مع حلول عيد العنصرة، تبدأ تساؤلات بعض المسيحيين حول لماذا تصوم الكنيسة صوم الرسل، وعدد أيام الصيام؟، حيث يصوم المسيحيون صوم الرسل عقب فترة الخماسين المقدسة التي تنتهي بعيد العنصرة، وفي وسط إجراءات احترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، ومع غياب بعض المسيحيين عن الكنائس المغلقة يعود السؤال: لماذا تصوم الكنيسة صوم الرسل، وعدد أيام الصيام؟ للظهور عبر محركات البحث.
لماذا تصوم الكنيسة صوم الرسل؟.. وعدد أيام الصيام؟
يقول البابا شنودة الثالث في كتاب كلمة منفعة، إنه لا يجب أن يستهن أحد بصوم آبائنا الرسل، حيث يعد أقدم صوم عرفته الكنيسة المسيحية وذلك في كل أجيالها، استدلالا على قول الكتاب المقدس: "ولكن حينما يرفع عنهم العريس فحينئذ يصومون".
صام الآباء الرسل في الكنيسة الأولى صيام الرسل الذي جاء بمثابة بداية لخدمتهم مثلما فعل السيد المسيح، حيث إنه قبل بدء خدمته صام أربعين يوما وأربعين ليلة على الجبل، وبالتالي هو صوم خاص بالخدمة والكنيسة.
ويذكر البابا شنودة في كتابه أنه قيل عن معلمنا بطرس الرسول إنه صام إلى أن "جاع كثيرًا واشتهى أن يأكل" (أع 10: 10). وفي جوعه رأى السماء مفتوحة، ورأى رؤيا عن قبول الأمم.
أيضا جاء في الكتاب المقدس: "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتها إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادي، ثم أطلقوهم. فهذان إذ أرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية" (أع 13: 2-4).
وتبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صوم الآباء الرسل، اليوم الموافق 21 من شهر يونيو، وذلك بانتهاء فترة الخماسين المقدسة بيوم عيد حلول الروح القدس المعروف باسم عيد العنصرة، ويستمر صوم الرسل حتى 21 يوليو المقبل أي أنه سيستغرق شهرا كاملا.
صوم الرسل من الدرجة الثانية
يعد صوم الرسل واحد من أصوام الدرجة الثانية، وذلك بحسب تقسيم أصوام الكنيسة المقسمة إلى درجتين الأولى تتضمن الصوم الكبير وصوم الأربعاء والجمعة، بحيث يكون أشد نسكا ويكون فيه صوم بالانقطاع عن الطعام لفترات طويلة من النهار، وبعدها تناول مأكولات نباتية فقط، بينما اصوام الدرجة الثانية مثل صوم الميلاد والعذراء والرسل يسمح خلاله بتناول الأسماك والمأكولات البحرية.
