"تعالي نامي معي يا أختي فقالت له : لا تغضبني يا أخي هذه فاحشة".. تفسير خطية أمنون مع ثامار أخته

جاء في صموئيل الثاني (10:13-14 ) فقال أمنون لثامار أخته: أدخلي الطعام إلي غرفتي فآكل من يديك، فأخذت ثامار الكعك و جاءت به إلي أمنون أخيها في غرفته و قدمت له ليأكل فأمسكها و قال: تعالي نامي معي يا أختي فقالت له: لا تغضبني يا أخي هذه فاحشة لا يفعلها أبناء إسرائيل فلا تفعلها أنت فأنا أين أذهب بعاري؟ و أنت ألا تكون كواحد من السفهاء في إسرائيل فكلم الملك فهو لا يمنعني عنك فرفض أن يسمع كلامها فهجم عليها و أغتصبها

عند دراسة الموضوع نلاحظ الأتي:

أن أمنون كان مريضاً حباً بأخته ثامار غير الشقيقة.

قد أشار عليه صديقه يوناداب بمشورة رديئة.

و حاول الزنا معها و لكنها رفضت بشدة فقالت له لا يا أخي لا تذلني لأنه لا يفعل هكذا في إسرائيل لا تعمل القباحة .

فلم يشأ أن يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها و أضجع معها فبقيت ثامار ذليلة بسبب ذلك الفعل و كان عليها ثوب ملون لأن بنات الملك العذاري كن يلبسن جبات مثل هذه فأخرجها خادمه إلي الخارج و أقفل الباب وراءها فجعلت ثامار رماداً علي رأسها و مزقت الثوب الملون الذي عليها و وضعت يدها علي رأسها و كانت تذهب صارخة

و قد ولد ذلك عداوة بين أمنون و أبشالوم شقيق ثامار فقال لها أبشالوم أخوها هل كان أمنون أخوك معك فالآن يا أختي اسكتي. أخوك هو . لا تضعي قلبك علي هذا الأمر فأقامت ثامار مستوحشة في بيت أبشالوم أخيها.

و كان ذلك سبب مرارة لداود و خاصة أنه ولد عداوة بين الأخوين و لما سمع الملك داود بجميع الأمور أغتاظ جداً و لم يكلم أبشالوم أمنون بشر أو بخير لان أبشالوم أبغض أمنون من أجل أنه أذل ثامار أخته.

أنتقام أبشالوم و أمره بقتل أخيه و كان بعد سنتين من الزمان انه كان لابشالوم جزازون في بعل حاصور التي عند افرايم فدعا أبشالوم جميع بني الملك.

فقال أبشالوم إذ دع أخي أمنون ليذهب معنا فقال الملك لماذا يذهب معك فألح عليه أبشالوم فأرسل معه أمنون و جميع بني الملك فأوصي أبشالوم غلمانه قائلا أنظروا متي طاب قلب أمنون بالخمر و قلت لكم أضربوا أمنون فأقتلوه لا تخافوا أليس أني أنا أمرتكم فتشددوا و كونوا ذوي بأس ففعل غلمان أبشالوم بأمنون كما أمر أبشالوم فقام جميع بني الملك و ركبوا كل واحد علي بغلوه و هربوا

و هنا نري انها خطية بكل المقاييس و قد سجلها الكتاب المقدس ليرينا ما يمكن أن يقع فيه أي إنسان من خطية مهما كان نوعها و بشاعة الخطية و نتيجتها و هي الموت. فقد مررت الخطية قلب ثامار و أذلتها و كرهت الأخ في أخيه و أذلت الأب و شقت بيت داود.

هذه هي نتيجة الخطية و هذا ما قصده الوحي الألهي من ذكر هذه الحادثة.

طبعا من الواضح أن المعترض لم يكلف نفسه حتي بقراءة ما ينقله من المواقع المنحرفة فلو قرأ لرأي أن إله إسرائيل لا يأمر بأرتكاب تلك الفواحش و الأغتصاب بل أن نص الكتاب المقدس وضح أن ثامار دافعت عن نفسها و حاولت أن تهرب ولو بالكذب بأن الملك لن يمنعها عن أخيها و هو ما لن يحدث.

لماذا لم يعاقب داود أبنه أمنون طبقاً لشريعة موسي ؟

لم يعاقب داود أبنه أمنون طبقا لشريعة موسي لأن شريعة موسي تأمر للزاني و الزانية علي فم شاهدين أو ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل ولا يقتل علي فم شاهد واحد. أيدي الشهود تكون عليه أولاً لقتله ثم أيدي جميع الشعب أخيراً فتنزع الشر من وسطك (تث6:17-7) و في هذه الحادثة لم يكن هناك شهود علي هذا الزنا الصريح، بل حدث سراً في غرفة أمنون و ما فعله أبشالوم بالأنتقام من أخيه لم يكن تطبيقاً للشريعة بل ثأر و أنتقام من أخيه وهو قبيح في عيني الرب..

القمص مرقس عزيز خليل