القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

«كنت عايز أغسل عاري».. العم ذبح ابنة أخيه وجراح أعادها للحياة بمعجزة طبية

في لحظة تحولت طرقات مستشفى البدرشين إلى ساحة رعب، صرخات، هرج ومرج، دماء تتناثر في كل اتجاه، وفتاة ممددة على الأرض بين الحياة والموت. لم يكن أحد يتخيل إن الجريمة دي هتبدأ بـ "عار" في ذهن رجل، وتنتهي بـ معجزة طبية هزت وجدان جميع من شاهدوها.

«كنت عايز أغسل عاري».. العم ذبح ابنة أخيه وجراح أعادها للحياة بمعجزة طبية

في واقعة مروعة شهدتها مدينة البدرشين، تحول أحد أقسام الطوارئ داخل المستشفى إلى مسرح لجريمة بشعة، انتهت بمعجزة طبية أعادت فتاة إلى الحياة بعد محاولة قتلها على يد عمّها.

بدأت تفاصيل الحادثة عندما علم أحد الأشخاص بأن ابنة شقيقه "18 عاما"، حامل سفاحًا نتيجة علاقة غير شرعية مع شاب، فاستشاط غضبًا واعتبر ما حدث "عارًا" وجب غسله بالدم. وبعد أيام من تفكيره في الانتقام، قرر تنفيذ جريمته بطريقة صادمة.

تتبع الجاني الفتاة حتى مستشفى البدرشين العام، حيث كانت تتلقى الرعاية الطبية بعد تدهور حالتها الصحية. وبمجرد أن لمحها في أحد الممرات، اندفع نحوها ممسكًا بسكين، واعتدى عليها ذبحًا أمام العاملين والمرضى، وسط حالة من الذهول والهلع داخل المكان.

سقطت الفتاة غارقة في دمائها، والكل ظن أن حياتها انتهت. لكن مدير المستشفى، الذي يصادف أنه طبيب جراح، لم يفقد رباطة جأشه، وسارع بتجهيز غرفة العمليات لإنقاذها رغم خطورة حالتها.

بدأ سباق مع الزمن لإنقاذ حياة الفتاة، بعدما كانت رقبتها شبه مفصولة عن جسدها. النزيف كان شديدًا، وضغط الدم يهبط بسرعة، وكل دقيقة تمر كانت تُحسب بحياة كاملة.

الفريق الطبي تحرك كمن يخوض معركة حقيقية ضد الموت، يعملون في صمت وتركيز، يحاولون تثبيت العلامات الحيوية وإيقاف النزيف، بينما تتسابق أياديهم لإعادة الرقبة إلى مكانها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

خلال عملية جراحية استغرقت ساعات طويلة، حاول الفريق الطبي إعادة وصل الرقبة بالجسم بعد أن كانت شبه مفصولة نتيجة الجرح الغائر. استخدم الأطباء أكثر من 150 غرزة دقيقة في محاولة يائسة للحفاظ على حياتها، وسط مراقبة دقيقة لمؤشر نبضها وضغطها، الذي كاد يتوقف أكثر من مرة.

وبعد مجهود مضنٍ، نجح الفريق الطبي في تحقيق ما يشبه المعجزة الطبية؛ إذ استعادت الفتاة وعيها تدريجيًا، وعادت علاماتها الحيوية إلى الاستقرار، لتنجو من موت محقق في واحدة من أبشع حوادث العنف الأسري التي شهدتها المنطقة.

في المقابل، تمكنت الأجهزة الأمنية بقيادة العميد محمد الصغير رئيس مباحث قطاع الجنوب من ضبط المتهم والسلاح المستخدم في الواقعة. وبمواجهته اعترف بجريمته، مبررًا ما فعله بقوله: "كنت عايز أغسل عاري".

تحقيقات النيابة العامة ما زالت مستمرة لكشف الملابسات الكاملة للحادث، في وقت تتلقى فيه الضحية العلاج داخل المستشفى تحت إشراف طبي مشدد، وسط مطالبات مجتمعية بتشديد العقوبات على جرائم ما يُعرف بـ"غسل العار"، التي تزهق فيها أرواح بريئة تحت دعاوى زائفة.

مصراوى
26 اكتوبر 2025 |