إبليس؟ وأقنعنا أن نجرب محبة الله لنا؟ فهو فعل ذلك مع يسوع عندما قال له إن كنت ابن الله أرمي بنفسك إلى أسفل، لأن الكتاب يقول: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على أيديهم لئلا تصدم رجلك بحجر

فأجابه يسوع: يقول الكتاب أيضًا: لا تجرب الرب إلهك(مت4:5-7) فالشيطان يقول ليسوع أنت أبن لله، فأنت تثق أنه يحبك، ضع هذا الحب في تجربة واختبار، ارمي بنفسك وإذ كان يحبك بالفعل، يصدق في كلامة( مز91:

11-12) تأكد من حضور الله معك، فيعلن يسوع للشرير أن طريق بنوته للأب ليس إثبات ولكن إيمان بحب. ولا يستدعي التحقق من بنوته للأب أن يحقق مجده الشخصي، بل يقبل حياته كل يوم كهدية بثقة، وتواضع. ونحن

اليوم حياتنا من الله ونختبر كل يوم هو معنا وحاضر من خلالنا مهما كانت ظروف الحياة قاسية، لا نمتحن الله كأب لنا، ولا نجربه في حبه لنا كأبناء، بل نشكره في كل يوم جديد على نعمه الحياة من يديه كعطيه.

التجربة الثالثة: السلطة، الغني، المجد، اليوم أشخاص كثيرة تبحث عن ذلك بعيدًا عن الله، فتعبد المال وتبحث عن الغني والمجد الباطل، وتعظم معيشتها، وتسلم نفسها لعمل الشرير، بالرشوة،

والسرقة، والكذب، والنفاق حتى تجمع ثروات طائلة ولكن تفعل كما فعل الشاب الغني الذي نظرت إليه يا يسوع وأحببته ولكن فضل الغني على الحياة معك. فالشرير الكذاب ليس لديه ممالك ولا في يديه غني

ليعطيها لأحد، فالخيرات كلها من صنع يد الله، فكيف يخدع ويقول: أعطيك كل هذا، إن سجدت لي، وعبدتني فأجابه يسوع: ابتعد عني يا شيطان! لأن الكتاب يقول للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد(مت4: 9- 10)

يعرض المجرب على يسوع بريق العالم، وجماله، أعطيهم لك وكن معي تحت سلطتي اعبدني أنا، واترك أبيك، ولكن يسوع بحزم ينتهر الشيطان، ويعلن أن السلطة هي للرب بالسجود، وطريقه البنوة لله، ومجده

ونعيمه مع بني البشر عندما يحررهم من قبضة إبليس وأوهامه وخداعه وكذبه وعنفه. بمنحه لهم روح الحرية التي تحرر بمحبة ، فيصبح يسوع ملك لحياتنا. ساعدنا يارب أن نغتني بك، وإذ أعطيتنا المال،

والسلطة فهي لخدمة الآخرين ولسعادتهم وليس تكويش، ولا امتلاك، ولا بيع أنفسنا للشرير، لكن هي نعمة نشكرك عليها، فتستحق منا كل السجود وكل الاحترام في العبادة أنت الوحيد الذي تملك على حياتنا بحب وحرية.

أسئلة للتأمل:-

س1 كيف أعيش في توافق بين البحث عن العيش المادي، في ظل حضور الله في حياتي؟ إي كيف أوفق بين حياتي كجسد وروح؟

س2 هل نشكر الله على نعمة الحياة التي وهبها لنا؟ وكيف نثق في حبه الأبوي الذي يهتم بنا كأبناء دون أن نجربه؟

س3 كيف تكون علاقتنا الروحية مع الله؟ هل هو الذي نعبده بالروح والحق، أم نبحث عن ألهه أخري مثل السلطة، والغني، والكرامة, والمجد؟

الصلاة

يارب يسوع أعطينا النعمة والثبات في الإيمان بك، أن ننتصر على قوة الشرير مثلك. فنعيش بنّوتنا باتحاد دائم مع الله، نثق في محبته، وعنايته لنا، بأنه يمنحنا نعمة الحياة بما نحتاج اليه من خيرات مادية وروحية، فنسلم له حياتنا بثقة بين يديه، فلا نجعل إي قوة أخري تملك علينا، غير الله مالك حياتنا. آمين

وطنى
06 مارس 2023 |