القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

هانى جرجس فوزى.. الله يرحمه ,, بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

وكتبت الفنانة نهى العمروسى: هانى جرجس فوزى تعب من عشرة أيام، وحس إن نهايته قربت، فكانت وصيته إنه لما يموت يدفنوه الأول وبعدين ينشروا خبر موته عشان ما يتعبش حد فينا. ألف رحمة ونور عليك يا حبيبى.

هانى جرجس فوزى.. الله يرحمه ,, بقلم حمدي رزق

بحثت حتى كللت عن مصدر خبر إسلام آخر سلالة المبدعين فى عائلة جرجس فوزى، فلم أعثر على مصدر، وتخفى وراء الأخبار جميعًا مصدر مقرب، ولو كان مقربًا لحفظ حرمة الميت، وكف عن تقليب جثمانه ليكشف عن ديانته ساعة موته.

صياغة الخبر شريرة وموحدة على الحوائط الإلكترونية، وكأنها بيان جرى توزيعه، للأسف كله كوبى بيست دون تحقق، صياغة تنطق بالفتنة نصًا: ورفض هانى جرجس فوزى إشهار إسلامه كى لا يثير فتنة بين أتباع الديانتين....

لو صدق المصدر المقرب لكان خيرًا له أن يصمت تمامًا عن سيرة الرجل، ما لم يعلنه المرحوم فى حياته سر بعد مماته، أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ.

إيمان المرء سر بينه وبين خالقه، ما لكم أنتم أهل الأرض، لماذا تثيرون فتنة بعد رحيله، ولماذا تقلقون الطوبة تحت رأسه؟!، الرجل بين يدى خالقه، فلتترفقوا بروحه.

عجيب أمرهم، غادرنا المبدع هانى جرجس إلى السماء، لماذا يحترب أهل الأرض، مسلم مسيحى يهودى.. هذا اختياره. شخصيًا، أدعو له بالرحمة والمغفرة، مسلمًا كان أم مسيحيًا، ولا يعنينى كونه أشهر إسلامه أو مات على صليبه، ولن يغير من تقديرى لشخصه وفنه كونه مسلمًا أو مسيحيًا أو حتى يهوديًا.. هذا شأنه، وخالقه سبحانه أعلم بما فى الصدور.

اغتيال فنان فى قبره، سواء كان بين المسلمين أو المسيحيين، تصرف محزن ومحبط ولا أخلاقى ولا إنسانى، فنان عاش لفنه، بيحب السيما، وإشكالية الديانة تجاوزها العقل البشرى.

عجبًا، لانزال نحترب على خانة الدين، ونميز، هذا مسلم وذاك مسيحى، ونستفتى فى جواز الرحمة على غير المسلم، ومن المُسَلَّم به قوله عليه الصلاة والسلام: إذا رأيتم الجنازة فقوموا.. وجاء فى بعض الروايات: قالوا: يا رسول الله إنها جنازة يهودى، فقال: أليست نفسًا؟، وفى لفظ: إنما قمنا للملائكة، وفى لفظ: إن للموت لفزعًا، كان عليه الصلاة والسلام إنسانًا يحترم الإنسانية مسجاة فى طريقها إلى الملكوت.

الحكى البغيض، والسعار الإلكترونى، ومحاكمة الجثمان دينيًا جد فظيع، كيف أصبحنا هكذا نُساق قطيعًا وراء مصادر مجهولة.. لماذا تثيرنا خانة الديانة، وتحك أنوفنا حكايات التنصير والإسلام؟!.

ونختم من الكتاب الكريم: وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (الكهف/ 29)، ولَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (الغاشية/ 22)، وإِنَّكَ لَا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (القصص/ 56). هكذا تعلمنا وتأدبنا.. ونخشى.. إن للموت لفزعًا.

حمدي رزق - المصرى اليوم
23 يونيو 2021 |