القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

أحزاب «النيش» السياسي!بقلم حمدي رزق

النيش قطعة أثاث منزلية، دولاب زجاجي تحفظ فيه القطع الثمينة من الفضة أو الكريستال، القطع التى ترثها العروس من والدتها أو جدتها، يسمى دولاب الفضية، يوضع فى الصالون للعرض المنزلى.

أحزاب «النيش» السياسي!بقلم حمدي رزق

مجازا (نيش) لجنة شؤون الأحزاب يضم (90 حزبا) من فضة وكريستال، للعرض السياسى أمام الضيوف.

من بين (104 أحزاب) مسجلا فى قوائم لجنة شؤون الأحزاب، لم يظهر منها فى انتخابات مجلس النواب 2025، سوى (14 حزبا) ضمتها القائمة الوطنية من أجل مصر.

لا تثريب على الأحزاب التى غامرت بالمشاركة، وحازت نصف كعكة مجلس النواب، يكفيها شرف المحاولة والتمثيل النيابى المشرف، وماذا عن بقية الأحزاب، أحزاب (النيش)، هناك (90 حزبا) فى الحفظ والصون، لا تغادر موقعها من الإعراب، لا تشارك، لا تبدى حراكا، لم نسمع لها صوتا، لم ترفع لافتة، دخلت فى (بيات شتوى مستدام)، بالأحرى فى حالة (موات سريرى)، تنتظر تحرير شهادة الوفاة.. والدوام والبقاء لله.

هل ستظل هذه الأحزاب (المنشية) استشقاقا من (النيش)، هكذا ستظل محسوبة على الحياة الحزبية ظلما وعدوانا، ولا تشارك، مقاطعة طوعية اختيارية، ليتها قاطعت، والمقاطعة من الفعل السياسى السلبى، فحسب ذرا للرماد فى العيون.

أحزاب بالجملة والقطاعى محسوبة علينا بالباطل، أحزاب تأسست فى ظرف سياسى حكم التأسيس بالأخطار، وفق نظرية الحد الأدنى من العضوية، وفازت بالرخصة الحزبية، ونامت عليها حتى لم تصدر عنها ما يصدره النائم نوما عميقا.

أحزاب لم تشارك، ولن تشارك، وليس فى نيتها ولا مكنتها المشاركة، لماذا الإبقاء عليها، والصبر على تواجدها، كيف نهضم سياسيا بقاء مثل هذه الأحزاب التى اكتفت بالرخصة والمقر دون أن تبدى حراكا.

والسؤال إلى لجنة شؤون الأحزاب: هل هناك حيثية قانونية تضمن لهؤلاء البقاء دون حراك، وهل ستظل هذه الأحزاب على حالها، مراجعة قوائم هذه الأحزاب ضرورة لحياة نيابية حزبية سليمة.

حزب تمر عليه الانتخابات كل خمس سنوات وهو قاعد على قلبها لطالون، كيف يستمر حزب دون تمثيل برلمانى، وما هى وظيفة الحزب إذا لم يشارك فى الانتخابات بقدر يثبت أهليته للبقاء.

آخر الدواء الكى، حل هذه الأحزاب بتهمة السلبية السياسية، والإضرار العمدى بالحياة الحزبية، وإذا حالت الظروف السياسية دون حلها، مستوجب دمجها فى كتل حزبية متنافسة تضم كل كتلة تيارا يعبر عنه برنامج سياسى.

ثلاث كتل أو جبهات تحت أى مسميات، كتلة اليسار ورأسها (حزب التجمع) وتضم كل شتات الأحزاب اليسارية، وكذا كتلة يمينية رأسها (حزب الوفد) وتضم كل أطياف الأحزاب ذات الأفكار الليبرالية، وكتلة الوسط وتضم ثالوث الموالاة (مستقبل وطن، وحماة وطن، والجبهة الوطنية) ومن يشايعها فكريا.

لن نصبر على طعام حزبى واحد، فكرة القائمة الوطنية الموحدة، تشبه التورلى طبق خضار مُشكل، فكرة تختصر الحياة الحزبية فى طبق واحد، لن نصبر على طعام واحد، وشخصيا لا أفضّل التورلى ولا أستسيغ مذاقه، ولا أهضمه، يصيبنى بعسر هضم حزبى.

حمدي رزق - المصرى اليوم
07 ديسمبر 2025 |