تلك الجمعة التي اتحدث عنها اليوم , لم تعدو ان تكون حلماً قرمزياً يداعب خيالي الثوري الطموح , لن اتوهم و اقول انني ادري تمام الدراية كل ملامحها المرتقبة , و لا احسب احدهم قادراً علي ذلك , و لكنني استطيع و اياكم التكهن ببعض تلك
الملامح , التي لن تخلو من بيانات و تصريحات شابت لها الرؤوس ترقباً , و من قبل ذلك , دماء زكية ستراق , و اعضاء شريفة ستهدر , و عاهات حبيثة ستثبت , و ربما اعراض ستنتهك , فسقوط الطاغوت العتيق ليس كتهاوي صغار اصنامه , اقولها بـ " الفم
المليان " , ان ما حدث في 11 فبراير 2011 , لم يكن سوي تهاوي احد اعمدة معبد النظام , و لكن بـإفشال مخطط التوريث , لن يسقط المعبد , فنحن نتشدق الآن الي شمشون جديد , ليسقط الاعمدة الاخري الاكثر ارتكازاً في هذا البناء الابليسي الباطش !
و العجيب ان هذا الـ"شمشون" موجود , حي يرزق ! و الاعجب انه مكبلاً عاجزاً عن اداء مهمته الاصيلة ! مكبلاً بقيود ممنهجة , حيكت له منذ اكثر من 60 عاماً , قيود الفقر والعوز و الجهل و التغييب و التضليل الاعلامي و
الغياب الامني , بل و ما يزيد الطين " بله " , ان دليلة هذة المرة اصبحت اكثر سحراً و جذباً , فهي تدغدغ عاطفته المتكدرة المتعطشة بالشعارات الدينية البراقة , لتثير فيه الحمية الشرقية المحافظة علي الموروث سواء
ثقافي او ديني او اجتماعي ! فهي تعده بانها ستصلح الدنيا بالدين ! و انها ستطبق شرع الله , و انه بدون الشرع لن تستقيم دنياه , لانه لم يرض ربه كي يستقم دينه ! فيلهث المسكين وراءها رامياً خلف ظهره اعباءه و آلامه
, فسحرها و سحر كلامها لا يقاوم ! فيقضي ليلته الحمراء معها , و يمنحها كل ما تشاء , دعمه و مناصرته و صوته , و سرعان ما تتوالي الاحداث حتي يستقيظ علي الكابوس المفزع , فها هي عشيقته التي اسكرته بخمر حبها الخبيث ,
تصارع ! و لكن تصارع من ؟ تصارع معشوقيها الاخرين ! , فقد صحت الآن شكوكه بان مثل تلك الاولعبان لا تعتقد في حب الادميين , انما تؤمن بحب السلطة ! فقد خانته كثيراً و كثيراً مع كهنة المعبد , لنوال رضا الطاغوت
الاعظم ! توهماً منها ان الطاغوت قد يشارك احدهم بـ"نعمـ"ـه , التي لا تعد و لا تحصي , فقد مد لها بالامس رأس الصولجان لتخدع " شمشون " و تسرق البرلمان , و لكن لغباءها الشرس و شهوتها الغير منقطعة , ظنت انه سينعم
عليها بالمزيد ,, و لكن هيهات ! فهذا كان اخر ما بوسع الطاغوت ان يمنحه اياها حتي ينجز مصالحه الواسعة معتدماً علي مراهقتها في اللعبة ! ما زال بطلنا المغوار امام كل هذا صامتاً واجماً لا يدري ماذا يفعل , لكن
إلي متي ؟ و الجواب , إلي أن يستفيق و يريد فيبقي السؤال الآن , متي ستأتي هذة الجمعة العظيمة للميدان , التي يستطيع شمشون فيها ان يدرك ما يدور حوله و يستفيق من اثر تلك السكين الخاطفة , و يخلص نفسه من كل هذا الخلط و اللغط ؟
Abanob Coptic Revolutionist



