موسى النبى يمتدح نفسه في سفر الخروج ويصف نفسه بالعظيم .. هل هو قائل ذلك ام هي اضافه لاحقه ؟

السؤالكيف يتكلم موسي عن نفسه بصيغه الغائب مادحا نفسه واخيه في خروج 6: 26- 27

وايضا كيف يمدح موسي نفسه ويصف نفسه بالعظيم في سفر الخروج 11: 3

فهل هو كتب هذا ام هي اضافه لاحقه ؟

الرد

فلنفكر معا

هل موسي هو الذي كتب ام اضافه ملحقه ؟ ولو اضافه لاحقه هل كتب هذا ليمدح موسي لان سفر الخروج ذكر اخطاء موسي فقط ؟ بالطبع لا

فهل وحي ربنا يذكر اخطاء دون مدح ؟ بالطبع لا فالرب كما ذكر اخطاء الاشخاص ذكر تصرفاتهم الجيده فكر ضعف ابراهيم في انه سمع لساره واتخذ هاجر زوجه وايضا قال عنها اخته ولكن ايضا مدح قوة ايمانه ومدحه وايضا ذكر تبشيره وتمسكه بوعود الرب

وكما ذكر اخطاء يعقوب واعتماده علي ذراعه البشري كذلك مدح يعقوب علي تمسكه بالرب ولم يترك الرب اللا بعد ان باركه

وغيرهم كثيرين جدا مثل يفتاح وجدعون وشمشون و داود وسليمان وايليا وكثيرين

فلو اعتقد احدهم ان كلمة مدح مكتوبه عن موسي يكون كتبها غير موسي فهو اخطأ

النقطه الثانيه موسي هو كاتب الاسفار الخمس بارشاد الروح القدس وهو بارشاد الروح القدس كتب اخطاؤه في نفس سفر الخروج مثل

رفضه لارسال الرب له

4: 13 فقال استمع ايها السيد ارسل بيد من ترسل

وكسر الناموس بعدم ختان ابنه

4: 24 و حدث في الطريق في المنزل ان الرب التقاه و طلب ان يقتله

وايضا اشياء اخري في كل اسفاره مثل اعتراضه و غضبه الشديد وكسر اللوحين وغضبه ايضا ومخالفة وصية الرب وضرب الضخره

فمن هذا فهمنا نقطتين اولا ان الوحي الالهي يوبخ رجال الله علي خطاياهم وايضا يمدحهم علي ايمانهم وافعالهم

فلو موسي كتب بارشاد الوحي الالهي اخطاؤه وتوبيخ الرب له ورفض كتابة مدح الوحي الالهي له لكان غير امين في كتابة الوحي

اذا فكما كتب توبيخ اخطاؤه كتب افعاله القويه بارشاد الروح القدس وهذا يشهد للاسفار وليس دليل علي انها تعرضت لاضافه

والان ندرس الاعداد معا ونفهم المقصود منها

سفر الخروج 6

6: 25 و العازار بن هرون اخذ لنفسه من بنات فوطيئيل زوجة فولدت له فينحاس هؤلاء هم رؤساء اباء اللاويين بحسب عشائرهم

6: 26 هذان هما هرون و موسى اللذان قال الرب لهما اخرجا بني اسرائيل من ارض مصر بحسب اجنادهم

6: 27 هما اللذان كلما فرعون ملك مصر في اخراج بني اسرائيل من مصر هذان هما موسى و هرون

هنا يتكلم موسي في هذا الاصحاح عن الانساب ونلاحظ انه لم يبدا بنسب لاوي جده اولا ولكن بدا براؤبين وشمعون . ثم وصل بالنسب الي موسي وهارون ليثبت انه من شعب الله والرب اختارهما

ونلاحظ شيئ هام لو كان موسي كتبه للافتخار فقط لما كان كتب اسم هرون ولكن موسي كتب اسمه واسم اخيه بل هو كتب اسم اخيه اولا

فهو توضيح للنسب وتاكيد ان الذي اخرج الشعب من ابناء الشعب

وبالطبع الصيغه اللائقه هي صيغة الغائب

واهمية ذكر هذا العدد قبل بداية الضربات اهميه ليوضح الضربات هو من عمل الرب خلال رجاله ويرسلهم باسمه ولذلك قال في العدد 29

6: 29 ان الرب كلمه قائلا انا الرب كلم فرعون ملك مصر بكل ما انا اكلمك به

ويكمل في الاصحاح 7 مكانة موسي وهرون السلطان الذي سيعطيه الرب لموسي علي فرعون

فلهذا هو ترتيب دقيق ومهم ان يذكر نسبه قبل ان يذكر انه هو الذي كلم الرب قبل ان يعطيه السلطان

العدد الثاني

سفر الخروج 11

11: 1 ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة ايضا اجلب على فرعون و على مصر بعد ذلك يطلقكم من هنا و عندما يطلقكم يطردكم طردا من هنا بالتمام

11: 2 تكلم في مسامع الشعب ان يطلب كل رجل من صاحبه و كل امراة من صاحبتها امتعة فضة و امتعة ذهب

11: 3 و اعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين و ايضا الرجل موسى كان عظيما جدا في ارض مصر في عيون عبيد فرعون و عيون الشعب

والاعداد تتكلم عن قبل الضربه العاشره وموقف شعب مصر من الشعب العبراني . هذا الموقف الذي اختلف تماما فقبل ذلك كان الشعب العبراني مذلول للمصريين والان المصريين يطلبون رضا العبرانيين لكي لا يضربوا اكثر من ذلك

ولهذا يشرح موسي موقف حقيقي ان موسي كان بالفعل عظيما جدا في عيونهم فتخيل معي انسان بارشاد الرب صنع مثل هذه الضربات كلها فما ستكون نظرة البشر اليه ؟ هذا شعب عبد فرعون فماذا ستكون نظرته للرج الذي تحدي فرعون بقوة رب الجنود وانتصر ؟ فالكتاب كتب الموقف الحقيقي

فهذا ليس ضد تواضع موسي ولكن شرح للموقف لماذا شعب مصر اعطي كل هذه العطايا للشعب العبرانيين بسبب ماحدث وبسبب مكانة موسي في اعينهم

وكان ذكر هذا الوصف قبل ضربة الابكار هام جدا لتوضيح ان الرب فعلا انتصر في ان ينزع العبادات الشريره من قلوب المصريين وبدؤا يلتفتوا للرب ويتمجد الرب في عيونهم ويكمل عندما يتمجد بفرعون وجنوده اكثر

وهذا بالحقيقه تمجيد للرب الذي اعطي خدامه هذه المكانه وفي نفس الوقت رغم انه فيه القليل من المدح لموسي لكن فيه توبيخ لموسي بطريقه غير مباشره ايضا فهو في البدايه رفض هذه الخدمه وقال للرب ليبحث لنفسه عن اخر يرسله

واخيرا ردود القس الدكتور منيس عبد النور

قال المعترض: ورد في خروج 6: 26، 27 هذان هما هارون موسى اللذان قال الرب لهما: أَخرِجا بني إسرائيل من أرض مصر، بحسب أجنادهم. هما اللذان كلما فرعون ملك مصر في إخراج بني إسرائيل من مصر. هذان هما موسى وهارون. ولا يمكن أن يكون موسى هو كاتب هاتين الآيتين، ولا بد أنهما إضافة من عصر لاحق.

وللرد نقول: الفقرة الكتابية التي تحتوي هاتين الآيتين تبدأ بالآية 14 من أصحاح 6، وفيها سجل نسَب موسى وهارون. ومن العادة أنه في مثل هذا النوع من التسجيل التاريخي يتحدث الكاتب عن نفسه بضمير الغائب، وهو المعروف في الأدب العربي بالالتفات. ولو أن موسى تحدث عن نفسه وعن أخيه في هذه الفقرة بصيغة المتكلم لجاءت كتابته غير مناسبة وغير لبقة! تصوَّر أنه يقول: إنه أنا موسى وأخي هارون اللذان أخرجا بني إسرائيل من أرض مصر. أننا نحن الاثنين اللذين كلمنا فرعون في إخراج بني إسرائيل من مصر.. إن أسلوب الكتابة عن الذات بضمير الغائب تعبير عن التواضع، فلن يتباهى العظيم الحقيقي ويقول: أنا سيد الأولين والآخِرين! فإن كلام الوحي منزَّه عن ذلك.

قال المعترض: جاء في خروج 11: 3 الرجل موسى كان عظيماً جداً في أرض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب. وهذه شهادة من موسى لنفسه، مع أن الأمثال 27: 2 تقول: ليمدحك الغريب لا فمك. الأجنبي لا شفتاك.

وللرد نقول: عبارة الخروج حقيقة تاريخية واضحة، لا تتحدث عن عظمة موسى الشخصية، بل عن عظمة المعجزات التي أجراها الله على يديه، الأمر الذي ترك أعظم الأثر على رجال فرعون، فأعطوا بني إسرائيل ذهباً وفضة.. ثم أن موسى لم يمدح نفسه، بل هذه هي شهادة الوحي المقدس عنه. وقد سجَّل موسى عيوبه (خروج 4: 24 والعدد 20: 12 والتثنية 1: 37). فالروح القدس هو الذي سجّل المدح لموسى، كما ألهمه أن يسجّل نقائصه.

والمجد لله دائما- الدكتور غالى