القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

باربارا.. فتاة التسع سنوات تعلم أحد باعة الشوارع الكبار في السن القراءة والكتابة

إنها قصة عن الطيبة العفويّة والصداقة والسخاء الذي يتخطى الأعراف والأجيال في عالمنا اليوم. إنها قصة باربارا والجد جوي التي شهدت انقلاباً للعلاقة العمريّة بين التلميذ والأستاذ.
باربارا.. فتاة التسع سنوات تعلم أحد باعة الشوارع الكبار في السن القراءة والكتابة

بدأ الأمر منذ سنتَين في البرازيل وسرعان ما أخذ الأمر بعداً كبيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وانتشر فيديو أثر بالملايين حتى بأولئك الذين لا يتكلمون البرتغاليّة إذ أن الابتسامات والبراءة والحب أمور لا تحتاج الى ترجمة.

يبلغ الجد جوي من العمر 68 سنة ويعيش في بلدة كراتو في شمال غرب البرازيل، مسقط رأسه. في هذه المنطقة، الأميّة شائعة لسوء الحظ إذ تصل الى 14% تقريباً والنسبة أعلى بعد في صفوف كبار السن والسود مثل الجد جوي الذي لم يتعلم الحرف قبل لقائه ببربارا.

هو بائع، يجول الشوارع لبيع مثلجات الفاكهة وهو عمل بدأه عندما كان يبلغ من العمر 12 سنة. يقول إن البدايات كانت صعبة خاصةً وانه كان يُضطر الى حمل صندوق خشبي ثقيل جداً وهر يجول الشوارع في حين يحمل اليوم براداً أزرق أخف بكثير. يستخدم هذا البراد لتوضيب المثلجات وآلته الموسيقيّة.

يبيع مثلجات الفاكهة في مدرسة باربارا منذ أكثر من 40 عام. ويقول: عدد كبير من التلاميذ الذين كنت أتبادل وإياهم أطراف الحديث هنا أسسوا الآن عائلات. راقبتهم يكبرون.

أما باربارا فهي كانت تبلغ من العمر 9 سنوات عندما بدأ الحديث عن هذه القصة في أبريل 2019. تحب المدرسة وصف اللغة الإنجليزيّة بشكل خاص وتقول انها قد تصبح طبيب أو طبيب حيوانات أو شيف متخصص. تعرف الجد جوي من سنوات وتشتري منه المثلجات.

وتقول: في يوم من الأيام، كنت أواجه صعوبة في فرض اللغة البرتغاليّة فتوّجهت نحوه لأسأله إن كان يستطيع المساعدة. فقال لي انه لا يعرف.

ويُكمل الجد جوي القصة: سألتني: جد جوي، هل تعرف القراءة والكتابة؟ فقلت لها: كلا، لا أعرف. لم أذهب يوماً الى المدرسة فأخذت دفتراً وبدأت تعلمني على الفور. اعتقدت في البداية انها مزحة، فهي فتاة صغيرة أليس كذلك؟ لكن لا كان الأمر أكثر من جدي.

وتروي باربارا: في البداية، كتبت أحرف الأبجديّة وطلبت منه نسخها وطلبت منه البحث عن الأحرف التي تشكل اسمه. ويتذكر الجد جوي هذه المرحلة الأولى وكيف بدأت تعلمني كانت أخطائي كثيرة. صعب! كنت أنسى الحروف كانت تُخضعني لامتحانات وتطلب مني القيام بفروض منزليّة.

ويبدو أن الأسلوب الذي اعتمدته باربارا في التعليم فعال للغاية إذ تقدم الجد جوي تقدماً ملموساً وهو ممتن للمساعدة: كان حلمي تعلم كتابة اسمي. ساعدتني باربارا كثيراً. هي ملاكي وملاك عائلتي إذ أصبحت جزء منها.

تمكنت باربارا على الرغم من عمرها الصغير ببساطة ومن خلال دفتر وقلم تغيير حياة شخص مميّز لها ولمدرستها. التعليم قادر على تغيير العالم والمحبة قادرة على إحداث المعجزات.

أليتيا
26 سبتمبر 2020 |