أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول "الإمبراطور قسطنطين الكبير والمسيحية".

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: في عام 311م أصدر غلاريوس أوغسطس (إمبراطور) الشرق مع قيصر الشرق ليكينيوس ومكسيمينوس أوغسطس (إمبراطور) الغرب مع
قسطنطين قيصر الغرب براءة سرديكا. وفيها يصفحون للمسيحيين عن مخالفاتهم لأوامر الدولة بتقديم القرابين للآلهة الوثنية، حيث أن الوثنية كانت رمزًا لوحدة الإمبراطورية الرومانية، كما يقر بحقهم الشرعي في ممارسة دينهم.
مما ورد في براءة سرديكا وللمسيحيين أن يستمروا في الوجود وأن ينظموا اجتماعاتهم شرط ألا يخلوا بالنظام. وعليهم بناءً على تسامحنا وتعطفنا أن يُصلوا إلى إلههم ليُسْعد ظروفنا وظروف الدولة وظروفهم.
وأضاف: "في السابع والعشرين من شهر أكتوبر عام 312م إخترق قسطنطين غالية (فرنسا) بجيشه وزحف على روما بسرعة والتقى بقوى مكسنتيوس إمبراطور الغرب، وإنتصر عليه هو وآلاف جنوده ودخل روما وأصبح قسطنطين الكبير إمبراطورًا على الغرب (306-337م). وفقًا
للخطيب لاكتانتوس (Lactantius) أن قسطنطين في حربه مع مكسينتوس عام 312م، نُصح في حلم له ليلة قبل المعركة برسم علامة الله السماوية على دروع جنوده... على شكل حرف اليوناني X (خي) وفي وسطه الحرف اليوناني P (رو)، فوضع قسطنطين علامة المسيح على الدروع الخاصة بجنوده.
وفي مصدر آخر ليوسابيوس (Eusebius)، أن قسطنطين شاهد في قرص الشمس الجانحة إلى المغيب صليبًا من نور عليه العبارة اليونانية ύ ί، معناها بهذه العلامة أنتصر، وكثيرًا ما حُولت إلى الاتينية In hoc signo vinces. ويصف أيضًا يوسابيوس العلامة بأنها الحرف اليوناني
(خي) متقاطع مع الحرف اليوناني (رو). هذا الرمز (☧) يمثل الحرفين الأولين من الكلمة اليونانية ή، بمعنى "المسيح". فرسم قسطنطين هذا الرمز على ريات وتروس جنوده قبل بدء القتال، وهذه الراية أصبحت فيما بعد راية الدولة الرومانية (الرومية) الشرقية.
وتابع: بعد انتصار قسطنطين الكبير إمبراطور الغرب على مكسينتوس عام 312م لم يبقى في الميدان سواه وليسنيوس إمبراطور الشرق (308-324م)، فحكم الأول الغرب وحكم الثاني الشرق. في مطلع عام 313م اجتمع قسطنطين الكبير وليسنيوس في ميلان (ميلانو) في ايطاليا
واتفقا على تنفيذ براءة المعروفة باسم براءة ميلان، أو مرسوم ميلان. بموجبها يتساوى الوثنيين والمسيحيين واليهود في ممارسة الحقوق والواجبات، ووقف الاضطهاد بحق المسيحيين والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية داخل الإمبراطورية الرومانية.
وزاد هذا المرسوم على مرسوم سرديكا (311م) إرجاع ممتلكات الكنيسة المصادرة، وأكد من جديد أهمية العبادة الدينية لمصلحة ورفاهية الدولة. خلاصة هذه براءة نحن قسطنطين أُغُسطوس وليسنيوس أُغُسطوس بعد تبادل الرأي في ميلان
تبين لنا أن من مصلحة الدولة تقضي بتنظيم أمور التعبد ومنح المسيحيين وجميع الرمانيين حق اتباع الدين الذي يؤثرون وذلك ليرضى الإله أيًّا كان عنا وعن جميع الخاضعين لنا. وبعد التبصر في هذا الأمر قررنا عدم التعرض
لحرية المعتقد. وهكذا فإننا لا نمنع أحدًا من الناس عن اتباع دين المسيحيين أو أي دين آخر يختاره بنفسه آملين أن ننال بذلك رضى الإله الأعلى وبركته. بذلك أصبحت الكنيسة مؤسسة شرعية، واضطرت أن تندمج في نظام الدولة وتنسجم معه.
وأكمل: "عن اعتناق قسطنطين المسيحية، جاء في بعض المصادر التاريخية أنه بعد انتصاره على مكسينتوس في عام 312م، واستقر به المقام في روما تقبل سر المعمودية من رئيس أساقفة روما سلفسترس الأول (314-335م) عام 316م، أي في العام الحادي عشر من ملكه، والرابع من ظهور الصليب له.
بينما جاء في مصادر إخرى أن قسطنطين بقى وثنيًا طوال حياته وأنه لم تقبل يتقبل سر المعمودية إلا وهو على فراش الموت. وكماء جاء في تلك المصادر أنه في سنة 337م بعد أن إحتفال
قسطنطين بعيد الفصح في الثالث من أبريل أصابته الحمى فطلب أن يُعمد، فتقبل سر المعمودية على يد الأسقف الآريوسي يوسابيوس النيقوميدي أثناء وجوده في البلاط الإمبراطوري.
توفى قسطنطين يوم العنصرة في الثاني والعشرين من شهر مايو من عام 337م وحُنط جسمه ووضع في تابوت من ذهب ونُقل إلى القصر في القسطنطينية، ومن هناك نُقل إلى كنيسة الرسل ودفن فيها.