كان المتنيِّح أبونا مرقس يسكن بجوار كنيسة السيّدة العذراء بالأقصر، وكان على السطح "عِشّة" بها بعض الفراخ، ولكنّ الغريب أنّ زوجة أبينا مرقس كانت تصعد على السطح كلّ يوم في ساعات محدّدة؛ هي: 6، 9 صباحًا.. ثمّ 12 ظهرًا.. ثمّ 3، 5 بعد الظهر.
وأخيرًا، أراد أحد أفراد أسرتها أن يتحقّق من سِرّ هذه المواعيد، فاكتشف أنّ هذه هي ساعات صلوات الأجبية: باكر (6 صباحًا) - الساعة الثالثة (9 صباحًا) - ثمّ السادسة (12 ظهرًا) - فالتاسعة (3 بعد الظهر) - ثمّ الغروب 5 عصرًا.. وكانت زوجة أبينا تصعد في هذه الساعات لتعيش مع المسيح ساعات في صلوات الأجبية..!
إنّ صلوات الأجبية، يا ابني العزيز، هي الساعات التي وضعتها الكنيسة لتربطنا بحياة ربّنا يسوع المسيح، حيث جُلِدَ وحُكِمَ عليه الساعة 9 صباحًا، وكذلك حلّ الروح القدس في هذه الساعة. ثم 12 ظهرًا حيث صُلِب ربّنا، و3 بعد الظهر حيث أسلَمَ الربّ الروح، ثمّ الغروب حيث أنزلوه من على الصليب.
أنت يا أخي تسمع كلّ يوم آذان الظهر من المسجِد.. إنّها ساعة صليب المسيح، فهلّ لك أن تحفظ بعض مزامير الساعة السادسة، مع الإنجيل والقِطَع، وتردّدها في هذا الوقت؟ ثمّ تسمع آذان العصر الساعة 3، إنّها الساعة التي أَسلَمَ فيها المسيح الروح، ثمّ الغروب.. إنّها ساعة نزول الربّ من على الصليب، ثم آذان الفجر حيث صلاة نصف الليل..
إنّها بلا شكّ بركات عظيمة من الله، يُذَكِّرنا فيها مرّة أخرى بصلوات الأجبية، المرتبطة بحياة ربّنا يسوع يوم الجمعة التي صُلِبَ فيها عنّا.
وبهذه الطريقة تعيش مع المسيح طول اليوم، في تامُّل مستمرّ، في صلبه وموته عنّا، وحلول روح قدسه علينا.
القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد سبتمبر وأكتوبر 1976م)
بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.
