فقدت الساحة السياسية أمس رجلا عظيما وكاتبا ذو قلم حر، وتهافت اصدقائه وابنايه وتلاميذه للحديث عن الجانب المهنى والإنسان عند هذا الرجل العظيم، وهنا يحكى الكاتب الصحفى جورج أنسى أحد هذه المواقف.
وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "
أنا والأستاذ أمين أسكندر
لم اكن من المحظوظين بلقاء الراحل الكبير الاستاذ أمين إسكندر، لكن موقفًا واحدًا اتخذه وهو لا يعرفنى جعله عالقًا فى ذهنى على مدى الأيام.
فى عام 2009 ترشحت لدورة تدريبية فى سويسرا لمدة 21 يومًا حول آليات المجلس الدولى لحقوق الانسان، كما حصلت فى نفس العام ونفس الشهر على جائزة الصحفى الشامل بعد دورة تدريبية لمدة عام نظمها المجلس الأعلى للصحافة - فى ذلك الوقت- وكنت من بين 15 صحفى تم اختيارهم للسفر للولايات المتحدة الامريكية لقضاء اسبوع فى المؤسسات الصحفية الامريكية فى واشنطن وفيلادليفيا.
وعلى مدى شهر كامل كنت ارسل قصصًا إخبارية من جنيف وواشنطن لمجلتى "صباح الخير" ، وعبثًا حاولت الاستفسار عن عدم النشر دون جدوى ، وانتظرت لحين عودتى للقاهرة لافهم الموقف كاملًا ، وهنا كانت الصدمة برفض رئيس التحرير نشر اى سطر لى (لاحظ ان دورة جنيف تم اختيار 4 صحفيين فقط من العالم العربى، ودورة امريكا هى جائزة من جهة رسمية بالدولة بالتعاون مع هيئة المعونة الامريكية).
قصدت صديقى وزميلى العزيز طارق سعيد Tarek Saed وكان معى فى امريكا و مسؤولا بجريدة الكرامة الأسبوعية ، وكنت ميالًا للنشر بمطبوعة ورقية من اجل التوثيق بعكس المواقع الالكترونية التى يختفى أرشيفها مع الزمن كما ان المواد
الطويلة لاتناسبها ، وبالفعل شجعنى طارق على كتابة موضوع عن رحلة جنيف، وبعد تسليم الموضوع وجدته يهاتفني ويقول لى:"الأستاذ أمين إسكندر مستشار التحرير عجبه جدًا الموضوع وأسلوب الكتابة وهو يستحق الصفحة الأخيرة وبالألوان".
بإختصار ؛هكذا تكون القامات الحقيقية المحبة والمشجعة.