يعرفه العديد من أبناء محافظة كفر الشيخ عن ظهر قلب، يلقبه الأهالي بـطبيب القلوب ووزير السعادة، نظراً لما يقوم به من مجهودات كبيرة في خدمة الطب والمنظومة الصحية بالمحافظة، هكذا يطلقون على الدكتور محمد كمال سلامة، أستاذ القلب بكلية الطب، ومسئول قسم العزل بمستشفى كفر الشيخ الجامعي.
عمل الدكتور سلامة قائداً لفريق مبادرة محافظة آمنة لدعم المستشفيات بالمستلزمات الطبية والأجهزة، في بداية جائحة كورونا، بالتنسيق مع كافة الأجهزة التنفيذية والأمنية والرقابية، حتى استطاع وفريق المبادرة من العبور بالمحافظة لبر الأمان خلال الموجة الأولى.
وضرب الطبيب الشهير مثالاً في الإنسانية، حينما نزع عن نفسه وصلة الأكسجين، وقت إصابته بفيروس كورونا وحجزه بقسم العزل، ليُنقذ أحد المرضى، بعدما ساءت حالته وانخفض مستوى الأكسجين في جسده، وسط استغراب الجميع، ليبعث رسالة لكل أطباء العالم بأن المريض أولاً، وفق روايات المرضى داخل القسم.
وأصيب سلامة بكورونا هو وزوجته، وجرى حجزهما بقسم عزل مستشفى كفر الشيخ الجامعي، إلى أن تماثلا نسبياً للشفاء، وخلال حجزه بالعزل، لم يكل ولا يمل من ممارسة دوره كطبيب ورئيس لقسم العزل، فساهم في علاج العشرات ممن كانت حالتهم خطرة داخل القسم، بمعاونة زملائه الأطباء.
ووفق الدكتور أحمد شرابي، استشاري الأطفال، وشاهد عيان، أن الدكتور محمد سلامة لم يستطع وزوجته الاستغناء عن الأكسجين طوال حجزهما بمستشفى العزل، لصعوبها حالتهما، حتى انه جرى تركيب أكثر من وصلة أكسجين، وفي أحد الأيام وصل مريض في حالة
متأخرة لقسم العزل، نسبة الأكسجين لديه وصلت لـ50%، يحتاج لوضعه على التنفس حالاً، ليعلم رئيس قسم العزل المُصاب بكورونا، ويأمر الأطباء والتمريض بنقله سريعاً إى غرفة مجاورة، لينزع الأكسجين من جسده، ويوصله للمريض الذي جاء بحالة متأخرة.
وقال شرابي إن رئيس قسم عزل كفر الشيخ الجامعي المُصاب بكورونا، لم ينتظر حتى يتم توفير أكسجين أو مكان للحالة المتاخرة، بل قام بتوصيل وصلة الأكسجين التي يستخدمها لإنقاذ المريض الآخر، حتى بدأ المريض في التحسن التدريجي، ليتكرر الوضع نفسه مع مرضى آخرين، خلال الـ10 أيام التي مكث فيهم داخل قسم العزل.
معندناش وقت للراحة، مريض كورونا بيدخل المستشفى في حالة رعب، واحنا علينا نطمنه ونساعده، حتى لو مصابين، وما فعلته واجبي تجاه المرضى، بهذه العبارات علق الدكتور محمد سلامة على ما فعله، وتعريض حياته للخطر.
نسى أنه مُصاب بكورونا، فكان مشغولاً بمرضاه، يمر عليهم ويطمئن على علاجهم، مشغولاً بدخول الحالات الجديدة، خاصة الأطباء المصابين، هكذا أكد أحد الأطباء بقسم العزل، وأضاف: كانت خدمة المرضى أولى اهتماماته وهو مصاب، دايماً بيرفع شعار المريض أولاً، مبيتأخرش عن خدمة حد، حتى أنه كان بيشتري مستلزمات من جيبه الشخصي للمرضى.
فريدة م.، إحدى مصابي كورونا، كانت محجوزة في قسم عزل جامعة كفر الشيخ، أكدت أن رئيس القسم لم يكن مهموماً بصحته على قدر اهتمامه بالمرضى، وأضافت: مكناش حاسين أنه مريض زينا، كان حريصاً على التواصل معانا والاطمئنان على علاجنا، على الرغم من أنه كان يعلق الأكسجين في جسده.
وتابعت بقولها: كان حريصاً على أنه ينقذ المرضى قبل إنقاذ حياته، ولما مريض جه متأخر كان بيجري في الغرفة علشان يحاول ينقذه، وتابعه لحد ما بدأ المريض في التحسن.
يذكر أن رئيس قسم العزل بمستشفى كفر الشيخ الجامعي، بدأ في تكوين لجنه من الأطباء والتمريض للإشراف علي حالات كورونا في العزل المنزلي في المحافظه كاملة، ليشرف على علاج 82 مريضاً بكورونا، ويوفر مولدات الأكسجين لهم، بمساعدة زملائه من الأطباء.
وتداول المئات من أبناء المحافظة، صوراً له خلال إصابته بكورونا، وروى البعض بطولاته خلال مدة حجزه بالمستشفى.
