القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مكانة المرأة في مصر القديمة

بمناسبة اقتراب افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى هو تاريخ ومعنى قبل أن يكون بنايات وجدراناً وسقوفاً، المتحف ليس مجرد أكبر متحف فى العالم، ليس مجرد ضخامة مبنى وقاعات تضم قطعاً أثرية نادرة ومتفرّدة، لكنه قصة جهد

مكانة المرأة في مصر القديمة

يقترب من المعجزة لأحفاد الحضارة المصرية القديمة، قاموا فيها بتشييد صرح وبناء هندسى مُبهر سيتحدث عنه التاريخ لقرون قادمة، ظهر فيه إلى جانب البعد الهندسى، البعد الحضارى والإنسانى، مهابة فن ورشاقة نحت وعظمة تاريخ.

يكفى أنك فى نهاية الدرج ستطل على أعظم مشهد للعجيبة الوحيدة الباقية على وجه الكرة الأرضية.. الأهرام، أتمنى أن تحكى حكاية هذا المتحف لكل طفل، ويعرف كل الناس أن عليهم واجباً وفرضاً،

وهو أن يصبحوا شعباً سياحياً بجد، يعرف أن السياحة من أهم الشرايين الاقتصادية والأعصاب الثقافية التى ستُعيد الروح والبهاء إلى جسد هذا الوطن، وفى هذا المقال سأقدم لمحة من لمحات تلك

الحضارة، وهو جانب تكريم المرأة، فمكانة المرأة فى مصر القديمة كانت متميّزة جداً، مقارنة بحضارات أخرى معاصرة، فقد تمتّعت بحقوق واحترام وتقدير لم توفّره أى حضارة أخرى، المكانة الاجتماعية.

كانت المرأة فى مصر القديمة تُعامل على قدم المساواة مع الرجل فى كثير من الجوانب الاجتماعية والقانونية، شاركت فى الحياة العامة، وأحياناً تولّت مناصب عُليا فى الدولة، مثل الكاهنات والطبيبات

والموسيقيات، الملكات مثل حتشبسوت ونفرتيتى وغيرهما، لعبن أدواراً سياسية مهمة، وأثرن فى تاريخ مصر والعالم، أما عن الحقوق القانونية فقد تمتّعت المرأة بالشخصية القانونية المستقلة، أى كان من حقها

امتلاك الأراضى والعقارات والذهب، وكان بإمكانها إبرام العقود، والمثول أمام القضاء، ورفع الدعاوى بنفسها، وفى حالة الطلاق، كانت تحصل على حقوقها المادية الكاملة، بما فى ذلك المهر والممتلكات المشتركة.

بالنسبة للأسرة والزواج، فقد كان الزواج فى مصر القديمة مبنياً على الاحترام والمودة، وليس مجرد علاقة سلطة، المرأة كانت سيدة بيتها، تدير شئون المنزل وتربية الأبناء، وأحياناً تشارك

زوجها فى التجارة أو الزراعة. ورد فى النصوص القديمة أن الرجل الصالح هو من يُسعد زوجته ويُكرمها، الإلهات المصريات مثل إيزيس وحتحور وماعت مثّلن رموزاً للحب، والعدالة، والخصب، وهو

ما يعكس التقديس الدينى للأنوثة، عبد المصريون القدماء المرأة فى صورة الإلهة الأم، التى تُنجب وتُعطى الحياة، فكان لها بعدٌ روحى عميق فى العقيدة المصرية، فى النقوش والجداريات، تم

تصوير المرأة دائماً بهيئة جميلة أنيقة، تقف بجانب الرجل بالحجم نفسه تقريباً، وهو دليل على المساواة والاحترام، عُرفت النساء فى مصر القديمة باهتمامهن بالفن والموضة والموسيقى والعطور.

هذا مجرد جانب مجهول من جوانب الحضارة المصرية القديمة، ادرس النحت ستجد عظمة المصرى القديم، وكذلك العمارة، وكذلك الهندسة، يكفيك أن تقف مندهشاً أمام لغز التحنيط وبناء الأهرامات وبناء المسلات، لنا أن نفتخر بحضارتنا المصرية القديمة، ونحتفى بهذا المتحف الذى يضم نفحات هذا المجد.

خالد منتصر - الوطن
28 اكتوبر 2025 |