القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

«أشرف» من ماسح سيارات إلى دكتور جامعي: بفتخر بالماضي وبطمح للمستقبل

​ من رحم المعاناة يولد الأمل، كلمات هذا المثل تنطبق على قصة الشاب الثلاثيني أشرف إسماعيل، الذي نشأ في أسرة متواضعة الحال، لا تملك سوى غرفتين مسقوفتين بالبوص في إحدى قرى مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، لكنه لم ييأس وظل

«أشرف» من ماسح سيارات إلى دكتور جامعي: بفتخر بالماضي وبطمح للمستقبل

يتنقل بين عدة مهن مختلفة لتوفير نفقات تعليمه، بينها غسيل السيارات وسلالم العمارات السكنية، حتى تمكن بعد سنوات جهد من إتمامه والحصول على درجة الدكتوراة ليتم تعيينه مدرسًا في قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة دمنهور.

النشأة في أسرة متواضعة الحال

روى أشرف، صاحب الـ35 عامًا، خلال حديثه لـالوطن، أنه بالرغم من غنى أجداده الكبير، إلا أنه ولظروف معينة نشأ في أسرة متواضعة، مكونة من أب وأم و5 أبناء، يعيشون جميعا في غرفتين مسقوفتين بالبوص، ما جعلهم عُرضة لقسوة البرد والأمطار في الشتاء، وشدة الشمس في الصيف: كان في ركن واحد في الأوضتين مبتنزلش عليه مياه المطرة، فكنا بنحط سرير في الركن ده وجزء مننا ينام عليه والجزء تاني ينام تحت السرير.

في ظل هذه الظروف القاسية التي عاشتها أسرة أشرف، حيث يعمل الأب في الزراعة والعتالة الشاقة لإعالة أسرته، صمم الابن وهو في الثانية عشر من عمر، الوقوف بجوار والده، فكان ينهي يومه في

المدرسة صباحًا ويعمل رفقة والده مساءً، متكبدًا قسوة المهن: كنت بروح من المدرسة على الشغل مع أبويا، وفي مرة كنت بتكرم في المدرسة لأني طالع الأول وعملت أحسن مسرحية في اليوم ده وأحسن

رسمة ووالدي كان بيشتغل في مكان قريب، فسامع التكريم بتاعي وهما بينادوا اسمي في المايك ويكرموني، ولما استلمت الجوايز جريت على والدي، لقيته قاعد على الأرض ودموع الفرحة تنسال بغزارة على خديه.

الأب يتعرض لحادثة والابن يترك تعليمه

ظل أشرف، متفوقا، يخلق لنفسه حالة من التوازن بين العمل والتعليم، إلا أنه وقبيل دخوله امتحانات الصف الثالث الثانوي تعرّض والده لحادث أثناء العمل نتج عنه إعاقة في حركة الذراع ما أضعف قدرته على العمل فاضطر لترك

تعليمه من أجل الإنفاق على أسرته: لقيت نفسي مضطر أتفرغ للشغل علشان أشتغل وأعول والدي وده حرمني من دخول الامتحانات، وتخليت عن طموحي في التعليم، وحاولت اشتغل في أي حاجة لسنة كاملة، لحد ما اتعرضت لموقف غير حياتي.

لم يستسلم الشاب لحاله، بل قرر تغيير حياته ليسند أسرته: وأنا بمسح عربيات الصبح في عز التلج، لقيت طلاب في سني لابسين نضيف ورايحين المدرسة فنفسي صعبت عليا جدًا، فقررت العودة إلى الدراسة، وبالفعل رحت امتحانات الصف الثالث الثانوي وحصلت على نتيجة تراكمية للسنة الثانية والثالثة 84.7%، حيث حصلت على 97.9% في الصف الثاني الثانوي و70% في الصف الثالث.

التخرج والتعيين في الكلية

التحق أشرف، ابن قرية فرهاش بمركز حوش عيسى في محافظة البحيرة، بكلية الآداب قسم علم اجتماع جامعة دمنهور، وراح يستعيد تفوقه خلال سنوات الدراسة حتى تخرَّج بتقدير تراكمي امتياز، وأنجز بعدها مجموعة من الأبحاث ليتم تعيينه بالكلية ليصبح مدرسًا بالكلية ذاتها: كان عندي حلم واجتهدت في الكلية لحد ما جبت امتياز، وبعدين تدرجت حتى الحصول على الدكتوراه والتعيين في الكلية.

ألوان - الوطن
18 اغسطس 2022 |