القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

كواليس المحطة الأخيرة فى مسار العائلة المقدسة

هنا أسيوط المحطة الأخيرة لرحلة العائلة المقدسة (السيدة العذراء مريم، السيد المسيح، يوسف النجار)، داخل مصر، بعد أن استقرت بداخلها ثلاث سنوات وستة أشهر تقريبًا، وتركت إرثًا داخل أراضيها لا يقدر بثمن، من أديرة وكنائس أثرية وكثير من الأيقونات المسيحية، التى تؤكد مقولة آية الكتاب المقدس: مبارك شعبى مصر (إش 19:25)، التى جعلت أرض مصر مقدسة وآمنة، منذ أن شدت الرحال إليها.

كواليس المحطة الأخيرة فى مسار العائلة المقدسة

وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر فى الأول من شهر يونيو من كل عام، حيث بدأت رحلة مسار العائلة المقدسة فى الهروب من بيت لحم فى فلسطين، بسبب اضطهاد الملك هيرودس، الذى كان يريد قتل السيد المسيح، وبدأت رحلتهم إلى مصر من رفح والعريش فى سيناء وصولًا إلى (درُنكة) فى محافظة أسيوط.

25 نقطة

ويضم مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر 25 نقطة، تمتد لمسافة 3500 كم ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوى كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار فى صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة

على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، وفقًا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصر، ويقود قطاع السياحة مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة إلى مصر، ويؤدى تنمية هذا المحور إلى تنمية المجتمعات المحيطة بطول المسار.

دير السيدة العذراء فى درنكة

وتحظى محافظة أسيوط بنقطتين من أهم نقاط المسار، وهما دير السيدة العذراء مريم فى درُنكة، مركز أسيوط، ويقع بالجبل الغربى، حيث يوجد بالدير كنيسة العذراء بالمغارة الأثرية، والنقطة الثانية هى دير المحرق،

ويقع فى مركز القوصية، وقد أقامت فيه العائلة المقدسة ما يزيد على ستة أشهر، أطول فترة قضتها العائلة فى مكان خلال رحلتها، كما أن الدير يضم الكنيسة الأثرية، الأقدم فى العالم، وقد دشنها السيد المسيح بنفسه.

ويعتبر دير العذراء بدرُنكة من أهم المعالم الأثرية المسيحية، التى تميز محافظة أسيوط، فهذا الدير مقصد سياحى يأتى إليه الزائرون من مختلف محافظات مصر ودول العالم، خاصة فى فترة الاحتفالات به ما بين 7 و21 من شهر أغسطس من كل عام، الفترة التى قضتها العائلة المقدسة فى مغارة الدير، وتشهد تلك الفترة زيارة نحو 4 ملايين زائر للدير لمشاهدة موكب العذراء وزيارة المناطق الأثرية.

وتعد احتفالات دير العذراء، فى درُنكة، من أهم الاحتفالات الدينية بالمحافظة، ولها دور كبير فى تنشيط الحركة السياحية، سواء الداخلية والخارجية، حيث تجتذب مئات الآلاف من الزائرين من محافظات مصر مسلمين ومسيحيين يأتون لزيارة الدير والمناطق الأثرية والكنائس، بالإضافة إلى آلاف السائحين من مختلف دول العالم.

قال الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط وتوابعها، عن فترة زفة السيدة العذراء أثناء الاحتفالات: فى فترة دورة (زفة) العذراء ترفع الأيادى إلى الله بخشوع، بشفاعة السيدة مريم العذراء، وتلك الفترة القصيرة من احتفالات الدير، التى تستغرق نحو نصف ساعة من اللحظات المقدسة بالدير، التى يتجمع وينتظرها مئات الآلاف من الزائرين.

ويضم الدير عددًا من الكنائس، أقدمها كنيسة السيدة العذراء المغارة، وطول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا وهى منذ نهاية القرن الأول المسيحى، وهذه المغارة ترجع إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد، بجانب كنيسة السيدة العذراء المنارة، أمام كنيسة المغارة ثانى أقدم كنائس الدير، وكنيسة مار يوحنا، وكنيسة الميدان، وكنيسة النجمة، وكنيسة الصليب.

ويوجد كثير من الأبنية، يصل بعضها إلى خمسة أدوار، وهى عبارة عن فنادق إقامة للذين يفضلون الإقامة طيلة احتفالات السيدة العذراء، وبها قاعات كبيرة للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطة الفنية، وحجرات للضيافة والإقامة وكافتيريات تقدم

الخدمة للزائرين، وأشار الأنبا يؤانس إلى افتتاح الجزء الثانى من مغارة الدير بعد التجديدات التى ألحقت بها، وافتتاح كاتدرائية (أم النور) فى الدير، خلال أول أيام الاحتفالات، بالإضافة إلى تركيب أربعة مصاعد كهربائية بالدير لتسهيل حركة الزائرين.

وتستمر أعمال تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة بالمحافظة وتشمل تطوير قنطرة جسر الجبل بمدخل قرية درُنكة وإنشاء سور من الجانبين وإضافة مساحات خضراء لإعطاء المكان شكلًا جماليًّا، وتطوير المنطقة وبناء

حوائط مرسوم عليها رموز مقدسة أعلى العيون الأثرية، لتكون بداية مدخل المسار، واستكمال أعمال رصف ورفع كفاءة الطرق الداخلية المحيطة بمناطق المسار وأعمال الإنارة داخل المنطقة الأثرية وتجديد الأسوار الخارجية.

المصرى اليوم
28 اغسطس 2022 |