دير الزاوية واحد من الأديرة المغمورة، التي لا يعرفها الكثيرون في أسيوط، حينما تراه تشعر أن عمره مئات السنين، يتوسط منازل قرية دير الزاوية، وإذا لم تدقق النظر فلن تعرف أنه ديرا من الأساس، لكن يبقى شكله الأثري العتيق وملامحه القديمة شاهدان على عبق الزمن، فحتى بوابته الخارجية لها ملمح يحمل روائح الزمن الماضي وعبق السنوات الراحلة.

ينتمي الدير إلي أديرة الشركة الباخومية، وكان يقطنه مئات الرهبان، وهو تابع رعوي لمطرانية أسيوط، وتبلغ مساحة الدير فدانا، وقد دشنت كنيسته المقدسة في القرون الأولى باسم القديس "اثناسيوس" الرسولي، وكان موقعها محاطا بالأسوار.

وقديما أطلق عليه دير "النساخ" لأن رهبانه اشتهروا بنسخ الكتب المقدسة والكتب الطقسية، التي تخص العبادة الكنسية، كما سمى أيضا بدير "الرسل" لأن التعاليم كانت تقدم على ألسنة رهبان الدير.

وأطلق عليه في القرون الأولى دير "الزاوية"، لأنه كان على زاوية من مساكنهم، أما شعبيا فيطلق عليه دير "الأتل"، لأنه كانت تنمو بداخل أسواره شجرة "الأتل" وهى إحدى الأشجار الضخمة التى كانت تغطى أغصانها وفروعها كل الدير.
كما أطلق عليه أيضا دير القديس "اثناسيوس" الرسولي، ودشن أول مذبح للكنيسة باسم القديس "اثناسويس" الرسولى فى العالم كله، ويذكر أن عدد المذابح التي دشنت باسم القديس "اثناسيوس" الرسولى قليلة للغاية، ومبانى الدير ترجع إلى نفس تاريخ إنشائه، وكانت تحاط بسور ضخم من الطوب الرملي يصل طوله إلى 305 أمتار يغلق على المتواجدين بداخله من المسيحيين واعتبروه المكان الآمن لإقامتهم.
أما مبنى كنيسية الدير فهو من الحجارة القديمة، وتنخفض عن سطح الأرض قرابة 3 أمتار، ومن التراث البيزنطي الشهير بالقباب، ولها 13 قبة مبنية من الطوب اللبن في إشارة إلى السيد المسيح وتلاميذه الاثنى عشر.
