تداول أصحاب حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورًا لمجسم يحاكي تماثيل “أسود قصر النيل” الأربعة والمتواجدون بكوبرى قصرى النيل، ذلك الكوبري الذي يعد أحد أشهر الجسور في العالم والذي لطالما كانت شكل التماثيل الأربعة مصدر إلهام لكثير من الفنانين بمصر والعالم .

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن المجسم المقلد كان لنا هذا الحوار مع صاحب العمل الفني “جورج “وعرفنا بنفسه في البداية وقال : اسمي جورج ألبرت فتحي .. و عمري عشرون عامًا ، وأدرس بكلية الخدمة الاجتماعية بأسيوط .. وأقيم بـ قرية البرشا مركز ملوي بمحافظة المنيا.


وقال جورج إن موهبته بدأت بمجال النحت منذ فترة صغيرة جدًا ، حوالي خمسة أشهر فقط ، وكل تدريباتي كانت عن طريق مواقع الإنترنت وأبليكشن عبر الموبيل .
وتابع يقول : تبدأ قصتي مع عمل نسخة مصغرة من تماثيل “أسود قصر النيل” بسبب أنني كنت أريد تحدي نفسي واختيار تمثال يحتوي على العديد من التفاصيل الدقيقة حتى يكون مستوى تقليده غير سهل ، وهذا سبب اختياري تماثيل قصر النيل .
وقال جورج ألبرت : الخطوة الثانية التي قمت بها هو دراسة النسب للتمثال وذلك بعد أن استعنت بصور كثر من موقع ” pinterest ” المليء بالصور وذلك حتى أتعرف على تشريح الجسم الخاص بالتمثال وهو ما يسمى بعلم ” anatomy ” أو علم التشريح.


وذكر جورج أن التمثال أخذ حوالي عشرين يوم عمل على خامة الطين الأسواني واستخدام أدوات النحت العادية .
جدير بالذكر أن المجسم ليس العمل الأول لجورج ، حيث أنه قام بعمل بورتريه للسيدة العذراء مريم عن طريق فن النحت البارز .
وذكر جورج أنه كان يود الالتحاق بكلية الفنون الجميلة ولكن لم تتح له الفرصة ، وتابع يقول : إن فرصة دخولي كلية فنون إللي ضاعت مني مأثرتش عليا في حاجة بل بالعكس كانت أكبر دافع لي ، وأنا إن شاء الله هأكمل مهما حصل وتحت أي ظرف ، ونفسي أتعلم أساليب النحت العالمية بمصر أو حتى خارج مصر.

واختتم جورج حديثه قائلاً : إن تعليقات المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعطيني دفعة كبيرة ، وأيضًا كلمات تشجيع عمالقة النحت بالنسبة لي ، وهم الفنان مينا إسحاق ، و الفنان ميشيل حنا ، له أثر كبير علي ّ ويرفع من معنوياتي .
معلومات عن “أسود قصر النيل” الأربعة
– تاريخ تماثيل أسود قصر النيل ، يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر .
– أبدعهم المثال الفرنسي الشهير هنري جاكمار ، بطلب خاص من الخديوي إسماعيل .
– أسود قصر النيل من البرونز وصُنعت خصيصًا في فرنسا بتكلفة وصلت إلي 198 ألف فرنك ، واشتهر الخديوي منذ ذلك الوقت بـ”أبو السباع”.
– كان من المفترض أن يقفوا حراسًا على حديقة الجيزة ، ولكن جمالهم الأخاذ أخبر الخديوي إسماعيل على الاستعانة بهم لتزيين أقدم كوبري علي نهر النيل .
– قصة متداولة تقول : قد تكون تماثيل أسود قصر النيل سببًا فى انتحار النحات الفرنسى ، حيث فوجئ الأخير خلال الاحتفال ببناء تماثيل أسود قصر النيل وحديثه عن تصميمه الفريد المتناسق و يتباهى بمدى كمال التماثيل و خلوها من أى عيوب ، بطفل صغير يشير إلى أحد الأسود و يقول “هو فى أسد من غير شنب ؟!”، و ما أن انتبه ” جاكمار” إلى هذا الخطأ الفادح حتى انصرف وترك الحفل ، وانتحر بعدها من شدة خيبة أمله .