القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

سبحان من سخر لنا ترامب! بقلم حمدى رزق

بقلم حمدي رزق

تحبه، ترفضه، لكن الشكر واجب للرئيس الأمريكى دونالد ترامب على موقفه من حق مصر التاريخى فى مياه نهر النيل.

سبحان من سخر لنا ترامب! بقلم حمدى رزق

لا تتعجب.. إنها إرادة الله، يحرك القضية على لسان ترامب، وقد خرس الرؤساء الأمريكيون من قبله عن قضية عنوانها الرئيسى (الحق فى الحياة)، مياه النيل مصدر الحياة للمصريين.

ترامب يكمل طريقا خطه فى عهدته الأولى، باتفاق توفرت عليه وزارة الخزانة الأمريكية، يجمع دول النهر الثلاث: مصر والسودان وإثيوبيا على كلمة سواء.

مسودة الاتفاق فى خزانة البيت الأبيض، اتفاق قانونى ملزم بتشغيل السد الإثيوبى وفقا للاتفاقيات التاريخية.. وانسحب الوفد الإثيوبى وتبعه الوفد السودانى قبل التوقيع مباشرة، ما أحبط ترامب تماما، وأسرها فى نفسه.

ترامب يعتقد، ونحن كذلك نعتقد، أن الاتفاق بات قريبا طالما استشرفه وتحدث به عالميا، ترامب عازم على إنجازه ويلح عليه إلحاحا، وإذا قرر ترامب توقع استجابة.

ترامب يمثل (فتوة) العالم الجديد، يأتى بالحقوق بـالنبوت، وما لا يأتى برضاء النفوس، يأتى بشج الرؤوس.

الجانب الإثيوبى سادر فى غيه، ويعاند، ويحك الأنوف، يحتاج إلى إظهار العين الحمراء ليرتدع، ويثوب إلى رشده، ويقلع عن عناده الذى كلفنا 13 عاما من مفاوضات ماراثونية انتهت باكتمال بناء السد، ويتشدق رئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد بافتتاحه رسميا فى سبتمبر المقبل رغم أنوفنا.

يقولها ترامب بثقة ونحن نثق فى وعده (وعد ترامب): أعتقد أننا سنتوصل لحل بشأن مسألة سد النهضة ونهر النيل.

توقعات متفائلة، سيتم توقيع الاتفاق قبل افتتاح السد، شرط افتتاح السد كما يفهم من تعجل ترامب الحل.

فى عالم يسوده الأقوياء، القضايا العادلة تحتاج إلى قوة تسندها، ليس كافيا عدالة القضية لتكسبها، الرأى العام العالمى للأسف مشوش تماما، أخشى مغيب عن عدالة الموقف المصرى، والجانب الإثيوبى يسوق مشروعه عالميا للتنمية على حساب المصريين.

عجبا، ترامب تحدث بلسان المصريين، خلال مؤتمر صحفى من البيت الأبيض (الاثنين) مع الأمين العام الحالى لحلف شمال الأطلسى (الناتو) مارك روت.

يتعجب الرئيس الأمريكى تماما من موقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة: حياة المصريين تعتمد على المياه فى النيل، لا أعرف كيف مولنا سد النهضة قبل أن نحل الأزمة بين مصر وإثيوبيا، وسنعمل على الحل بين مصر وإثيوبيا.

ليست أول مرة يتحدث فيها ترامب عن التورط الأمريكى فى تمويل السد بغباء تاريخى، الشهر الماضى، تحدث عن أزمة السد من خلال منشور على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث أكد أنه يستحق جائزة نوبل للسلام، لنجاحه فى فرض السلام بين مصر وإثيوبيا، رغم قيام الأخيرة ببناء سد ضخم يقلل من نسب مياه النيل لدولتى المصب السودان ومصر، (بحسب قوله).

ويعلم حجم التورط الأمريكى فى إقامة السد، وبحسب التغريدة التى نشرها فى 21 يونيو الماضى، قال ترامب إن بناء السد موّل بأموال أمريكية، وهى الخطوة التى وصفها بالـغباء.

نراهن على ذكاء ترامب، رهان حذر، ونشجع خطاه، ونشكره على كل حال، ما يسند الموقف المصرى قبل حماسة ترامب، عدالة القضية، والإدارة المصرية العاقلة تجاه قضية السد تكسب، دبلوماسية الصبر الجميل بعقلانية ومصداقية تنتج أثرها.

حمدي رزق - المصرى اليوم
16 يوليو 2025 |