ما هو موقف المسيحية من الزنى؟.. هل المسيحية تحرم الزنى تحريماً قاطعاً

مما لا شك فيه أن الكتاب المقدس الذي يعتبر دستور الديانة المسيحة، يحرم الزنى تحريماً قاطعاً، ويحذّر الزناة بأنهم لم يدخلوا ملكوت السموات.

والمعروف أن الزنى هو كل اتصال جنسي غير شرعي بين رجل وامرأة لا يرتبطان برباط الزواج. أو بمعنى آخر، أن يضاجع رجل امرأة لا ترتبط به شرعاً، سواء أكانت متزوجة أم غير متزوجة. ويذكر الكتاب المقدس أن عقاب خطية الزنى في العهد القديم كان الرجم حتى الموت. أو القتل أو الحرق (لاويين 20:10 وتثنية 22:22-29). وقد نهى الكتاب المقدس في أكثر من موضع عن الزنى وارتكاب الفحشاء. وحذّر الله الناس في وصاياه العشر من الزنى، فقال في الوصية السادسة: لا تزن.

ما هي نظرة المسيح وتعاليمه بالنسبة للزنى؟

لقد حذّر العهد القديم من الكتاب المقدس من ارتكاب خطية الزنى، ولكن السيد المسيح ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ إنه لم يقل إن ارتكاب فعل الزنى خطية فحسب، بل أن مجرد التفكير في الزنى أو الاشتهاء المحرّم هو خطية أيضاً، فقال: سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزنِ. وأما أنا فأقول لكم، إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه (متى 5:27-28). وعندما نقرأ الإنجيل المقدس أو العهد الجديد من الكتاب المقدس، نلاحظ أنه مليء بالتعاليم التي تنهي عن الزنى. وقد كتب رسل المسيح الأطهار إلى المؤمنين في بداية عهد الكنيسة المسيحية يشددون إيمانهم، ويحذّرونهم من التعاليم الفاسدة والأعمال الشائنة التي لا تمجد الله، ومن بينها الزنى. ولا مجال لذكر كافة المراجع المسيحية التي تتكلم عن الزنى نظراً لكثرتها، ولكن نذكر بعض الشواهد التي وردت بهذا الخصوص على سبيل المثال لا الحصر، ومنها ما يلي:

1 كتب بولس الرسول إلى أهل كورنثوس: .. لا تخالطوا الزناة (1كورنثوس 5:9).

2 وأيضاً قوله: لا تضلّوا، لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأذبونون ولا مضاجعو ذكور يرثون ملكوت الله (1كورنثوس 6:9).

3 وقوله أيضاً: اهربوا من الزنى.. الذي يزني يخطيء إلى جسده (1كورنثوس 6:18).

والجدير بالذكر أن التعاليم المسيحية تحذّر الإنسان من أن يكون عبداً لشهواته، إذ أن كل أعضائنا مقدسة، ويجب أن لا تستخدم لتدنيس اسم الله، بل علينا أن نحيا في القداسة كما يليق بنا كأبناء الله.

ويقول الكتاب المقدس بهذا الصدد: لأن هذه إرادة الله قداستكم، أن تمتنعوا عن الزنى (1تسالونيكي 4:3). ووأما الزنى وكل نجاسة أو طمع فلا يُسمَّ بينكم كما يليق بقديسين (أفسس 5:3).

ويحذرنا الكتاب المقدس أن لا نكون عبيداً لشهواتنا بقوله: فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض، الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة الردية، الطمع الذي هو عبادة الأوثان (كولوسي 3:5).

ويذكرنا الكتاب المقدس أيضاً بدلاً من أن نستعمل أعضاءنا للنجاسة، علينا أن نستعملها للقداسة فيقول: أتكلم إنسانياً من أجل ضعف جسدكم، لأنه كما قدمتم أعضاءكم عبيداً للنجاسة والإثم للإثم، هكذا الآن قدّموا أعضاءكم عبيداً للبر والقداسة (رومية 6:19).

والمعروف أن الزنى خطية. ويذكر الكتاب المقدس أن أجرة الخطية هي الموت (رومية 6:23). ولكن من يتوب عن خطيته ويندم عليها فإن الله يقبل توبته ويغفر له ويمنحه حياة أبدية. ويقول الكتاب المقدس بهذا الصدد. لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية في المسيح يسوع ربنا (رومية 6:23).