لماذا سمع الرب لطلب سارة بطرد إسماعيل؟

لماذا امر الرب ابينا ابراهيم ان يسمع لزوجته سارة يطرد الجارية وابنها؟ رغم ان هذا الطرد فيه حرمان لإبراهيم من ابنه؟ ولماذا الطرد من الاساس؟

الرد

الرد باختصار في البداية امر الطرد هو لان إسماعيل بدا يهدد حياة الطفل إسحاق وهذا ما أشار اليه اللفظ واعداد أخرى في الكتاب المقدس والتفسيرات أيضا

ولهذا سأقسم الرد الى لغويا وما قاله الكتاب والتفسيرات

لغويا

شرحت سابقا هذه الكلمة لغويا في ملف

هل تعبير يمزح عن إسماعيل فيه امر غير لائق

ولهذا باختصار

أولا معنى كلمة يمزح في العبري מצחק ماتسخاق

في ابسط معانيها ضحك بل اسم إسحاق أصلا هي من نفس الجذر

قاموس سترونج

H6711

צָחַק

tsâchaq

tsaw-khak

A primitive root; to laugh outright (in merriment or scorn); by implication to sport: - laugh, mock, play, make sport.

Total KJV occurrences: 13

من جزر بمعنى يضحك بعلو (في المزاح او ازدراء) وبتطبيق بمعنى رياضة ضحك سخرية لعب يمارس رياضة

قاموس برون

H6711

צחק

tsâchaq

BDB Definition:

1) to laugh, mock, play

1a) (Qal) to laugh

1b) (Piel)

1b1) to jest

1b2) to sport, play, make sport, toy with, make a toy of

Part of Speech: verb

A Related Word by BDB/Strongs Number: a primitive root

Same Word by TWOT Number: 1905

يضحك يسخر يلعب يضحك يمزح يمارس رياضة يلعب يقوم برياضة يلعب مع يصنع لعبة من

قاموس كلمات الكتاب المقدس

H6711

ָצַחק

ṣāḥaq: A verb meaning to laugh, to make jokes, to mock. It is used as an expression of joy or humor, but it also can be used to mock or make light of something serious (Jdg_16:25); sometimes in jest (Gen_19:14). It also expresses an attitude toward something that is claimed but seems impossible to realize, e.g., Abrahams and Sarahs laughing responses to Gods promises (Gen_17:17; Gen_18:12-13, Gen_18:15). God can create laughter, joy, where otherwise there would be none (Gen_21:6). It may have sexual, licentious overtones (Exo_32:6).

فعل يعني يضحك او يقوم بمزحة يسخر وتستخدم للتعبير عن سعادة الفكاهة ولكن أيضا ممكن تستخدم بمعنى يسخر او يستخف بشيء مهم في قضاة 16: 25 او من باب الدعابة تكوين 19: 14 وأيضا تعبر عن تصرف مقابل شيء يقال انه مستحيل ادراكه مثل ضحك إبراهيم وسارة كرد فعل لوعد الرب تكوين 17: 17 و18: 12-13 و18: 15. الله ممكن يخلق ضحك وسعادة ولا في المقابل لا يكون ذلك تكوين 21: 6. قد يكون لها

فالكلمة تعني يضحك او يسخر حسب السياق

استخدامات الكلمة في العهد القديم الذي يتضح من سياق الكلام

أكثر استخدام لها هو ضحك

سفر التكوين 17: 17

فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ، وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: هَلْ يُولَدُ لابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟.

سفر التكوين 18: 12

فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ، وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ؟

سفر التكوين 18: 13

فَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أَفَبِالْحَقِيقَةِ أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ؟

سفر التكوين 18: 15

فَأَنْكَرَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: لَمْ أَضْحَكْ. لأَنَّهَا خَافَتْ. فَقَالَ: لاَ! بَلْ ضَحِكْتِ.

سفر التكوين 21: 6

وَقَالَتْ سَارَةُ: قَدْ صَنَعَ إِلَيَّ اللهُ ضِحْكًا. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي.

واستخدامات أخرى كثل

يمزح

سفر التكوين 19: 14

فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ أَصْهَارَهُ الآخِذِينَ بَنَاتِهِ وَقَالَ: قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ هذَا الْمَكَانِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُهْلِكٌ الْمَدِينَةَ. فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ.

يلعب

سفر القضاة 16: 25

وَكَانَ لَمَّا طَابَتْ قُلُوبُهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: ادْعُوا شَمْشُونَ لِيَلْعَبَ لَنَا. فَدَعَوْا شَمْشُونَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ، فَلَعِبَ أَمَامَهُمْ. وَأَوْقَفُوهُ بَيْنَ الأَعْمِدَةِ.

سفر الخروج 32: 6

فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ.

مزح فيه شيء غير لائق

سفر التكوين 39: 14

أَنَّهَا نَادَتْ أَهْلَ بَيْتِهَا، وَكَلَّمَتهُمْ قَائِلةً: انْظُرُوا! قَدْ جَاءَ إِلَيْنَا بِرَجُل عِبْرَانِيٍّ لِيُدَاعِبَنَا! دَخَلَ إِلَيَّ لِيَضْطَجعَ مَعِي، فَصَرَخْتُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ.

سفر التكوين 39: 17

فَكَلَّمَتْهُ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ قَائِلَةً: دَخَلَ إِلَيَّ الْعَبْدُ الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي جِئْتَ بِهِ إِلَيْنَا لِيُدَاعِبَنِي.

سفر التكوين 26: 8

وَحَدَثَ إِذْ طَالَتْ لَهُ الأَيَّامُ هُنَاكَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ مَلِكَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَشْرَفَ مِنَ الْكُوَّةِ وَنَظَرَ، وَإِذَا إِسْحَاقُ يُلاَعِبُ رِفْقَةَ امْرَأَتَهُ.

عدد مهم أيضا استخدم فيه تصريف الكلمة ويشير لبعد اخر وهو تهديد بالقتل

سفر صموئيل الثاني 2: 14

فَقَالَ أَبْنَيْرُ لِيُوآبَ: لِيَقُمِ الْغِلْمَانُ وَيَتَكَافَحُوا أَمَامَنَا. فَقَالَ يُوآبُ: لِيَقُومُوا.

كلمة يتكافحوا هي (ويسخكو) وتعني حرب والقاء سهام

فقد يكون لغويا الموقف هو ان إسماعيل يمزح بطريقة غير لائقة تمثل فيها تهديد لسلامة إسحاق الفطيم

ثانيا ما يقوله الكتاب

العدد الذي يدور حوله الامر يفهم من سياق الكلام التالي

سفر التكوين 21

21 :8 فكبر الولد و فطم و صنع ابراهيم وليمة عظيمة يوم فطام اسحق

21 :9 و رات سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لابراهيم يمزح

21 :10 فقالت لابراهيم اطرد هذه الجارية و ابنها لان ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق

21 :11 فقبح الكلام جدا في عيني ابراهيم لسبب ابنه

إسحاق الذي تم فطامه أي هو سنه سنتين وهذه الوليمة ليوم فطامه، فالتعبير يعني يمزح سواء يسخر من إسحاق او يضحك بأسلوب غير لائق. وهو امر ضايق سارة فهو تصرف واضح ضايق سارة كام لإسحاق وليس لإسماعيل ولكن لم يضايق إبراهيم كاب لإسحاق ولإسماعيل فلم يكن يصدق بعد ان إسماعيل ابنه يفعل امر يمثل خطورة على إسحاق أخيه.

هذا أيضا يفهم بوضوح من كلام معلمنا بولس الرسول في

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4:

29 وَلكِنْ كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ الَّذِي وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ يَضْطَهِدُ الَّذِي حَسَبَ الرُّوحِ، هكَذَا الآنَ أَيْضًا.

30 لكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ.

بالإضافة الى المعنى الرمزي والروحي ولكن من ناحية الموقف فالموضوع ليس ضحك او مزاح خفيف بل فيه اضطهاد فالذي ولد حسب الجسد وهو إسماعيل بدأ يضطهد من هذا الموقف الذي ولد حسب الروح أي إسحاق الفطيم. وبسبب هذا قال الرب لإبراهيم ان يسمع لسارة في امر طرد هاجر وابنها لكيلا يمثل إسماعيل تهديد لحياة إسحاق الفطيم ابن الموعد.

فالموقف بدأ بوليمة عظيمة كما تقول الاعداد التي أقامها إبراهيم هي التي أغاظت هاجر وإسماعيل بوصول وريث جديد لإبراهيم بعد ان كانوا يأملوا بوراثة إبراهيم واملاكه الضخمة. وبولس هو الذي كشف أن هذا المزاح كان اضطهادًا. فهي تحملت معاملة سارة لها لكي يرث ابنها إسماعيل كل شيء ولكن عندما جاء وريث تذكرت هاجر مرارة هروبها من وجه ساراي (16: 6)، وكانت إلى وقت قريب تتطلع إلى ابنها بكونه الوارث الوحيد لإبراهيم. هذه المشاعر تجسمت في حياة ابنها الذي صار يمزح مع إسحق (21: 9) مزاحًا سخيفًا يكشف عن مرارة نفسه التي لم يكن من السهل أن يخفيها، حتى دعى الرسول بولس هذا المزاح اضطهادًا (غل 4: 29)، الأمر الذي أثار نفس سارة فطالبت إبراهيم بطرده مع أمه،

أيضا هذا المعنى يتفق مع النبوة التي قالها الملاك لهاجر في

سفر التكوين 16: 12

وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ.

فبدأت من هذا الموقف تظهر وحشية إسماعيل وتهديده لحياة أخيه الفطيم إسحاق صاحب المواعيد.

ثالثا المفسرين

المفسرين اليهود مثل راشي لموضوع انه قد يكون المزاح بمعنى تهديد باللعب بالسهام بل استشهدوا بموقف في تعبير مشابه فراشي يقول

An expression of murder, as it is said (II Sam. 2:14):Let the boys get up now and sport (וַיִשַׂחֲקוּ) before us, etc. - [from Gen. Rabbah 53:11]

هو تعبير عن قتل (محاولة قتل) كما قيل في 2 صم 2: 14 فقال ابنير ليواب ليقم الغلمان ويتكافحوا (ويسخكو) امامنا فقال يواب ليقوموا، وغيره وهذا من تكوين راباه 53: 11

وهذا ما أشار اليه جيل المفسر أيضا

mocking; either at the entertainment made at the weaning of Isaac; or rather at Isaac himself, laughing at his name, and treating him with contempt as his younger brother, and boasting that he was the firstborn, and that the inheritance belonged to him; and threatening what he would do to him, should he hereafter offer to dispute it with him, under pretence of the promise of God that he should be Abrahams heir, and at which promise also he may be supposed to mock: and that this contention was about the inheritance seems plain from the words of Sarah in Gen_21:10; and in it Ishmael might not only rise to high words, but come to blows, and beat his brother; for it is observed the word used sometimes so signifies, 2Sa_2:14; wherefore the apostle might truly call it a persecution, Gal_4:29;

واستشهد أيضا ان قد يكون هذا مفهوم

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 29

وَلكِنْ كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ الَّذِي وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ يَضْطَهِدُ الَّذِي حَسَبَ الرُّوحِ، هكَذَا الآنَ أَيْضًا.

ويفهم منها ان كلمة مزاح كان فيها نوع من الاضطهاد من إسماعيل ضد إسحاق

وأيضا هذا ما أكده ادم كلارك ان هذا هو المفهوم

Mocking - What was implied in this mocking is not known. St. Paul, Gal_4:29, calls it persecuting;

وأيضا ويزلي بل أضاف وقال ان إسماعيل بدا يضطهد إسحاق ولهذا يحسب زمن غربة نسل إبراهيم 400 سنة من هذا الوقت

Sarah saw the son of the Egyptian mocking - Mocking Isaac no doubt, for it is sad, with reference to this, Gal_4:29, that he that was born after the flesh, persecuted him that was born after the spirit. Ishmael is here called the son of the Egyptian, because (as some think) the four hundred years affliction of the seed of Abraham by the Egyptians began now, and was to be dated from hence.

وغيرهم كثيرين

فاعتقد فهمنا ان الكلم لغويا وفي سياقها تعني ضحك او سخرية ولكن سخرية فيها اضطهاد كما وضح معلمنا بولس الرسول

فالطرد كان بسبب ان مزاح إسماعيل اظهر ما بداخله من وحشية وحمل نوع من أنواع التهديد لحياة إسحاق.

وبالطبع اهم من كل هذا المعنى الروحي الذي يمثله الموقف فاصبح إسماعيل يمثل العهد القديم واسحاق يمثل عهد النعمة وأصحاب العهد القديم كاليهود اصبحوا يضطهدوا الكنيسة المفطومة وهكذا كان اضطهاد اليهود للمسيحية في بدايتها فاليهود يرمز لهم إسماعيل، والكنيسة يرمز لها إسحق. والميراث الذي تنتظره الكنيسة هو ميراث روحي فلا يرثه إنسان جسدي بل إنسان روحي. والإنسان الروحي وُلِدَ بوعد وبحسب إيمان فورث من أبيه الإيمان وهو ابن الحرة سارة فورث منها الحرية وهكذا الكنيسة المولودة من المعمودية من فوق (يمثله اسحق). أما الإنسان الجسداني فهو ابن الجسد والشهوة وضعف الإيمان فورث من أبيه ضعف الإيمان ومن أمه العبودية فكان إنسانًا وحشيًا حيواني الغرائز يحيا حسب الجسد (يمثله إسماعيل). ولهذا قبل الرب كلام سارة ف كان كلام سارة هذا بروح النبوة لذلك فقد وافق الله عليه. فكان لكنيسة العهد القديم أن تتوارى حتى تظهر كنيسة العهد الجديد ولذلك سمح الله بطرده. كنيسة العهد القديم هم اليهود الذين تمسكوا بحرف الناموس وشكلياته فعاشوا على مستوى الجسد لا الروح. أما كنيسة العهد الجديد فجاءت ثمرة النعمة الإلهية لها حق الميراث.

ولكن بالطبع الرب سمع لإبراهيم وبارك في إسماعيل رغم وحشيته هو ونسله لأجل شفاعة إبراهيم وباقي الإصحاحات أظهرت هذا.