القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

صور| الحب يقهر التنمر: عبدالرحمن ومنار.. أبطال في العشق والحياة

لكل منهما قصته المُلهمة وإنجازاته الشخصية على الصعيدين المهني والرياضي، ولكل منهما أيضًا رحلته القاسية مع مجتمع لا يعي معنى أن تولد مُختلفًا، لكن عبدالرحمن ومنار تمكنا معًا من قهر ومواجهة التنمر بالحب، حتى يستطيعا استكمال السير معًا.

صور| الحب يقهر التنمر: عبدالرحمن ومنار.. أبطال في العشق والحياة

بين ثلاثة إخوة، وُلد عبدالرحمن محمد بركات، 27عامًا، مختلفًا؛ إذ يعاني من التقزم، لكن اختلافه عن أخوته وعن من حوله لم يعق تقدمه وتميزه دراسيًا ثم مهنيًا ورياضيًا.

في التاسعة من عمره، كان التايكوندو وسيلة أسرته لتعليمه أساليب دفاعية خشية قسوة الآخرين عليه في مقابل ضآلة جسده وقصر ساقيه، ومع الوقت لقن عبدالرحمن المتنمرين درسًا مفاده أن لديه وسائل دفاعية مصدرها إيمانه بقيمته الإنسانية والأخلاقية بالإضافة إلى لياقته البدنية.

كانت الدراسة على رأس سلم أولويات عبدالرحمن، حتى تخرج من كلية التجارة بأكاديمية الشروق بتقدير امتياز، وعمل محاسبًا بالبنك الأهلي المصري، لكنه لم يكتف بتفوقه الدراسي والمهني؛ بل تمكن من تحقيق إنجاز رياضي؛ إذ أصبح كابتن فريق كرة القدم لمنتخب مصر للأقزام، وحصد مع الفريق ميدليات وبطولات على الصعيدين المحلي والدولي.

رغم تفوقه المهني والرياضي لم يكن عبدالرحمن يفكر في الارتباط والزواج؛ خشية انجاب أطفال أقزام، حتى ظهرت منار في حياته، وغيرت رأيه تماما.

منار مسعد، 23 عامًا، فتاة متفوقة دراسيًا ورياضًا، تعمل في قطاع السياحة منذ حصلت على بكارليوس التجارة من جامعة قناة السويس، فضلًا عن كونها بطلة الجمهورية في ألعاب القوى عن العامين 2019/ 2020؛ إذ ظفرت بذهبيتين في الوثب والرمح ببطولة الجمهورية التي تنظمها اللجنة البارالمبية.

رغم تفوق منار وظيفيًا ورياضيًا، لم تفلت من نظرات المتنمرين لقصر قامتها؛ الأمر الذي كان يدفعها للانعزال والانطوايئة قسرًا على حد تعبيرها؛ لذلك لم تكن أيضا تفكر في الارتباط، مكتفية فقط بلقاء زملائها من مجتمع قصار القامة في أوقات استثنائية؛ حتى التقت عبد الرحمن لتتغير نظرتها.

الصدفة تلعب دورها

جمع عبدالرحمن ومنار شغفهما بممارسة الرياضة؛ إذ التقيا للمرة الأولى حين كانت تشاهده بإحدى مباريات منتخب كرة القدم، في بطولة الاتحاد الدولي للأقزام، التي أقيمت بشرم الشيخ، مارس الماضي، بمشاركة منتخبات الأردن وسيراليون وكينيا والمجر والمغرب، حيث يقع مقر عملها كإدارية، بفندق هيلتون الشلالات بشرم الشيخ.

الحب في مواجهة التنمر

قرر عبدالرحمن بعد لقائه بمنار أن يستكمل السير معها في مواجهة المجتمع، لأن وجودها بمثابة الوقود الذي يدفعني لاستكمال السير مهنيا ورياضيًا، على حد قوله، بينما ترى هي أن وجوده غير نظرتي للحياة وجعلني أقوى في مواجهة التنمر.

يتشارك عبدالرحمن ومنار حلو الحياة ومُرها، معًا أقوى أمام نظرة المجتمع، حسب تعبير منار، مؤكدة: حين كنت أتعرض إلى نظرة تؤلمني كنت اتخطاها بصعوبة، أما برفقته أصبحت أنظر إلى المتنمرين بشفقة؛ نظرًا لضيق أفقهم، والآن حين نتعرض معًا لنظرة سلبية من قبل المتنمرين ينظر كلانا للآخر ونضحك.

يخشى عبدالرحمن أن يظل المجتمع غير قادر على احترام الاختلاف قبل أن ينجبا طفلهما الأول؛ لكنه يؤكد أنهما سيدعمانه ليقوى على مواجهة سلبيات المجتمع.

وتستكمل منار كلمات زوجها بـ سندفعه معًا للأمام ونعلمه ألا يلتفت إلى نظرات المتنمرين الهدامة؛ ليعي أن النقص والقصور في عقولهم لا في قصر ساقيه، وسيكمل مسيرته قويًا متميزًا كما والديه.

للحلم بقية

يحلم عبدالرحمن ومنار بشكل عام أن يتغير المجتمع؛ إلا أن لكل منهما حلمه الخاص؛ إذ يتمنى هو مشاركة منتخب مصر لكرة القدم، بطولات قارية وعالمية، عقب تدشين اتحاد رياضي خاص للأقزام، فيما تحلم منار باستئناف عملها في السياحة، وتخطط لتعلم اللغات لتصبح مرشدة سياحية، مع تأكيد أن الحب قادر على مواجهة التنمر.

المصرى اليوم
14 فبراير 2021 |