القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مشروع «التجلي الأعظم» يغير خريطة السياحة الدينية في العالم

بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها دول العالم جراء كارثة وباء كورونا؛ وإغلاق كثير من الدول على نفسها خشية تفاقم الأوضاع؛ أيضًا هناك دول سخرت كل إمكانياتها لخدمة القطاع الصحي لمواجهة هذه الموجة من فيروس كورونا؛ ولكن كانت مصر ذات نظرة ثاقبة في اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات التي تحد من خطورة الفيروس على المواطنين إلى جانب دعمها الدائم والمستمر لقطاع الصحة.

مشروع «التجلي الأعظم» يغير خريطة السياحة الدينية في العالم

وعلى الصعيد الآخر قررت الحكومة المصرية الاستمرار في برنامج الإصلاح الاقتصادي على كافة الأصعدة ومنها الاستمرار في الاكتشافات الأثرية وكذلك تطوير المناطق السياحية المهملة، ومنها منطقة سانت كاترين، إذ ينفذ مشروع "التجلي

الأعظم" فوق أرض السلام، الذي يهدف لإنشاء مزار روحاني بالمدينة، وهى منطقة فريدة من نوعها على مستوى العالم؛ إذ تجلى الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسى عليه السلام، وفقا لتصريحات وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عاصم الجزار.

وعن أهمية هذه المنطقة سياحيا وأهمية تطويرها يقول الخبير السياحي ومستشار وزير السياحة السابق وليد البطوطي؛ إن منطقة التجلي الأعظم بسانت كاترين من أهم المناطق في العالم من حيث السياحة

الدينية لانها غير مقتصرة على ديانة معينة، فهي يأتي إليها المسيحي واليهودي والمسلمين أيضًا وتطوير المنطقة يهدف إلى إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، في ضوء المكانة

العظيمة التي تتمتع بها مدينة سانت كاترين، والتي ستغير خريطة السياحة الدينية في العالم؛ وهي منطقة فريدة من نوعها على مستوى العالم، وتمثل مقصدا للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية، لجميع سكان العالم.

ويضيف البطوطي أن من المميزات لتطوير هذه المنطقة أو الاهتمام بها هو ربط المدينة مع باقي المنطقة الساحلية الممتدة بين الطور وشرم الشيخ ودهب، وهو ما يعني زيادة إعداد السائحين نتيجة العمل على تسويق المدينة

عالميا كوجهة للسياحة الروحانية؛ إذ أن مدينة سانت كاترين، لها قيمة تاريخية وروحانية كبيرة جدا، وتعد ملتقى للديانات السماوية الثلاث؛ موضحًا أن دير سانت كاترين مسجل على قائمة التراث العالمي، منذ عدة سنوات.

ويقول مستشار وزير السياحة الأسبق إن أعمال التطوير سوف تراعي عدم المساس بموقع الوادى المقدس، وكذلك الجزء الرئيسي من المحمية الطبيعية، والتأكيد على عدم إقامة أي مبان بهذه المواقع، حفاظا على قدسية وأثرية هذه المواقع؛

وكذلك ترميم بعض الكنائس داخل الدير، مثل كنيسة اسطفانوس ويوحنا، ووضع نظام إطفاء تلقائي، وتحذير ضد الحريق شامل؛ أيضًا سيتم تطوير منطقة وادى الدير، بوضع نظام إضاءة مناسب، وإزالة الأعمدة الكهربائية من باب السلسلة حتى مدخل الدير.

وعن أهمية هذه المنطقة بخلاف تجلي الله سبحانه وتعالى على سيدنا موسى يوضح البطوطي أنها تشمل جبل موسى وحديقة الدير، والتي تتمتع بمجموعك من الأشجار النادرة؛ و3 آبار، و3 عيون تاريخية، ومنحل عسل، ومعصرة زيتون، وكانت ضمن المعايير الذى سجلت منطقة سانت كاترين تراث عالمي باليونسكو عام 2002.

يذكر أن أعمال التطوير ستشمل تركيب كاميرات حرارية أعلى قمم الجبال، وربطها بالأكمنة لكشف حركة الأجسام عن بعد، وتطوير أماكن الجذب السياحية حول الدير، وتطوير طريق وادى حبران بدير سانت كاترين، وهو

طريق تاريخي؛ إذ عبره نبى الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادي المقدس، واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج من ميناء الطور إلى سانت كاترين؛ أيضًا هناك عدة دراسات تجرى حاليا لإعداد مشروع للصوت والضوء بالوادي

المقدس، وإنشاء "تيلفريك" للوصول إلى جبل موسى، والجبال الشهيرة بالمنطقة؛ كما تم الانتهاء من ترميم الجزء الشرقي من مكتبة دير سانت كاترين، كما رفعت كفاءة وإعادة فهرسة المخطوطات، وتنظيم قاعات

المكتبة، وتوفير كل وسائل الحماية للمخطوطات، منها عمل أغلفة تقاوم الحرائق والمياه الناتجة عن السيول؛ مع ترميم لوحة الفسيفساء، أقدم وأجمل فسيفساء في العالم بكنيسة التجلي، تعود إلى القرن السادس

الميلادي، وهى من قطع ملونة من الزجاج على أرضية من الذهب المعتم، رممت منذ عام 2005، بواسطة بعثة إيطالية برئاسة الدكتور روبرتو ناردي، وافتتحها وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني في ديسمبر عام 2017.

الدستور
20 فبراير 2021 |