نصف فرحة جماهير الريدز (ليفربول) الغامرة بالفوز فى الدورى الإنجليزى Premier League (المرة العشرين)، ذهبت إلى الملك المصرى محمد صلاح.

أغنيته The Egyptian King Mo Salah Mo، الشهيرة، تتردد فى جنبات ملعب أنفيلد، كل مشجع يود صورة مع الملك المصرى، صلاح لبى الأشواق كلها بصورة سيلفى كانت حديث العالم.
كل هذا الحب صحيح، من يحبه ربه يحبب فيه خلقه، وخلق كثير يحبون صلاح، الملك المصرى صار معشوق جماهير ليفربول، يطالبون بتمثال لصلاح فى قلب المدينة الشمالية (شمالى لندن).
فى ليفربول هناك متحف فرقة البيتلز الشهيرة، وجامعة رجل البر والإحسان السير جون مورس، وتمثال المغنية المحبوبة سيلا بلاك، يتساءلون بمحبة جارفة، فلم لا يكون لمحمد صلاح تمثاله بعد كل ما فعله من أجل المدينة؟.. إنه يستحق!!.
ماذا فعل صلاح لـليفربول لينال كل هذا الحب؟
يجيبك ستيف روثرام، عمدة المدينة: صلاح أثبت ويثبت أن ما يجمعنا فى هذه المدينة أكثر مما يفرقنا، كسر الحواجز والخرافات التى يستغلها البعض لتشويه صورة هذا المجتمع، لقد قدم صلاح لليفربول أكثر مما فعله سياسى أو حكومة!!.
فارق كبير أن تكون مصدر إلهام وسعادة للناس الطيبة، وتنثر البهجة على رؤوسهم، وترسم الفرحة فى وجوههم، وأن تكون كيّادًا، متعصبًا، ومثيرًا للفتنة، وخميرة عكننة بين الجماهير.
فارق بين صاحب السعادة محمد صلاح، الذى يتفنن فى إسعاد الجماهير، بلفتات إنسانية راقية، مستبطنا رسالة الرياضة السامية، وعنوانها الروح الرياضية، وبين شذاذ الآفاق من نجوم الكرة بين ظهرانينا، تفرغوا لإثارة الفتنة والبغضاء، وأشعلوا الكراهية بين الجماهير، ولا يصدر منهم سوى كل ما هو كريه وقبيح من القول والفعل.
صلاح أصبح رسول السعادة فى ليفربول، وعنوانه المحبة، وابتسامته فى الملعب وخارجه لا تفارق وجهه فتفتح له القلوب المغلقة.
من روحه وقلبه مصرى، قلبه مترع بالحب لكل الناس، وتتحدث كبريات الصحف الإنجليزية عن وفير عطائه، وإنسانيته وتواضعه ومحبته وابتسامته المشرقة فى عاصمة الضباب.
ترجمة كلام عمدة ليفربول ستيف روثرام أن منسوب الكراهية والعنصرية فى شمالى لندن انخفض مع وجود صلاح، هكذا برهنت دراسة لجامعة ستانفورد / كاليفورنيا توفر عليها أربعة من كبار الأساتذة قاموا بعمل استبيان لعشرة آلاف من مشجعى نادى ليفربول، وقاموا بعمل تحليل مضمون لـ 15 ألف تغريدة على موقع إكس.
انتهت الدراسة إلى أن جرائم العنف والكراهية ضد المسلمين والإسلام تراجعت فى شمالى لندن بنسبة 19% بسبب سلوك صلاح المتسامح، فضلا عن أن التغريدات المعادية للإسلام بين مشجعى ليفربول على مستوى العالم تراجعت بنسبة 50% بسبب أخلاقيات صلاح.
لمسات صلاح الحانية ليست كروية فحسب، بل إنسانية تماماً، معلوم، من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله فى جوف المخاطر، وهو قول مأثور شهير ما بين الناس، وضرب نجمنا العالمى صلاح مثلا فى جبر الخواطر، وترجمتها الإنسانية فى أبدع صورها.
تمثال صلاح فى ليفربول أتمناه من عمدة المدينة (من نسختين)، وهذا مجرد اقتراح، نسخة فى (ليفربول)، ونسخة فى (نجريج)، ما قدمه صلاح لمدينته ليفربول جزء يسير مما قدمه لقريته نجريج، وبين التمثالين يخفق قلب صلاح الكبير.