محمد جابر ومحمود السيد، شابان الأول من محافظة بني سويف والثاني من محافظة بورسعيد، جمعهما القدر منذ 5 أيام تحت سطح المياه أمام مرسى المعديات العابرة بين ضفتي قناة السويس في بورسعيد، للمساهمة مع آخرين في إنقاذ أسرة سقطت سيارتهم في المياه أمام مرفق المعديات.
بائع متجول للفوانيس حضر من محافظة بني سويف إلى بورسعيد بحثًا عن "لقمة العيش"، هكذا بدأ محمد جابر، حديثه:" لدي 3 أبناء، ويوم الواقعة كنت أبيع فوانيس في المعدية، وشاهدت لحظة سقوط السيارة في المياه، فألقيت بنفسي في المياه دون تردد في محاولة لإنقاذهم".
وأكمل حديثه: "نجحت في إنقاذ الطفلة، بمساعدة شاب اسمه (محمود) كما ساهمت في إخراج والدتها ووالدها وخضور فرق الإنقاذ سريعًا ساعدنا في ذلك، وليس لي طلبات سوى مصدر رزق ثابت لي من أجل أسرتي وأبنائي".
وبتواضع تحدث محمود أحمد السيد، من محافظة بورسعيد:"كنت في السيارة المقابلة للسيارة التي سقطت في المياه، وفور سقوطها سبقني شاب إلى المياه وأنقذ الرجل وخرج ولم أراه بعدها، كما لم يظهر في وسائل الإعلام".
وتابع حديثه:"أنقذت الطفلة انا ومحمد، التي كانت قد تحركت بعيدة عن السيارة لمسافة 15 متر، ولم نتمكن من الوصول إلى الطفل كونه على عمق 18 مترا والدنيا مظلمة"، وليس لي اي طلبات فأي شخص لديه شهامة ورجولة سيقوم بنفس ما قمت به".
وكانت قد نجحت جهود فرق الإنقاذ التابعين لهيئة قناة السويس بالتعاون مع عدد من المواطنين في انتشال 4 أشخاص كانوا داخل السيارة، وهم: مصطفى شكري الزامك، 40 عامًا، ولاء أمين محمد، 39 عامًا، وملك مصطفى شكري، 11 عامًا، ومازن مصطفى شكري، 9 أعوام، وتوفى الأخير أثناء تلقيه العلاج في المستشفى، كما نجح رجال هيئة قناة السويس من خلال الرافعة العائمة "زكي يونس" في انتشال السيارة من المياه.
وكشف شهود عيان أنه عقب وصول المعدية "سيناء 8" إلى مرسى معديات بورسعيد قادمة من مدينة بورفؤاد سقطت سيارة من مؤخرة المعدية في المياه بعدما رجعت إلى الخلف وتجاوزت باب المعدية، وانتقلت فرق الإنقاذ إلى مكان الواقعة فور وقوعها.
