اقسي قلب فرعون.. كيف الله الرحيم يقسي القلب؟

الشبهةيحاول البعض الدفاع عن فكرهم فيستشهدوا بعدد في العهد القديم في سفر الخروج ويدعوا ان اله اليهودية ايضا مضل لانه قسي قلب فرعون.

فماذا يعني اقسي قلب فرعون ؟

الرد

العدد

سفر الخروج 7: 3

وَلكِنِّي أُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ وَأُكَثِّرُ آيَاتِي وَعَجَائِبِي فِي أَرْضِ مِصْرَ.

نلاحظ اولا ان العدد يشرح شئ هام جدا وهو : ان الرب سيقسي قلب فرعون ليس من الاول ولكنه ليكثر اياته وعجائبه وهذا يعني انه لن يقسي قلبه من البدا ولكنه سيقسي قلبه في منتصف الضربات ليكمل الله الضربات وهذا يعني ان فرعون شرير بالفعل لان اي انسان قد يعلم ان هذا عمل الله من اول ضربه ولكن فرعون رفض حتي الضربه الخامسه

فلنري معا كيف تم هذا الامر

فرعون مر بثلاث مراحل

المرحله الاولي ان قلبه كان غليظ فهو بطبعه شرير جدا ولكن ايضا كان السحره يسندون فكره الشرير بسحرهم

والمرحله الثانيه التي استسلم فيها السحره واعترفوا بان هذا اصبع الله ورغم ذلك استمر فرعون في غلاظة قلبه وشره

المرحله الثالثه بعد ان اثبت فرعون انه شرير جدا وغليظ القلب حتي بعد اعتراف السحره والعرافين ان هذا عمل الله واستمر يقف ضد شعب الله فترك الله فرعون للشرير ليقسي قلبه ذياده ولان هذا بسماح من الله فكتب انه قسي قلب فرعون

ولندرس الثلاث مراحل معا

المرحله الاولي

7: 10 فدخل موسى و هرون الى فرعون و فعلا هكذا كما امر الرب طرح هرون عصاه امام فرعون و امام عبيده فصارت ثعبانا

7: 11 فدعا فرعون ايضا الحكماء و السحرة ففعل عرافو مصر ايضا بسحرهم كذلك

7: 12 طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين و لكن عصا هرون ابتلعت عصيهم

7: 13 فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب

7: 14 ثم قال الرب لموسى قلب فرعون غليظ قد ابى ان يطلق الشعب

وهنا نري ان عندما فعل الرب معجزه بيد موسي ولكن رد فعل فرعون انه استدعي السحره الذين فعلوا بالمثل ورغم اظهار ان عمل الله اقوي من عمل السحره ولكن فرعون لم يسمع لهما كما تكلم الرب في العدد 4 ( ولا يسمع لكما فرعون ) ولكن قلب فرعون اشتد رغم ان الله لم يغلظ قلبه بعد.

ثم

7: 20 ففعل هكذا موسى و هرون كما امر الرب رفع العصا و ضرب الماء الذي في النهر امام عيني فرعون و امام عيون عبيده فتحول كل الماء الذي في النهر دما

7: 21 و مات السمك الذي في النهر و انتن النهر فلم يقدر المصريون ان يشربوا ماء من النهر و كان الدم في كل ارض مصر

7: 22 و فعل عرافو مصر كذلك بسحرهم فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب

7: 23 ثم انصرف فرعون و دخل بيته و لم يوجه قلبه الى هذا ايضا

والضربه الاولي وهي ضربة تحويل الماء الي دم ورد فعل فرعون انه اشتد قلبه ولكن ايضا سحرته فعلوا المثل ولكنهم لم يقدروا ان يزيلوا الضربه . ويثبت الانجيل ان الرب لم يقسي قلبه بعد ولكن قلبه شرير يرفض ان يوجهه الي عمل الرب

ثم ضربة الضفادع

8: 6 فمد هرون يده على مياه مصر فصعدت الضفادع و غطت ارض مصر

8: 7 و فعل كذلك العرافون بسحرهم و اصعدوا الضفادع على ارض مصر

8: 8 فدعا فرعون موسى و هرون و قال صليا الى الرب ليرفع الضفادع عني و عن شعبي فاطلق الشعب ليذبحوا للرب

ولكن

8: 15 فلما راى فرعون انه قد حصل الفرج اغلظ قلبه و لم يسمع لهما كما تكلم الرب

والضربه الثانيه تظهر صفه اخري في فرعون وهي الكذب والخداع فنري ان رد فعله تغير بعد ان علم ان يد الرب اقوي من سحرته رغم انهم فعلوا المثل ايضا ولكن بدا يدرك ان الرب قادر علي ان يضرب ويزيل الضربه ايضا . وايضا يستمر قلبه في العناد ويستمر في اغلاظ قلبه والرب لم يقسي قلبه بعد

ثم الضربه الثالثه وتبدا المرحله الثانيه

8: 16 ثم قال الرب لموسى قل لهرون مد عصاك و اضرب تراب الارض ليصير بعوضا في جميع ارض مصر

8: 17 ففعلا كذلك مد هرون يده بعصاه و ضرب تراب الارض فصار البعوض على الناس و على البهائم كل تراب الارض صار بعوضا في جميع ارض مصر

8: 18 و فعل كذلك العرافون بسحرهم ليخرجوا البعوض فلم يستطيعوا و كان البعوض على الناس و على البهائم

8: 19 فقال العرافون لفرعون هذا اصبع الله و لكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب

وفي ضربة الباعوض التي لم يستطع السحره ان يقلدوها لانها ضربه قويه لايستطيعوا ان يقلدوها لان في الضربه الاولي يستطيعوا ان يدعوا او يوهموا انهم يحولون الماء الي دم والضربه الثانيه بالمثل اما في ضربة البعوض فوقفوا عاجزين واعلنوا انه عمل الله وهنا يتضح قلب فرعون الشرير اكثر لانه لو كان له عذر في الماضي بان السحره فعلوا المثل وايدوا موقف فرعون اي انهم اغووه علي ان يتشدد علي شعب الله فهم الان اعلنوا عجزهم واعترافهم بعمل اله اسرائيل ولكن فرعون يصر ان يكمل في شره ولا يسمع للسحره ايضا فهو الان بلا عذر في غلاظة قلبه لانه بدون اغواء فهذا يثبت ما في داخل قلبه من شر والله لم يقسي قلبه بعد

الضربه الرابعه ضربة الذبان

8: 24 ففعل الرب هكذا فدخلت ذبان كثيرة الى بيت فرعون و بيوت عبيده و في كل ارض مصر خربت الارض من الذبان

8: 25 فدعا فرعون موسى و هرون و قال اذهبوا اذبحوا لالهكم في هذه الارض

8: 26 فقال موسى لا يصلح ان نفعل هكذا لاننا انما نذبح رجس المصريين للرب الهنا ان ذبحنا رجس المصريين امام عيونهم افلا يرجموننا

8: 27 نذهب سفر ثلاثة ايام في البرية و نذبح للرب الهنا كما يقول لنا

8: 28 فقال فرعون انا اطلقكم لتذبحوا للرب الهكم في البرية و لكن لا تذهبوا بعيدا صليا لاجلي

8: 29 فقال موسى ها انا اخرج من لدنك و اصلي الى الرب فترتفع الذبان عن فرعون و عبيده و شعبه غدا و لكن لا يعد فرعون يخاتل حتى لا يطلق الشعب ليذبح للرب

8: 30 فخرج موسى من لدن فرعون و صلى الى الرب

8: 31 ففعل الرب كقول موسى فارتفع الذبان عن فرعون و عبيده و شعبه لم تبق واحدة

8: 32 و لكن اغلظ فرعون قلبه هذه المرة ايضا فلم يطلق الشعب

ضربه اخري تؤكد ان قلب فرعون شرير من ذاته وليس باغواء لان السحره ليس لهم دور الان ويكمل فرعون في الخديعه والكذب والالتواء ورغم انه يعترف بلسانه بانهم لو صلوا لاجله سترتفع الضربه ولكن في قلبه شر ورفض واصرار وعناد وقساوه وحتي هذه الضربه لم يقسي الله قلب فرعون بعد ولكنه اثبت انه بالفعل شرير جدا وقاسي القلب بالطبيعه بعد اربع ضربات اثبت فيها هذا

ثم الضربه الخامسه ضربة وبأ البهائم

9: 1 ثم قال الرب لموسى ادخل الى فرعون و قل له هكذا يقول الرب اله العبرانيين اطلق شعبي ليعبدوني

9: 2 فانه ان كنت تابى ان تطلقهم و كنت تمسكهم بعد

9: 3 فها يد الرب تكون على مواشيك التي في الحقل على الخيل و الحمير و الجمال و البقر و الغنم وبا ثقيلا جدا

9: 4 و يميز الرب بين مواشي اسرائيل و مواشي المصريين فلا يموت من كل ما لبني اسرائيل شيء

9: 5 و عين الرب وقتا قائلا غدا يفعل الرب هذا الامر في الارض

9: 6 ففعل الرب هذا الامر في الغد فماتت جميع مواشي المصريين و اما مواشي بني اسرائيل فلم يمت منها واحد

9: 7 و ارسل فرعون و اذا مواشي اسرائيل لم يمت منها و لا واحد و لكن غلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب

ونلاحظ في هذه الضربه ان الرب اعطي انذار وفرصة يوم كامل للتوبه ولكن فرعون يصر علي غلاظة قلبه وشره وليتاكد البعض فتصريف الكلمه غَلُظَ يوكد انه غلظ من نفسه ولم يقسي الرب قلبه بعد

ثم تبدا المرحله الثالثه بعد انتهاء نصف الضربات وهي

ضربة الدمامل

9: 8 ثم قال الرب لموسى و هرون خذا ملء ايديكما من رماد الاتون و ليذره موسى نحو السماء امام عيني فرعون

9: 9 ليصير غبارا على كل ارض مصر فيصير على الناس و على البهائم دمامل طالعة ببثور في كل ارض مصر

9: 10 فاخذا رماد الاتون و وقفا امام فرعون و ذراه موسى نحو السماء فصار دمامل بثور طالعة في الناس و في البهائم

9: 11 و لم يستطع العرافون ان يقفوا امام موسى من اجل الدمامل لان الدمامل كانت في العرافين و في كل المصريين

9: 12 و لكن شدد الرب قلب فرعون فلم يسمع لهما كما كلم الرب موسى

وفي الضربه السادسه بعد ان اثبت فرعون شره وقساوت قلبه وعناده وكذبه بدا الرب يشدد قلب فرعون ليكمل باقي الضربات الاربع ليتمم الضربات العشر التي استمر شعب بني اسرائيل في تذكرها حتي الان وتبقي شاهد قوي علي عمل الله القدير

اذا لم يقسي الرب قلب فرعون من البدايه ولكن لما اثبت انه بالحقيقه شرير حتي بدون اغواء قسي الله قلبه ليكمل الضربات وهذا يتناسب مع فكر الكتاب

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 28

وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ.

إنجيل يوحنا 3: 19

وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.

ولمعرفة كيف قسي الله قلب فرعون نجد الاجابه في رسالة معلمنا يعقوب

13 لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا.

14 وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.

وايضا كما اوضح في ملف من الذي اغوي داود الله ام الشيطان

الخاتمه

ففرعون مثاله مثل اي شخص احب الشر فيسحب الله منه نعمته ويتركه للشرير فيخدع الشيطان هذا الانسان بسبب انجذاب الانسان الشرير الي شهواته الشريره وفرعون مثال لذلك رغم ان الله اعطاه فرص كثيره للتوبه ولكنه رفض واوضح له الله قوته بعجائب ولكنه استمر في عناده فسمح الله للشيطان يخدع فرعون فقسي قلبه بسماح من الله فاكمل الله الضربات ليثبت لشعبه وجميع الشعوب بما فيهم شعب مصر انه هو الرب القدير

7: 5 فيعرف المصريون اني انا الرب حينما امد يدي على مصر و اخرج بني اسرائيل من بينهم

( فالله لم يامر مترفين ليفسقوا في قريه او يضل من يشاء بدون سبب في اي وقت او يقبض قبضه ويلقيها في النار بدون سبب )

والمجد لله دائما- د غالى