القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

أنا جدع! ..بقلم دينا عبدالكريم

بقلم دينا عبدالكريم

البيئة هي إجمالى الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر على وجود الكائنات الحية على سطح الأرض، ويمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها لدرجة التعقيد، والتى تؤثر وتحدد بقاءنا في هذا العالم، هذا هو المعنى الاصطلاحى لكلمة بيئة.. لكن لا أعرف من الذي بدأ في ترويج واستخدام كلمة بيئة وربطها بالإسفاف في المظهر أو الأسلوب أو المحتوى.

أنا جدع! ..بقلم دينا عبدالكريم

الحقيقة أن لكل شخص أو مجموعة أشخاص منا (بيئة) تخصه هو وحده أو مجموعته، والحقيقة التي علينا مواجهتها أيضا هي أننا أصبحنا مجموعات منفصلة ومتمايزة جدا من حيث الخلفية الثقافية والاجتماعية، وأنك لا يمكن،

بأى حال من الأحوال، أن تخاطب الجميع برسالة واحدة، والحقيقة الأهم أن التعامل الفوقانى والطبقى مع من نعتقد أنهم ينتمون لـبيئة مختلفة هو تعامل ظالم ويزيد الفجوة والفرقة الثقافية التي نعانى منها بالفعل.

يوجد هناك بالتأكيد حلول لتقريب المسافات ومساحات لتلاقى البيئات ليس من ضمنها وصف وتمييز بعضنا لبعض ولا إطلاق مسميات البيئة بمعناها السلبى على أي منتج تنتجه بيئة مختلفة عن أفكارنا، خصوصا المنتج

الفنى، وأتحدث هنا عن الموسيقى بأكثر تحديد، موسيقى الشارع وموسيقى الميكروباص وموسيقى التيك توك واليوتيوب تعبر عن بيئات قد لا تشبهك شخصيا قارئ المقال العزيز، لكنها حتما تشبه أصحابها وتمثلهم وتعبر عنهم.

فشلت نقابة الموسيقيين في تحقيق أي تقدم في قضية صناعة الموسيقى ودخلت في مهاترات جدلية من نوع من منا أرقى وأفضل وأشيك!. الجهد المبذول يحتاج أن يكون في كفة صناعة المحتوى لهذا النوع من

الذوق ولا أعنى هنا استسلاما لفن هابط أو ذوق ردىء، لكنى أرى كل اليوم الفجوة بيننا تتسع وجمهور (هناك) لم يعد يسمعنا ولا يشبهنا ولا يهتم حتى برأينا المتعالى فيه، من يصنع المحتوى، من

يقدر على مخاطبة الفئة سى كما نسميها بلغة الصناعة، من يقدم لهذا الجمهور الواسع والعريض ما يرضى ذوقه بطريقته أولا، ثم يأخذه معه إلى مناطق نحسبها أعلى وأرقى وأكثر تهذيبا للذوق العام.

لا أريد أن أطيل في سرد دون أن أشاركك بمثل واضح وقريب، فتش واسمع أغنية شعبية تصنف مهرجانات اسمها (أنا جدع)، تلك الأغنية عمرها 4 سنوات أو أقل في رأيى هي أفضل نموذج لأغانى المهرجانات

والتى يمكن البناء على فكرتها واعتبارها نموذجا لمحتوى لا يؤذى ولا يضر ولغة تشبه سامعيها دون تعالٍ ودون تغرب عنهم!. أريد أن أحيى هذا الجدع الذي تحدث عن الجدعنة والوفاء بالوعد

والصداقة ووضعها في قالب شعبى مهرجاناتى أصيل، أريد أن نتعاون معه، وأن نكتشف مزيدا من الجدعان الذين يستطيعون مخاطبة الفئة الأخطر والأهم في مجتمعنا، من يستطيع أن يكتب ليرقص على

أغنياته الناس في الأفراح ويدندن كلماته جمهور التيك توك ويسمعه الملايين ويكون محتواه إيجابيا، ويعلى قيمة الشعبى الأصيل فوق الإسفاف المر الذي يؤذى ويضر ويصيب في مقتل وكل ما نفعله لمواجهته هو التعالى!.

دينا عبدالكريم - المصرى اليوم
23 يناير 2022 |