ماهى النبوة التى تقول ان المسيح سيكون ناصريا؟.. لكي يتم ما قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصريا

في إنجيل متى 23:2 يقول الكتاب أن المسيح ذهب إلى الناصرة ليعيش فيها لكي يتم ما قيل في النبوات أنه يدعى ناصريا.. ففي أي سفر في العهد القديم جاءت هذه النبوة؟!

الإجابة:

النص الصحيح للآية هو: وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة. لكي يتم ما قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصريا.

(1) لم يخصّ البشير متّى بالذكر نبياً بعينه فى 1: 22 و2: 15 و17 بل قال بالأنبياء بصيغة الجمع, وقال العلامة إيرونيموس: نقل متى البشير أقوال الأنبياء بالمعنى فقط , فإن كلمة الناصري تفيد الاحتقار، وكان الإسرائيليون يزدرون بالجليليين عموماً وبالناصريين خصوصاً, فلفظة ناصري هي كلمة احتقار تُطلق على الدنيء، وكان اليهود يسمّون اللص الشقي ابن ناصر, واستعمل مؤرخو اليهود هذه اللفظة في المسيح، فقال المؤرخ اليهودي آبار بينال إن القرن الصغير (دانيال 7: 8) هو ابن ناصر، يعني يسوع الناصري, وكثيراً ما يطلق اليهود وأعداء المسيحيين لفظة ناصري على المسيح ازدراءً به وتهكماً عليه، فكانت إقامته في الناصرة من أسباب ازدراء أهل وطنه به ورفضهم إياه, فلما قال فيلبس لنثنائيل: وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة قال له نثنائيل: أَمِنَ الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ (يوحنا 1: 46),

ولما دافع نيقوديموس أحد أئمة اليهود عن يسوع، قال له أعضاء مجلس الأمة: فتش وانظر، إنه لم يقم نبي من الجليل (يوحنا 7: 52) وبما أن الأنبياء تنبأوا في محال كثيرة (مزمور22: 6 و59: 9 و10 و إشعياء 52 و53 و زكريا11: 12 و13) أن المسيا يُحتقر ويُرفض ويُزدرى به، كانت نبواتهم هذه بمثابة قولهم إنه ناصري, وعلى هذا لما قام المسيح في الناصرة قال إن نبوات الأنبياء قد تحقَّقت لوقا (4: 21), فكما أن النسب يكون للشرف، كذلك يكون للضِّعة، بالنسبة إلى رفعة أو ضعة البلاد التي يُنسب إليها الإنسان, وقولنا ناصري هو بمنزلة محتقر كعِرْقٍ من أرضٍ يابسة لا صورة له ولا جمال (إشعياء 53: 2),

(2) ويجوز أن متى نقل أقوال الأنبياء بالمعنى, وقوله ناصري من جوامع الكلام، يشتمل على معانٍ كثيرة جداً لا تقوم مقامها الألفاظ الكثيرة, والنقل بالمعنى جائز كما قرروه في أصول الفقه، فيجوز نقل الأحاديث بطرق كثيرة فيجوز

(أ) أن يُروى الحديث بلفظه

(ب) يجوز أن يُروى بغير لفظه,

(ج) يحذف الراوي بعض لفظ الخبر

(د) أن يزيد الراوي على ما سمعه

(ه) أن يحتمل الخبر معنيين متنافيين فاقتصر الراوي على إحدهما

(و) أن يكون الخبر ظاهراً في شيء فيحمله الراوي على غير ظاهره، إما بصرف اللفظ عن حقيقته إلى مجازه أو بأن يصرفه عن الوجوب إلى الندب، أو من التحريم إلى الكراهة, فمتى نقل بالمعنى أقوال الأنبياء وهو جائز, فيتضح مما تقدم

(1) أن الأنبياء تنبأوا عن المسيح بأنه يُحتقر ويُرذل، وهو مثل قوله ناصري,

(2) لا نتعجب من اليهود إذا أنكروا النبوات عن المسيح، فإنهم لا يؤمنون به، وهم الذين قتلوا أنبياءهم ورجموهم,

(3) نقل متى أقوال الأنبياء بالمعنى.