أزمات مادية ومصاعب في الحياة تصيب بعض الشباب، الأمر الذي يدفعهم أحيانا للسير خلف استغلال كافة الفرص المتاحة أمامهم لسداد ديونهم، سواء أكانت محرمة أم لا، ولكن البعض يتمسك بتربيته السليمة والأمانة التي تربى عليها منذ الطفولة، وهو ما جسده عامل غسيل السيارات هشام السيد، بإعادة مبلغ 100 ألف جنيه إلى صاحبها، رغم ديونه المتراكمة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
لم يتوان هشام السيد محمد، صاحب الـ33 عامًا، ابن مركز كفر صقر التابع لمحافظة الشرقية، لوهلة واحدة في التفكير بشئ سوى الأمانة التي تربى عليها على ايدى والديه من الصغر، وفقا لما رواه لـالوطن: أنا كنت مخلص شغلي في مدينة الرحاب وتحديدا في مجموعة 131 بالرحاب 2، وبالصدفة لقيت كيس أسود فوق أحد العربيات.
وبمجرد رؤية هشام للكيس، شك في وجود شئ مهم بداخله، نظرًا لوجوده بتلك الطريقة أعلى السيارة: أول ما فتحته لقيت مبلغ كبير جدا، روحت قايل لزميلي اللي ماسك منطقة العربيات دي، ومبلغ فرد الأمن.
وحدثت الواقعة في الساعة 10 والنصف صباح اليوم، بحسب هشام: بمراجعة كاميرات المراقبة، تبين أن أحد الأشخاص وضع الكيس على سيارة جاره، وتحرك بسيارته دون أن يتذكر أخذه معه، وبالتواصل معه أكد على أن المبلغ 100 ألف جنيه.
وسرعان ما جاء الرجل لاستلام المبلغ الخاص به، ولكنه فاجئ هشام برد فعله الغير متوقع: الراجل حتى موقفش يشكرني، جه عد الفلوس وخدها ومشي على طول، الله أعلم بظروفه مش عاوز أظلمه.
ديون كورونا لم تغويهشام
وعلى غرار أقرانه من الشباب، سافر هشام إلى السعودية للعمل هناك، ولكن رحلته في السفر لم تستمر سوى 3 أشهر فقط: كورونا أول ما جات ورجعوا عدد من المصريين الموجودين في السعودية كنت أنا منهم.
واستطرد هشام حديثه: لما رجعت ملقتش شغلي القديم كمشرف على عمال غسيل السيارات، لاضطر للعمل في غسيل العربيات من جديد ولكن لدى بعض العملاء بالمنطقة فقط، ورغم الديون اللي تراكمت عليا بسبب كورونا ولكن عمري ما أفكر إني ادخل فلوس حرام على ولادي الأربعة.
