القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

هل معجزة نقل جبل المقطم حقيقة تاريخية؟

بقلم د. أمير زخارى

ألحق الأنبا ابرآم بصوم الميلاد ثلاثة أيام، بعد أن كان يصام أربعين يوماً فقط، وهذه الثلاثة أيام هى التى صامها المسيحيون فى عهد هذا البطريرك، ليرفع عنهم الويل الذي كان مزمعاً أن يحل بهم بسبب مكيدة الوزير اليهودي يعقوب بن كلس.

هل معجزة نقل جبل المقطم حقيقة تاريخية؟

قصة نقل الجبل المقطم

بحسب الرواية الدينية فإن يعقوب بن كلس اليهودي الأصل وزير المعز لدين الله كان يعادي المسيحيين بشدة، وأما الخليفة فقد كان رجلاً محباً للمعرفة ولمجالس الأدب.

فدعا هذا الأخير بطريرك الأقباط ليباحث اليهود في مسائل الدين في حضرته، لبى البطريرك الدعوة مصطحباً معه الأسقف ساويروس بن المقفع.

وخلال النقاش اتهم ساويروس اليهود بالجهل مستشهداً بآية من سفر إشعياء تقول: "الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف ! شعبي لا يفهم!" (إشعياء 1: 3).

أثار ذلك غضب بن كلس الذي قرر مع أحد رفاقه الرد على المسيحيين من خلال تصيد ثغرة ما في كتبهم، وخلص بحثه إلى آية في العهد الجديد يخاطب فيها المسيح تلاميذه " لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم." (مت 20:17).

عرض الوزير تلك الآية على الخليفة وطلب إليه أن يجبر المسيحيين إثبات زعم كتابهم هذا، راق اقتراحه للخليفة الذي كان يريد التخلص من الجبل الكائن شرق القاهرة، ومن ناحية أخرى فإن تملُص المسيحيين من تحقيق الآية الإنجيلية سيكون دليلا على بطلان دينهم ومعتقداتهم.

بعث المعز للبطريرك يعلمه بطلبه مهدداً إياه إذما فشل بعواقب وخيمة ومنحه مهلة ثلاثة أيام لتنفيذ ذلك.

قامت الكنيسة كلها في البلاد خلال تلك الفترة بالصوم والصلاة.

تكمل الرواية الدينية القصة متحدثة عن ظهور مريم العذراء للبطريرك في صباح اليوم الثالث، أخبرته بأن يخرج ليرى رجلاً يحمل جرة ماء سيكون هو المختار للتتميم المعجزة على يديه.

وعند تنفيذه لوصية العذراء وجد سمعان الخراز فكلمه بما حدث وأما هذا الأخير فقد طلب من البطريرك أن يبقى بين الشعب في اليوم المقرر لنقل الجبل ومن هناك سوف يقوم بالصلاة بينما يقوم البطريرك برسم علامة الصليب.

وتم ذلك كما قال حيث وقعت زلزلة عظيمة وتحرك الجبل حتى بانت الشمس من تحته.

بعد ذلك هرب الخراز لكي لا ينال المديح من أحد.

- تم اكتشاف قوالب وطوابع لقواقع نيليّة موجودة فى صخور الأحجار الجيرية والطميية لجبل المقطم، وهذه القواقع منتشرة بكثرة في أطراف جبل المقطم وهي تنتشر في المناطق الّتي كانت تتعرض لفيضان النيل ولكنّ جبل المقطم حاليا أبعد ما يكون عن هذا الامر.

- كما عثرت بعض الحفريّات في الجبل على كائنات مائية متحجّرة يختلف الباحثون في طبيعتها إن كانت بحريّة أو نهريّة.

- بالإضافة إلى ذلك تثير نسبة الطّمي المرتفعة الموجودة في الهضبة المسمّاة "الجيوشي" من جبل المقطّم التّساؤل لأنّ المعروف أنّ نسبة الطّمي المرتفعة توجد بقرب نهر النّيل فكيف تكوّنت هذه الطّبقات في هذه الهضبة من جبل المقطّم وهو الآن بعيد عن النّيل؟

- تثبت هذه الملاحظات الجيولوجيّة إمّا أنّ نهر النيل كان يسير منذ ألف سنة بالقرب من حافّة جبل المقطّم وفجأة ابتعد، وإمّا أنّ جبل المقطّم كان بجوار نهر النيل منذ ألف سنة وفجأة ابتعد.

- بل آنه أيضاً ذُكر فى كتاب (المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار) للمؤرخين: أحمد بن علي بن عبد القادر، الحسيني، العبيدي، المقريزي، تقي الدين، أبو العباس - الجزء الأول - الفصل 26 من 167 بالتحديد تحت عنوان ذكر الجبال" وجبل المقطم: يمرّ على جانبي النيل الى النوبة ويعبر من فوق الفيوم فيتصل بالغرب "،

ويقال: إن الناس كانوا قبل سكنى مدينة منف يسكنون بسفح الجبل المقطم في منازل كثيرة نقروها وهي المغاير التي في الجبل المقابل لمنف من قبليّ المقطم في الجبل المتصل بدير القصير "اي ان جبل المقطم كان بجوار النيل".

ممكن نسمع للفيديو مع البوست ... تحياتي.

بعض مراجع معجزة نقل جبل المقطم:

1- من المراجع الإسلامية القديمة والهامة التى ذكرت حادثة نقل جبل المقطم (كتاب صبح الأعشى للمؤلف أحمد بن على القلقشندي) الذي ذكر ان جبل المقطم كان بجانب الفسطاط (مصر القديمة).

2- المؤرخ الإنجليزي الفريد بتلر فى كتابه فتح العرب لمصر صدر عام 1902م. ان المعز بعد حادثة نقل جبل المقطم أمر بهدم المسجد الذي كان يقع مقابل كنيسة اﻷنبا شنودة بمصر القديمة وأنه تعمد فى المعمودية التى بجوار هيكل يوحنا المعمدان وان الخليفة قد تنازل عن كرسيه ﻷبنه العزيز بالله وأكمل حياته فى أحد الأديرة.

3- ذكره اﻷنبا اسيذورس فى كتابه الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة سنة1923م. ان الخليفة المعز بعد حادثة الجبل المقطم تخلى عن كرسي الخلافة لإبنه العزيز وتنصر ولبس زى الرهبان وقبره الى الان فى كنيسة ابو سيفين.

4- فى جريدة اﻷهرام 8 أغسطس 1931م قال واصف سميكة باشا مؤسس المتحف القبطى ان المعز بعد حادث جبل المقطم تخلى عن كرسي الخلافة ﻷبنه العزيز وتنصر ولبس زى الرهبان وتعمد بكنيسة ابى سيفين وما زالت هذه المعمودية موجودة بالكنيسة حتى الآن والتى تختلف عن اى معمودية اخرى فى الكنائس القبطية ومعروفه بمعمودية السلطان.

5- سجلت معجزة نقل جبل المقطم على يد سمعان الدباغ الباحثة مدام بوتشر المؤرخة البريطانية فى كتابها (تاريخ الكنيسة القبطية) وقالت ايضا ان المعز لدين الله الفاطمي قد امن بالمسيح وتعمد وأصبح مسيحيا.

6 - ذكرت هذه المعجزة فى كتاب (تاريخ البطاركة لساويرس بن المقفع).

7 - المعجزة وليست الأخيرة بناء دير كبير وكنائس تسع الاف كثيرة محفورة وسط هذا الجبل ساهم فيه ايمان خادم وأصبح كاهن اسمه على اسم سمعان الخراز.

د. أمير زخارى - أقباط متحدون
30 نوفمبر 2022 |