تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورًا لتمثال محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية وحاكم مصر ما بين عامي 1805 إلى 1848، والصور تظهر التمثال بارتفاع 2,5 متر وهو منحوت من خامة الطين ثم تم صبه بخامة الفايبر جلاس وتم تلوينه باللون البرونزي ..
ولمعرفة كواليس وتفاصيل أكثر عن العمل الفني كان لنا هذا الحوار مع النحات مينا إسحق والذي حكي قائلاً ..
في البداية تم تكليفي من مدير المتحف الحربي القومي بقلعة صلاح الدين بعمل تمثال لـ محمد علي باشا ، هذا المجسم الذي سيتم وضعه داخل المتحف الحربي وسط منحوتات لأكبر فنانين علي مستوي العالم .
قمت بعد ذلك بعمل بحث على صور تظهر جوانب عديدة من شخصية وشكل لـ محمد علي باشا، حتى أستطيع تفهم الشخصية التي سأقوم بنحتها ، و أيضًا قمت بمشاهدة المنحوتات الموجودة بالمتحف لكل الفنانين ، حتى يكون هناك تناغم يليق مع الأعمال الموجودة داخل المتحف الحربي.
وتابع مينا يقول : بدأت بأعمال نحت التمثال بالطين ، التي وظفت لها كل وقتي ، حيث استغرق العمل لمدة 16 ساعة في اليوم ، ولمدة 12 يومًا متواصلاً .
وذكر مينا أن بعد مرحلة النحت بالطين تأتي مرحلة خامة الفايبر .. حيث قال : في أي عمل نحتي تكون مرحلة الصب هي أكتر مرحلة متعبة ؛ لأنها المرحلة التي يتم تحويل التمثال فيها من خامة الطين إلي خامة الفايبر جلاس ، فيتم عمل إسطمبة من الجبس على التمثال ، ثم يتم فك الإسطمبة علي جزئين ويتم صب خامة الفايبر جلاس بداخل الإسطمبة و يتم بعد ذلك تجميع النصين ليصبح التمثال.
و استطرد : في النهاية تأتي مرحلة تفنيش التمثال باستخدام الصنفرة ثم التلوين ثم وضع التمثال في الميدان أو المكان المعد له .
وأضاف قائلاً : الحمد لله النتيجة النهائية نالت إعجاب مدير المتحف جدًا ، وتم وضع التمثال داخل المتحف الحربي .
وعن إحساسه بوضع تمثال من منحوتاته داخل المتحف الحربي قال مينا : شكرًا لله ، لأن هذه الخطوة تعتبر من أحسن الخطوات التي قمت بتنفيذها حتى الآن في مجال عملي ، وأنه أصبح لي تمثال موجود وسط شغل عمالقة الفن مثل الفرنسي جاكمار والذي له تأثير كبير في ميادين مصر ، وهذا كان من ضمن الحوافز التي شجعتني حتى أظهر التمثال بهذا الشكل وهذه التفاصيل .
جدير بالذكر أن مينا إسحق ابن محافظة المنيا ، قد تخرج في كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا .
