الحية النحاسية.. هل هناك تناقض في الكتاب المقدس بشأن صناعة التماثيل سواء النحاسية أم المنحوتة؟

الشبهةهل صناعة التماثيل سواء النحاسية أم المنحوتة حرام؟.أم حلال ؟. نجد في العدد 21: 9 أنها حلال 9فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا.. .

وهو ما يتعارض مع خروج 20: 4 والذي ينص على أن صناعة التماثيل حرام:

4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.

الرد

معني كلمة تمثال التي جائت في سفر الخروج الذي لايصنع

H6459

פּסל

pesel

peh-sel

From H6458; an idol: - carved (graven) image.

وهي بيسيل والتي تعني معبود او وثن اي تجسيم شيئ للعباده

وهي اتت 33 مره عن الاوثان التي تعبد

اما الحيه النحاسيه فهي لم يامر بها الرب ان يصنعها للعباده ولكن

سفر العدد 21

21: 6 فارسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من اسرائيل

21: 7 فاتى الشعب الى موسى و قالوا قد اخطانا اذ تكلمنا على الرب و عليك فصل الى الرب ليرفع عنا الحيات فصلى موسى لاجل الشعب

21: 8 فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة و ضعها على راية فكل من لدغ و نظر اليها يحيا

21: 9 فصنع موسى حية من نحاس و وضعها على الراية فكان متى لدغت حية انسانا و نظر الى حية النحاس يحيا

وكلمة حيه محرقه تعني

H8314

שׂרף

śârâph

saw-rawf

From H8313; burning, that is, (figuratively) poisonous (serpent); specifically a saraph or symbolical creature (from their copper color): - fiery (serpent), seraph.

فهي تعني حرق او تسمم وبخاصه الحيه المحرقه اي اللاسعه

وهنا لم يطلب موسي ان يعبد الشعب الحيه بالطبع لا علي الاطلاق ولكن هو لم يرد ان يرفع عنهم عقاب الحيات ولكن وضع لهم طريقه للعلاج وهو بالنظر الي المرفوعه علي الخشبه يشفي

لان لازال هناك تمرد فلازال هناك لدغ الحيات وهناك من الشعب من رفض ان ينظر الي الحيه لانهم لم يكن لهم ايمان بكلمة الرب فماتوا

والحيه النحاسيه هي بالطبع بدون سم الذي هو رمز للخطيه فهي ترمز للمسيح الذي شابهنا في كل شيئ ماعدا الخطيه وبرفعه علي عود الصليب اعطانا شفاء من خطايانا

فهي معموله اعداد للشعب عن مجيئ المسيح وصلبه

وبناء علي هذا يمكننا ان نفهم العدد بوضوح

سفر الخروج 20: 4

لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.

والعدد يبدا اولا بوصية عدم صنع تمثال بمعني وثن ( كما اوضحت في معاني الكلمات ) ثم يحدد اكثر ويقول ولا يتحايل الانسان بصنع صورة لعبادة وثن او اله اخر ( كما اوضحت ايضا في معاني الكلمات ) غير الله ويحدد مما في السماء من نجوم وكواكب او شمس او قمر او علي الارض من اي كائن حي انسان او حيوان او نبات او في الماء من حيتان او كائنات يعتقدوا انها اسطوريه . وبالفعل الانسان اخطأ وعبد اشكال كثيره وبعد عن الله فبعضهم عبد الشمس او القمر او النجوم والاخر عمل تماثيل من الاشجار او احجار او معادن مثل الذهب وغيره علي اي شكل للعباده والوصيه لها عمق اكثر وهو المعني الروحي فالله لا يريد الانسان ان يقدم العباده الا له فقط ولهذا اوصي شعبه بعدم عبادة اله اخر او صنع تمثال للعباده او صوره لعبادة اله اخر فالموضوع كله يطلب فيه الله ان يكون هو مركز حياة الانسان وهدف الانسان وبخاصه هو يحارب فكر الوثنيه الذي انتشر بين شعبه

والذي يشرح هذا العدد ايضا باقي الاعداد التي قدمت نفس الوصيه ولكن الاعداد توضح بعضها

سفر اللاويين 26: 1

لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَانًا، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا أَوْ نَصَبًا، وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَرًا مُصَوَّرًا لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ.

لاتصنع صنم للسجود وليس اي تمثال فهو منع باكثر تحديدا التماثيل لغرض السجود لاله اخر غير الرب الهنا

والاعداد القادمه توضح باكثر تفصيل

سفر التثنية 4

16 لِئَلاَّ تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، صُورَةَ مِثَال مَّا، شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى،

17 شِبْهَ بَهِيمَةٍ مَّا مِمَّا عَلَى الأَرْضِ، شِبْهَ طَيْرٍ مَّا ذِي جَنَاحٍ مِمَّا يَطِيرُ فِي السَّمَاءِ،

18 شِبْهَ دَبِيبٍ مَّا عَلَى الأَرْضِ، شِبْهَ سَمَكٍ مَّا مِمَّا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.

19 وَلِئَلاَّ تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلَى السَّمَاءِ، وَتَنْظُرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ، كُلَّ جُنْدِ السَّمَاءِ الَّتِي قَسَمَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ، فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لَهَا وَتَعْبُدَهَا.

23 اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَنْسَوْا عَهْدَ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَكُمْ، وَتَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، صُورَةَ كُلِّ مَا نَهَاكَ عَنْهُ الرَّبُّ إِلهُكَ.

24 لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ، إِلهٌ غَيُورٌ.

25 إِذَا وَلَدْتُمْ أَوْلاَدًا وَأَوْلاَدَ أوْلادٍ، وَأَطَلْتُمُ الزَّمَانَ فِي الأَرْضِ، وَفَسَدْتُمْ وَصَنَعْتُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا صُورَةَ شَيْءٍ مَّا، وَفَعَلْتُمُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ لإِغَاظَتِهِ،

صنع صنم منحوت علي اي شكل في السماء والارض لغرض السجود والعباده لهذا الصنم هو مخالفة لوصية الرب لانه اعلان لنسيان الرب او فعل هذا عن تعمد لاغاظته بعبادة اله اخر

واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب

الحيّة النحاسيّة:

بالرغم من نصرتهم على ملك عراد الذي ثار عليهم كحمار وحشي، وقد شهدوا لعمل الله معهم بدعوة الموضع "حُرمة"، لكنهم سرعان ما تذمروا على الرب لأنهم لم يعبروا طريقهم وسط أدوم، بل ساروا طريقًا أطول، فضاقت أنفسهم في الطريق قائلين: "لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البريّة، لأنه لا خبز ولا ماء، وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف؟" [5]. حين تذمروا بسبب العطش احتملهم الله ولم يعاتبهم بكلمة واحدة وإنما أمر موسى وهرون ليفجرا ماءً من الصخرة، أما الآن إذ وهبهم نصرة وغلبة بعد أن رواهم من الصخرة لهذا بتكرار التذمر قام بتأديبهم. أرسل عليهم الحيات المحرقة تلدغهم وتميتهم، وفي نفس الوقت إذ صرخ موسى إليه لم ينزع الحيات بل أمره أن يقيم حيّة نحاسية على راية حتى كل من لُدغ من الحيات ونظر إليها يحيا (ع 8). إنه لم ينزع التجربة لكنه فتح باب الخلاص منها. بهذا حوّل الله شرهم إلى بركة، مخرجًا من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة، مقدمًا من هذا العمل رمزًا لصليبه، إذ قال: "وكما رفع موسى الحيّة في البريّة هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة" (يو 3: 14-15). يقول القدِّيس أغسطينوس: [ذبح المسيح حتى يوجد على الصليب ذاك الذي يتطلع إليه مَنْ لدغتهم الحيّة[158]]. كما يقول: [ما هي الحيّة المرفوعة؟ إنها موت المسيح على الصليب لأنه كما جاء الموت بواسطة الحيّة صار رمزه هو صورة الحيّة. كانت لدغة الحيّة مميتة، أما موت الرب فواهب الحياة... إذ يتطلع الإنسان إلى الحيّة تصير الحيّة بلا سلطان، ومن ينظر إلى الموت يصير الموت بلا سلطان[159]].

يقول القدِّيس أغناطيوس: [عندما ارتفع جسد الكلمة كما رُفعت الحيّة في البريّة، اجتذب إليه البشريّة لأجل خلاصهم الأبدي[160]]. وجاء في رسالة برناباس: [صنع موسى رسمًا ليسوع ولآلامه الضروريّة، وعندما كان الإسرائيليّون يسقطون كانوا يتطلَّعون إليه وكان يحييهم. إن الرب لكي يُعلم إسرائيل بأن عصيانه أسلمه إلى حزن الموت سلَّط عليهم أنواعًا من الحيات لتلسعهم وكانوا يموتون. ومع أن موسى قال: لن يكون لكم تمثالاً منحوتًا أو مسكوبًا للرب (تث 27: 15)، فإنه يفعل عكس ما كتب. إنه اصطنع حيّة نحاسيّة ورفعها بمجد ودعا الشعب. ولما اجتمع الشعب طلبوا من موسى أن يرفع الصلاة من أجل شفائهم فقال لهم موسى عندما يلسع أحدكم فليتقدم من الحيّة المرفوعة على الخشبة وليترك نفسه للرجاء معتقدًا بأن الحيّة التي لا حياة فيها يمكنها أن تعيد إليه الحياة ويخلص لتوه، وهكذا فعلوا. إن مجد يسوع يقوم على هذا. إن كل الأشياء هي فيه وله[161]].

يُعلِّق القدِّيس إغريغوريوس أسقف نيصص على هذا الأمر بقول: [أنجبت الشهوات المتمردة حيات تنفث سمًا يُميت من تلدغهم، لكن مُستلم الشريعة جعل الحيات الحقيقيّة بلا قوة خلال صورة الحيّة... الصليب هو الألم، من يتطلَّع إليه كما يقول الكتاب لا يؤذيه ألم الشهوات. التطلع إلى الصليب إنما يعني أن الإنسان يجعل حياته كلها ميتة ومصلوبة عن العالم (غل 6: 14) لا يحركها الشر. حقًا بهذا تكون كما يقول النبي: سمروا جسدهم بخوف الله. أما المسمار فهو ضبط النفس الذي يضبط الجسد... هذا الشكل يشبه الحيّة، لكنه ليس بحيّة في ذاته، وكما يقول العظيم بولس: "في شبه جسد الخطيّة" (رو 8: 3). الخطيّة هي الحيّة الحقيقيّة، والذي يهرب إلى الخطيّة يحمل طبيعة الحيّة... إذ يتحرر الإنسان من الخطيّة خلال ذاك الذي أخذ شكل الخطيّة وصار مثلنا فحمل شكل الحيّة. لم يقتل الوحوش (الحيات) لكنه جعل لدغاتها غير مميتة... في الواقع إن لدغات الشهوة تعمل حتى في المؤمنين لكن من يتطلع إلى المُعلَّق على الصليب يحتقر الألم، فيخفف السم بخوف الوصيّة[162]].

يرى القدِّيس أغسطينوس في الحيّة النحاسيّة قبولنا لشركة آلام المسيح والموت معه، إذ يقول: [كل من نظر إلى الحيّة المرفوعة يُشفى من السُّم ويتحرر من الموت، والآن من يصر إلى شبه موت المسيح بالإيمان به وبمعموديته يتحرر من الخطيّة متبررًا ومن الموت بالقيامة. هذا ما يعنيه بقوله "من آمن بي لا يهلك بل تكون له الحياة الأبديّة" (يو 3: 15). إذن لم تكن هناك ضرورة للطفل أن يتشبه بموت المسيح في المعموديّة لو لم يكن قد تسرب سم لدغة الحيّة إليه[163]!]. كأنه مادامت الحيات قد انطلقت إلى الجميع تلدغهم وتبث سمومها فيهم لهذا يحتاج الجميع- ناضجين وأطفالاً- إلى مياه المعموديّة المقدسة لكي يشفوا من موت سم الحيّة خلال الصليب.