القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مخرجه مصري والقضاء يقرر حجبه.. قصة فيلم يسيئ للرسول والكنيسة تستنكر

ألزمت محكمة القضاء الإداري، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بحجب الروابط الإلكترونية على موقع يوتيوب داخل مصر، التي يُعرض عليها الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم تحت أي مسمى، ووقف تنفيذ القرار السلبي بامتناع المجلس

مخرجه مصري والقضاء يقرر حجبه.. قصة فيلم يسيئ للرسول والكنيسة تستنكر

الأعلى لتنظيم الإعلام، عن إصدار أي قرارات في هذا الشأن، وهو الحكم الذي أعلن المجلس احترامه له ولأحكام القضاء وأنه سيتم تنفيذه وفقا لألية التعامل مع مثل هذه القضايا، بالتعاون مع الجهات ذات الصلة كالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.

الفيلم ظهر للعلن لأول مرة في 2012

والفيلم المشار إليه كان قد تسبب في أزمة كبرى خلال عام 2012م، حيث استغل بعض المتطرفين خارج مصر في الإساءة إلى الإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم- بالإعلان عن فيلم مسئ للنبي محمد في الولايات المتحدة، وتحديدًا في سبتمبر 2012م.

إذ أعلن بعض هؤلاء المتطرفين بالاشتراك مع القس الأمريكي المتطرف، تيري جونز، صاحب دعوى إحراق المصحف الشريف، عن تنظيم، ما سموها محاكمة شعبية للرسول عليه الصلاة والسلام، في ذكرى أحداث هجمات سبتمبر، داخل كنيسة القس في ولاية فلوريدا، وسط تغطية إعلامية كبيرة من القنوات التليفزيونية الأمريكية المحلية.

متطرفون في أمريكا روجوا للفيلم مع تشكيل محاكمة للرسول

وأعلن المتطرفين المشار إليهم على صفحاتهم على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تشكيل المحاكمة من القس وايتني ساب، وتيد جيت، وأسامة دقدوق، ويشترك بها كمراقبين موريس صادق،

وإيليا باسيلي، وإيهاب يعقوب، وتسعى لتحميل الرسول عليه الصلاة والسلام مسئولية هجمات سبتمبر، والتشكيك في الإسلام، وأنه ليس رسالة سماوية بل هو اختراع بشري، وأنه لا يحمل

سلاماً للأرض بل يحرّض على كراهية البشر وسفك الدماء، وذلك من أجل إصدار حكم بالإعدام في حق الرسول عليه الصلاة والسلام، وأطلق المتطرفون على المحاكمة (اليوم العالمي لمحاكمة محمد).

وقال المتطرفون في إعلانهم، أنهم سيعرضوا فيلمًا مسيئًا للرسول صلى الله عليه وسلم، قبل بدء المحاكمة، من إنتاج الهيئة العليا للدولة القبطية المزعومة التي يترأسها كل من عصمت زقلمة، وموريس صادق، والذى استغرق إعداده 3 سنوات، ومدته 3 ساعات، وجرى إعداد نسخة مدبلجة له باللغة العربية، بحسب قولهم.

الفيلم المسيئ مدته 14 دقيقة ويتطاول على الرسول وزوجاته والصحابة

وقال سام باسيل، مخرج الفيلم، إنه استند في تجسيد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الكتب والمراجع الإسلامية المعروفة التى تكلمت عن حياته، دون أن يذكر تلك المراجع والكتب، ونسخة الفيلم التي سربت على مواقع يوتيوب وقبل اكتماله كان عبارة عن 13 دقيقة و51 ثانية، إذ يحمل قدرًا كبيرًا من التطاول والمشاهد البذيئة والجنسية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته وصحابته.

إذ يبدأ الفيلم المسيئ بمشهد لطبيب مصري مسيحي، يعتدى عليه بعض السلفيين الذين يظهرون في صورة بربرية، تحت حراسة الشرطة، التي تقف تشاهد ما يحدث دون أن تتدخل، ويبدأ هذا الطبيب يحكي لزوجته وابنته قصة حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، ويستهزئ به وبالوحي والسيدة خديجة رضى الله عنها.

ويصف الفيلم الحمار، بأنه أول حيوان مسلم، وأن القرآن الكريم ما هو إلا خليط من آيات التوراة، وضعها راهب مسيحي، ويُعرض مشهد يمزق فيه المسلمون سيدة عجوزا بعد إهانتها للذات الإلهية وللرسول عليه الصلاة

والسلام، والقرآن الكريم، وينتهي الفيلم بمشهد للرسول في أحد غزواته يحمل سيفا يقطر دما وملابسه ووجهه ملطخة بالدماء، ويقتل كل من أمامه، ويوصي المسلمين بذلك، في مشهد يرسخ فكرة أن الإسلام انتشر بحد السيف.

الكنائس المصرية تستنكر الفيلم: نرفض وندين الإساءة إلى الإسلام

واستنكرت الكنائس المصرية الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، هذا الأمر، وأعلنت تبرؤها منه وشجبها لما يفعله هؤلاء، واعتبرتهم خارجين عن الكنيسة، وأدان الأنبا باخوميوس، القائم مقام البابا وقتها، في بيان له، قيام من وصفهم بـبعض المتطرفين بعمل فيلم مسيء للإسلام، وتبرأت الكنيسة من أفعالهم.

وقال باخوميوس، إن الكنيسة علمت أن بعض المصريين المقيمين في دول المهجر يعملون على نشر الفرقة بين أبناء الوطن، بالإساءة إلى الإسلام ونبيه الكريم، وأن الكنيسة تعلن

بمنتهى الوضوح والشدة، أنها ترفض وتدين الإساءة إلى الإسلام، وأنها تحترم المسلمين شركاء الوطن والإنسانية، وترفض المساس بمشاعرهم وعقائدهم ورموزهم الدينية، ولهذا

فإن الكنيسة تعلن تبرؤها من أفعال كل من يقوم بتلك الأعمال التي تنطوي على ازدراء للأديان، وهي جريمة يعاقب عليها القانون، وتتعارض مع الخلق المصري الأصيل وتقاليد المسيحية.

وتسبب الفيلم في موجة احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي ومصر، وأدت إلى مهاجمة القنصليات الأمريكية في القاهرة وبنغازي وصنعاء، وأسفرت عن قتل السفير الأمريكي في بنغازي كريستوفر ستيفنز، وتبرأ الممثلين

المشاركين في الفيلم منه، مشيرين إلى أنهم تعرضوا لعملية تضليل من منتج الفيلم، قبل أن تتكشف مفاجأة بأن منتج الفيلم مسيحي مصري مهاجر، ينتحل عدة أسماء مستعارة مثل مارك باسيلي يوسف، وإليا باسيلي،

ونيكولا باسيلي نيكولا، وسام باسيل، ويبلغ من العمر وقتها 55 عاما، وتم إلقاء القبض عليه، إذ أنه متهم بالنصب والاحتيال، وأدين مسبقا وقررت محكمة أمريكية الحكم بسجنه لمدة عام، ووضعه تحت المراقبة لمدة 4 سنوات أخرى.

وأصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بيان وقتها، جاء فيه: إن إنتاج هذا الفيلم جزء من حملة خبيثة تستهدف الإساءة للأديان وبث الفتن بين الشعب المصري، مشيرا إلى أن إنتاج هذا الفيلم، سبقه إنتاج أفلام مسيئة للمسيح أيضا، والمجمع يرفض أي إساءة للأديان.

ودعا البيان: إلى محاسبة كل من تثبت مشاركته في إنتاج أو عرض أو الترويج لهذه الأفلام، لخروجها عن المبادئ المسيحية.

الوطن
24 يناير 2021 |