القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

ترميم كتاب المزامير لداوود النبي بالمتحف القبطي وأصبح جاهز للعرض - صور

يعتبر ظهور كتاب المزامير لداود النبي اهم كشف أثري في النصف الثاني من القرن العشرين, فقد فوجئ خبراء الأثار بمنطقة آثار مصر الوسطي وهم يحفرون بمنطقة المضل جنوب شرق بني سويف بجبانة أثرية ترجع للقرنين الخامس والسادس الميلادين بداخلها نسخة كاملة من سفر المزامير للنبي داود تشمل مائة وواحدا وخمسين مزمورا,

ترميم كتاب المزامير لداوود النبي بالمتحف القبطي وأصبح جاهز للعرض - صور

وهو عبارة عن مخطوط باللغة القبطية ووصنفته وكالات الأنباء العالمية وقتها بأنه يصل في أهميته إلي حدث اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وقال عنه تقرير رسمي لهيئة الآثار المصرية إنه أهم كشف قبطي في النصف الثاني من القرن العشرين وقال عنه مدير المركز العلمي للقبطيات في تقرير رسمي إنهأ اقدم مخطوط كامل لمزامير داود النبي باللغة القبطية.

وقد وجدت مزامير داود في مقبرة لطفلة صغيرة في قرية المضل في محافظة بني سويف تحت رأسها وهو من أهم المخطوطات ولا يوجد في العالم مثله,وهو أحد كنوز المتحف القبطي وتم العثور علية 1984 بواسطة بعثة من هيئة الآثار المصرية برئاسة إبراهيم جاد

حيث وجدوا أثناء أعمال الحفر شيئا يطل برأسه من بين الرمال فأوقفوا الحفر ونزلوا إلي الحفرة حيث ظهرت جوانب المخطوط وهو موضوع أسفل رأس طفلة صغيرة مدفونة في الرمال شأنها شأن المصرى القديم الذى كان يضع كتاب الموتى اما تحت رأس المتوفى او على صدرة وتم نقل المخطوط إلي منطقة الآثار ببني سويف ثم إلي معامل الهيئة المصرية للآثار,

والمخطوط من الرق الطبقة الداخلية من جلد الحيوان وهو أسلوب قديم في الكتابة قبل معرفة الورق وهو مكون من 32 ملزمة كل ملزمة 8 صفحات وعلي كل صفحه حزوز لتحديد عدد الأسطر والصفحات والملازم مرقمة, كما أن لكل مزمور علامة

مميزة أو رسمة خاصة به تسمي المخصص وعادة يكون علي شكل طائر أو نبات أو شكل زخرفي, كما أن الكتاب كان مجلدا بغلاف من الخشب المبطن بالجلد المزخرف بزخارف نباتية وهندسية وكعب الكتاب عليه بروزات دائرية وآثار خيوط التكعيب.

أما خيوط التجليد فهي من الكتان المبروم وكل ملزمة بها خيط واحد داخلي للتثبيت وتم تجميع باقي الملازم في كتاب واحد.

وقد تعرض المخطوط للإصابة بالإنزيمات التي خرجت من جسم الطفلة وتسببت في تكوين طبقة صلبة من هذة الإنزيمات مماجعل الصفحات تلتصق ببعضها تماما, ولدراسة المخطوط كان من الضروري أيضا

البدء في فك الصفحات وحدث بعض المحاولات لاجراء صيانة سريع للمخطوط قام بة وقتها الدكتور نصر إسكندر والدكتور عزت حبيب لفك التصاقات بعض اوراقة وملازمة وتم عرض المخطوط سنة 1992

بالمتحف القبطى وبعد القيام بعملية تطوير المتحف تم عرض المخطوط بالقاعة رقم 17 بالمتحف القبطي منذ افتتحه الرئيس مبارك في صباح 26 يونية 2006 وحتي الآن يعتبر علامة بارزة من أهم المعروضات.

وتقول شيرين ليون مدير عام ادارة الترميم بالمتحف القبطى بمرور السنوات و لسوء حالة المخطوط حيث كانت حالتة لاتسمح حتى بتناولة او فحصة ودراستة فكان لابد من اجراء ترميم شامل ودقيق لجميع اجزاء المخطوط وذلك للوصول بهذا الاثر لحالة يمكن معها تناولة ودراستة بسهولة دون ضرر او تلف قد يطرأ .

علية مجددا

وكانت بداية تنفيذ مشروع ترميم المخطوت فى عام 2019 وقدمت طلب لعمل لجنة للوقوف على حالة المخطوط وخروجة من فترينة العرض الخاصة بة وتشكلت اللجنة من متخصصين فى ترميم المخطوطات لكى يكون هناك عدد من الجهات المتخصصة

وليس من المتحف القبطى فقط ولكن توقف العمل فترة تقرب من ثمانى اشهر بسبب كورونا حيث اغلق المتحف فترة واللجان توقفت عن العمل فترة اخرى وكانت اللجنة تنعقد لمدة يوم او يومان فى الاسبوع برئاسة الدكتور حمدى .عبد المنعم

وتضيف شيرين ليون تشكل اللجنة من قامات علمية وعملية فى مجال ترميم وصيانة الاثار وهم شرين ليون مدير عام ادارة الترميم بالمتحف القبطى

والدكتور حمدى عبد المنعم مدير عام الترميم بمتحف الفن الاسلامى والاستاذة اسماء محمد رشدى اخصائى ترميم المخطوطات بمتحف الفن الاسلامى والاستاذة عبير عبد التواب اخصائى ترميم المخطوطات بالمتحف القبطى والاستاذة ايرينى سركيس عزمى اخصائى ترميم المخطوطات بالمتحف القبطي.

ونظرا لكبر حجم المشروع واحتياجة لوقت طويل ودارسين فى تخصصات مختلفة تم الاستعانة بالدكتورة ريهان من مركز البحوث لعمل مسحات على المخطوط قبل العمل للتاكد من وجود اصابات فطرية من عدمه.

كذلك الاستعانة بالاستاذ ملاك نصحى والذى لة معرفة كبيرة باللغة القبطية القديمة وذلك لترتيب المزامير حيث انها كانت غير مرتبة ترتيب صحيح.

وتؤكد شيرين ليون على أن حالة المخطوط كانت سيئة جدا فعند استلامة ومن خلال الفحص تبين إصابتها بالجفاف الشديد مما يعرضها للكسر فضلا عن التصاق صفحاتة ببعضها وانكماش عدد كبير منها، واجزاء منة كانت مفقودة فى اطراف الصفحات وكان الكعب الخاص بالمخطوط متأكل وكانت الصفحات التالية لغلاف المخطوط ملتصقة بجلدة المخطوط من الداخل وكانت حالتها صعبة جدا وبها اوراق مفتتة يمكن ان تنكسر .بمجرد لمسها

وفى البداية قمنا بعمل توثيق وتسجيل لحالة المخطوط صفحة صفحة وملزمة ملزمة قبل البدء فى عملية الترمم وبعد ذلك قمنا بعمل تطرية وفرد لصفحاتة حيث كانت هناك العديد من الصفحات بها انكماشات فالمخطوط من رق .الغزال

وبعد ذلك قمنا بتجميع الصفحات كاملازم ثم جمعنا الملازم كوحدة واحدة وقمنا بترميم الكعب ,والمخطوط كان لة طريقة تغليف معينة فكان الغلاف من الخشب وبة طبقة من الجلد وكان بة سيور تخرج من غلاف المخطوط

لاحكام غلق المخطوط وهذة السيور كانت مفككة ومتهالكة وبعضها مقطوع فقمنا بتدعيمها واكمال الناقص منها لارجاعها الى حالتها الاولى التى كانت عليها وبعد ذلك تم تركيب الكعب و ارجاع الغلاف الخارجى لوضعة الاصلي.

وبعد ترتيب وترقيم المخطوط واجراء الترميم اللازم لة تم عمل توثيق بالتصوير لتوضيح الفرق بين ماكان علية المخطوط قبل الترميم وما اصبح علية بعد الترميم وقد قامت وزارة السياحة والاثار بتوفير المواد اللازمة للعمل لانجاز المشروع واكمال اعمال الترميم والصيانة.

وتشير شيرين ليون ان المخطوط حاليا جاهزا للعرض مجددا داخل المتحف القبطي في شهر مارس القادم مع إتاحة شاشة تفاعلية ليتعرف الجمهور على تفاصيل النسخة بطريقة واضحة ومميزة.

وعن فوز هذا المشروع بجائزة زاهى حواس قالت شيرن ليون

تقدمنا بتقرير بسيط عن المخطوط وماكان علية من سوء وتدهور لحالتة وماتم بة من ترميم دقيق وكامل خلال مراحل عمل كثيرة موثقة بالصور

وكانت المفاجأة السارة لفريق العمل حين تم الاتصال بنا ليخبرونا اننا قد فزنا بجائزة افضل مشروع ترميم على مستوى وزارة السياحة والاثار مقدمة من الدكتور زاهى حواس وتم تكريم اعضاء

فريق الترميم برئاسة الدكتور حمدى عبد المنعم بدار الاوبرا المصرية بحضور وزير السياحة والاثار احمد عيسى نعم فقد كانت رحلة صعبة وشيقة في الوقت نفسه فعلى مدار عامين تقريبا من العمل

الجاد والمتواصل من أجل إعادة مخطوط من اندر واهم المخطوطات إلى نسخته الأولى قبل تعرضه للتلف على مدار قرون عديدة نظرا لأهميته إذ يعتبر أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن .العشرين

وتقول جيهان عاطف مدير عام المتحف القبطى

بعد اكتمال ترميم كتاب المزامير لداود النبي والذى يعتبر من اندر المخطوطات التى تم اكتشافها فى القرن العشرين وهو اقدم كتاب كامل للمزامير مكتوب باللغة القبطية البهنسية والذى وجد تحت راس طفلة متوفاة من قرية المضل في محافظة بني سويف وهذا ان دل فيدل على ان هذة الطفلة كانت من اسرة ثرية حتى تضع شئ ثمين ونادر تحت رأس طفلتهم المتوفاة.

وقد اصبح المخطوط جاهز للعرض و سنقوم بتنظيم معرض واحتفالية كبيرة فى افتتاح المتحف القبطىي، والذى يوافق 14 مارس من كل عام وسوف يتم عرض هذا الكتاب بقاعة العرض المؤقتة وحاليا بنجهز لهذا الحدث ومنتظرين الموافقات.

كذلك بنقوم حاليا باعداد فيلم تسجيلى لعرضة على شاشة كبيرة فى هذا اليوم يحتوى على مادة علمية عن الكتاب ومراحل ترميمة وايضا نبذة عن داود النبى كما سيتم عرض عدد من القطع الاثارية من المتحف فى نفس السياق والتى تحمل نفس فكرة الكتاب مثل قيثارة داود وسيكون هناك عدد من ورش العمل والفعاليات.

واضافت جيهان عاطف بنتفاوض حاليا مع جمعية اصدقاء المتحف القبطى لتجهيز فترينة مجهزة بمقياس لدرجات الحرارة والرطوبة لعرض الكتاب بها.

كما سيمدنا قطاع الاثار الاسلامية والقبطية بشاشة عرض تفاعلية لعرض مراحل الترميم التى تمت على الكتاب وبعد مدة المعرض سوف تنقل هذة الشاشة لتكون مصاحبة وبصورة دائمة لفترينة العرض التى تحوى كتاب المزامير لداود النبى والتى ستنقل الى القاعة المخصصة لعرضة داخل .المتحف

وطنى
31 يناير 2023 |