يقدم الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي، ومدير مكتبة الإسكندرية بعض المواقف الطريفة التي تعرض لها عمله مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، سكرتيرا لرئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة، عبر مذكراته الرواية.. رحلة الزمان والمكان والصادرة حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، ومنها شرط غريب للرئيس الأسبق والذي أرغمه على تناول بطيخة كاملة!
وأضاف الفقي، كان الرئيس مبارك قد علم بغرامي الشديد بالبطيخ، عندما شاع هذا الأمر لدى كثير من العاملين في مؤسسة الرئاسة، وأتذكر أنه في يوم خميس من أحد شهور الصيف، ذهبت إلى الرئيس مبارك، أستأذن في قضاء يوم العطلة مع أسرتي في المعمورة، بعيدا عن استراحة برج العرب حيث كان يقيم فقال لي: وما الداعي لأن تسافر ثم تعود؟ امكث هنا واسترح كما تشاء.
وأوضح: ولما ألححت عليه، قال لي -وكان من المعروف عن الرئيس الأسبق أنه خارج العمل لطيف المعشر ودود ومحب للآخرين- إنه يشترط للموافقة على الاستئذان أن ألتهم بطيخة كاملة لأنه
عرف أنني مولع بالبطيخ، ونادى على الحاج (علواني) السفرجي، فأحضر بطيخة متوسطة الحجم، وبدأ في تقطيعها لي أمام الرئيس، وقررت أن أبدأ بالجزء الأفضل وهو قلب البطيخة لكن الحيلة
لم تنطل على الرئيس، وقال: إنك مطالب بأكلها كلها، وبدأ الحاج علواني تقطيعها كاملة، وبالفعل التهمتها كلها مكرها، ثم بدأت آلام في البطن وشعور بالغثيان وقضيت يومي العطلة في
دورة المياه باستراحة برج العرب، وكان الرئيس شامتا في لطف ورقة متسائلا: لمذا لم تقم بإجازتك! أنا موافق، لكن كان من الصعب للغاية في ظل الآثار الجانبية لالتهام بطيخة كاملة.
ويختتم الفقي الحكاية: ظلت القصة موضع تندر بين الزملاء العاملين في سكرتارية الرئيس، ولقد آمنت يومها أن لكل شيء حدا معينا مهما كان تعلق المرء به، فحتى البطيخ الذي أعشقه سبب لي حالة من الإشباع والرغبة في القيء والمراطبة في دورة المياه، فالشيء الذي يحبه الإنسان إذا أسرف فيه انقلب عليه فالوسطية هي صمام أمن الحياة وهي فلسفة الوجود.
