القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الموجة الرابعة؟! .. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

إذا.. أداة شرط غير جازمة، تدل على ظرف الزمان المستقبلى المبنى على السكون، مثال ذلك: إذا أقبلَتِ الدنيا على المرءِ أعارتْهُ محاسنَ غيرِه، وإذا أدبرَتْ عنْهُ سلبتْهُ محاسنَ نفسِهِ.

الموجة الرابعة؟! .. بقلم حمدي رزق

لجأت الدكتورة رنا الحجة، مدير إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية لاستخدام إذا غير الجازمة تحذيرًا من موجة رابعة متوقعة من فيروس كورونا، نصا: إذا استمرت نسبة التلقيح منخفضة، ولا توجد إجراءات احترازية كافية، ستكون هناك موجة رابعة!!.

حديث الموجة الرابعة فى قلب الموجة الثالثة جد مزعج، لَم نُحْصِ بَعْد خسائر الموجة الثالثة فى الأرواح.. تحصدها بالآلاف، غريب وعجيب هذا الفيروس، يتحور فى موجات متلاحقة تضرب شواطئنا بقسوة.

الموجة بتجرى ورا الموجة عاوزه تطولها، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، يحذر من الموجة الرابعة، نصا: فيروس كورونا لا يزال متواجدا فى مصر والعالم وهناك تحورات كثيرة، ومن الضرورى إقبال المواطنين للحصول على لقاح كورونا ما يزيد المناعة للحد من حدوث موجة رابعة فى مصر.

سبقتنا تونس ودخلت رغم أنفها الموجة الفيروسية الرابعة، ومعلوم كلمة السر فى الحالة العربية تونس، وأعلن فوزى المهدى، وزير الصحة: إن البلاد دخلت رسميًا فى الموجة الرابعة من فيروس كورونا المستجد، وهناك 18 ولاية تونسية تعد من المناطق الخطرة، نظرًا لارتفاع معدل الإصابات بالفيروس التاجى.

حديث الموجة الرابعة من الوباء يسرى وتدركه العقول بلا عنـاءِ، معلوم صعب التمييز بين الموجات الفيروسية المتلاطمة، ويستحيل التيقن من نهاية موجة وبداية موجة، كلها توقعات مبنية على مؤشرات رقمية لا تعبّر بحال عن أحوال العدوى الفيروسية.. يكنفها الغموض!.

حديث الموجة الرابعة جد مقلق، الوباء مطوّل معانا، وعليه مستوجب الإقلاق الصحى حتى لا تستنيم الكثافات البشرية إلى التوقعات المتفائلة، وتعود ريمة إلى عادتها الكارثية فى الاختلاط والتجمعات والأحضان والقبلات.

حذارِ، الموجة الرابعة ستكون جد خطيرة، الموجات الثلاث حصدت أرواحا، فقدنا أحبابا كثرا، يستوجب الإنصات إلى حديث الموجة الرابعة، وننفر فرادى وجماعات إلى التطعيم، اللقاح هو الحل، يستوجب الذهاب سريعا إلى مرحلة مناعة القطيع، ومع نهاية العام الجارى مستوجب تطعيم 50 مليون مصرى على أقل تقدير بجرعتين بينهما فاصل زمنى.

أخشى من الموجة الرابعة لأنها تأتى بعد أن خارت مقاومة البعض، وزهق البعض، وملل الناس، وتعب البيوت من المطهرات، والكمامات على أنوف لا تشم سوى روائح الفيروس الكريهة فى الأجواء.

حديث الموجة الرابعة أرجو أن يتناوله متخصصون مؤتمنون، كفى اجتهادات لا ترقى لمستوى التوقعات، مهم تسييد المعلومات، ونزول الأطباء الثقات إلى الفضاء الصحى بمعلومات موثقة.

الموجة الرابعة يقال إنها الأخطر، ويقال الكثير عن تحور الفيروس تخويفا.. وللأسف، تروج بين العامة مقولات فيها استهانة بالخطر الداهم، اللى عدى الموجة الأولى والثانية والثالثة يعديها، وهذا شعور جد مخدر،كاذب وزائف وخطير يدخلنا الموجة الرابعة قبل حلول الشتاء!.

حمدي رزق - المصرى اليوم
12 يونيو 2021 |