القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

صور.. "الحوالة لا تزال في جيبي".. قصة عم محمد مع صرف "تحويشة العراق الصفراء"

"مش عارف أصرف حوالتي.. كل ما أروح اصرفها يقولوا لسه مفيش حاجة.. ومن يومها الحوالة لا تزال في جيبي"، هكذا يروي محمد بدير، حلاق، وفي العقد الخامس من العمر، لمصراوي، مأساته في صرف الحوالة الصفراء المدون بها تحويشة العمر خلال عمله في العراق قبل الغزو الأمريكي.

صور.. "الحوالة لا تزال في جيبي".. قصة عم محمد مع صرف "تحويشة العراق الصفراء"

عم محمد كما يطلقون عليه بين أوساط قريته دقميرة، التابعة لمركز كفر الشيخ، ترك بلدته وتوجه للعمل في العراق عام 1988، مثل كثير من الشباب وقتذاك الباحث عن فرصة عمل لتحقيق أحلامه وطموحاته في بناء منزل، وعمل مشروع، والزواج، خاصة بعد نجاح الكثير من أبناء القرية في تلك التجربة.

وكما يوضح أن العمل في العراق كان متوفرا إذ عمل في بداية سفره بشركة شحن، وغيرها من أعمال أبرزها المعمار، وظل في بلاد الرافدين للعمل فيها طيلة 15 عاما من عام 1988 إلى 2003، ورفض طوال تلك الفترة الحصول على إجازة مفضلا العمل وجمع مبالغ ليستطيع تحقيق أحلامه وطموحاته.

في عام 2003 تبددت أحلام عم محمد الذي كان يعيش في حالة من الرخاء بالعراق، إلى خوف وقلق إثر استيقاظه فجأة من نومه على صراخ ودوي انفجارات وإطلاق الصواريخ، موضحًا لحظة حدوث الغزو الأمريكي للعراق، فلم يجد أمامه سوى الرحيل، ومغادرة بلاد الرافدين، متوجها إلى الأردن، للعمل فيها.

"خرجت من العراق بهدومي.. ومش هينفع ارجع البلد بالشكل ده.. أصحاب الشغل عطوني 5 حوالات صفراء"، يستكمل عم محمد حديثه لمصراوي، موضحًا أنه عاد إلى مصر يوم 27 مارس 2012، ولا يجني من غربته غير الأمراض التي طالت جسده، ومنذ ذلك الوقت ظل يبحث عن صرف الحوالة الصفراء.

تحولت رحلة بحث عم محمد عن طرق صرف إلى مأساة حقيقية يعاني منها طوال 8 أعوام، عندما عاد إلى مصر لصرفها، فكلما يذهب إلى المصارف المنوط بها صرف الحوالة يكون رد مسئوليها "لسه الحوالة ماجاتش".

وختاما يقول عم محمد بدير: "ياريت وزير القوى العاملة يقرأ مأساتي..ربنا اللي عالم بيا.. مش عايز حاجة غير صرف تحويشة العمر اللي خرجت بيها من العراق، أنا حاليًا قاعد في أوضتين عند أخويا ومعنديش غير ابن وحيد عايز اضمن له مستقبله".

مصراوى
22 يناير 2021 |