القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

دفع حياته ثمنًا لشهامته.. تفاصيل وفاة صاحب شركة سياحة داخل «أسانسير» خلال قطع الكهرباء

«أنقذ طفلا سودانيا عمره فوق الـ10 سنوات، طلعه من علبة الأسانسير، وهو جه يطلع اتزحلق».. أفراد أسرة محمود خطاب، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات السياحة، يروون تفاصيل مأساة مصرعه أمس، إثر سقوطه من المصعد ليلقى مصرعه داخل العقار محل سكنه في منطقة الطوابق فيصل بالجيزة، عقب انقطاع التيار الكهربائى.

دفع حياته ثمنًا لشهامته.. تفاصيل وفاة صاحب شركة سياحة داخل «أسانسير» خلال قطع الكهرباء

وفاة صاحب شركة سياحة في أسانسير خلال فصل الكهرباء

«خطاب»، حسب محمد كشك، شقيق زوجته، والذي تواصل معه «المصرى اليوم»، دُفن أمس بمسقط رأسه في محافظة القليوبية، وكان محبوبًا من الجميع ولا يتأخر عن واجب ويقدم يد العون لكل محتاج،

وحين نزل بالأسانسير في العقار الذي يقيم به كان برفقته طفل سودانى الجنسية بالطابق الـ11، وفجأة حدث عُطل إثر انقطاع التيار الكهربائى بينما كانا بين الطابقين السادس والسابع،

ولم يكن أمامهما سوى الخروج من «علبة الأسانسير»، فـ«خطاب» حمل الصغير وساعده في ذلك لكنه لم يتمكن هو من العبور إلى بر الأمان فتزحلق بسبب تعثر قدميه، فيما نجح الطفل لصغر حجم جسده.

أقارب الضحية صاحب الـ45 عامًا يشيرون إلى سقوط «خطاب» بـ«علبة الأسانسير»، وهو ما نتجت عنه الوفاة، وحين طالعوا جثمانه بثلاجة حفظ الموتى في المستشفى رأوا جُرحًا كبيرًا في الرأس وكدمات أخرى بالظهر، بينما باقى الجسد كان سليمًا، فالوفاة جرت في الحال جراء ارتطام الرأس الشديد.

قدره يموت بعد إنقاذ الطفل

«كشك»، نسيب الضحية، يقول إنّ الأسانسير دائمًا ما يتعطل وسكان العقار اعتادوا فتح الباب والخروج بطريقة ما، لكن قدر «خطاب» كان موته، بعد إنقاذه للشخص الذي كان رفقته «كان عمال يصوت وهو بيهديه»، مرددًا: «نسيبى على طول كان كده كويس، وفى حاله ومفيش على لسانه غير كله رايح، حين يعاتبونه على أن أشخاصا نصبوا عليه في فلوس أحيانًا تكون بآلاف الجنيهات».

عاد من العمرة ومات

عن جنازة «خطاب»، يحكى نسيبه إنه «كان طاير بالنعش، الرجالة كانت بتبكى عليه، وربنا كان مسهل له كل حاجة، مات واتدفن في نفس اليوم»، ويتوقف عن الحديث لثوانٍ، ويعاود كلامه: «تعرف لو كنت شفته أو كلمته تحبه على طول، كان شهم ورجولة».

الضحية تزوج قبل 15 عامًا، ولم يُرزق بأولاد، يقول أحد أفراد أسرته، وكان ينظر للأمر بأنه «كرم من عند ربنا»، وأكيد هيرزقه بالذرية الصالحة يومًا ما، وكان محبًا لزوجته «غادة» التي انتابتها مشاعر حزن بالغة بعد مأساة رحيل رفيق دربها، ولم تستطع التحدث إلى الناس بسبب الأزمة التي ألمت بها.

يوم 9 من إبريل الجارى عاد «خطاب» من رحلة عمرة بالأراضى السعودية، كأنها خاتمة أعماله، تحسبه أسرته «شهيدًا».

تفاصيل الواقعة

تحقيقات النيابة العامة توصلت إلى عدم وجود شبهة جنائية حول الوفاة، وصرحت بدفن جثمان الضحية.

البداية كانت بتلقى اللواء محمد الشرقاوى، مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة، إخطارًا من قسم شرطة الأهرام، بمصرع رجل أربعينى إثر انقطاع التيار الكهربائى بمحل سكنه إذ سقطت به «كابينة الأسانسير».

قوة من الشرطة توجهت إلى مكان الحادث برفقة قوات الحماية المدنية التي انتشلت الجثمان، وبناءً على قرار النيابة العامة نقل إلى ثلاجة حفظ الموتى لحين الانتهاء من مناظرته والتأكد من سبب الوفاة وعدم وجود شبهة جنائية.

المصرى اليوم
18 ابريل 2024 |