بوجه بشوش وابتسامة هادئة، اعتاد الدكتور مصطفى السعداوي، على استقبال طلابه بالجامعة، فهم بالنسبة له أبناؤه الذين لم ينجبهم، ولكنه في قرارة نفسه يشعر بأنه مسؤول عن سعادتهم وحبهم للتعليم وغرس القيم بداخلهم قبل أن يعلمهم المواد الدراسية، واختار أستاذ القانون الجنائي بجامعة المنيا طريقة مميزة ومبتكرة لاقت اهتماما واسعا للغاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يحكي أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق جامعة المنيا، أنه فكر في استقبال طلاب الفرقة الأولى بطاقة إيجابية ليملأ قلوبهم بالفرحة والبهجة: عملت مجموعة أسئلة تحفيزية، مقابل مبلغ معين مكافأة وحافز ليهم؛ لأن الأسئلة دي الطريقة اللي أقدر بيها أنمي وعيهم وأحببهم في الكلية والتعليم، وإنهم يبذلوا أقصى ما عندهم.
أول سؤال كانت قيمته 600 جنيه والهدف منه مكانش المقابل المادي، على قد ما أثبتلهم إنهم بحبهم للتعليم هيقدروا يخلقوا مستقبل أفضل.. عندما تقدم أحد الطلاب ليحصل على المكافأة بعد إجابته على السؤال فوجئ بأستاذ القانون يطلب منه
إلقاء كلمة يحيي بها شهداء حرب 73 وشهداء الجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم فداء لتراب مصر وشكر الرئيس السيسي على ما قدمه للبلاد: حسيت لحظتها إن الجيل الجديد فاهم اللي بيحصل، فقررت مضاعفة المكأفاة لـ1200 جنيه، بحسب حديث مصطفى لـالوطن.
عندما عرض مصطفى أسئلته التحفيزية على الطلاب في نفس المحاضرة وضاعف قيمة المكافأة، شعر بأنها طريقة ناجحة لجذب انتباه الطلاب وتنمية مهاراتهم: بدأت الطريقة دي من 6 سنوات وحصدت نتيجتها خلال السنوات اللي فاتت من حب الطلاب ليا وللكلية وإقبالهم على التعليم، ومحاضرة اليوم كانت أكبر دليل، لازم أحفز كل طالب صح.
المكافأة المالية ليست بأمر جديد على أستاذ القانون، ففي العام الماضي، فاجأ طلاب بفوانيس رمضان لتحفيزهم معنويا، خاصة أنهم ما زالوا مقتربين من سن الطفولة، ونتيجة لذلك يتواصلون معه دائما للاستفسار عما يخص مواده: الطلاب قالولي حضرتك الأب الروحي لينا، ودي كلمة لو هدفع كل ما أملك عشان أسمعها برضه قليل.
