القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

تعرف علي قصص 3 معجزات حقيقية وراء صور السيدة مريم

بمجرد الدخول إلى كنيسة أو دير ستجد عينيك تبحثان بشكل تلقائى عن صورة السيدة العذراء مريم، فهى المغناطيس الروحى الأشد جذبًا للزوار، يفتتحون بها جولتهم، ثم يوقدون الشموع أمامها ويحدثونها طالبين شفاعتها، ولا يرحلون إلا بوداعها على أمل اللقاء مرة أخرى.

تعرف علي قصص 3 معجزات حقيقية وراء صور السيدة مريم

تلك الصور يقف وراءها الكثير من القصص والأسرار والمعجزات، التى ربما لا يعلم غالبية الواقفين أمام صور السيدة العذراء حكايتها، لذلك نكشف فى السطور التالية عمَّا وراء 3 من أهم صور وأيقونات أم النور.

نعل مخلوع أعطى شارة زواج جديها راعوث وبوعز

فى العديد من صور السيدة مريم تظهر وهى تحمل السيد المسيح طفلًا، لكن فى هذه الصورة يبدو شىء غريب إلى حد ما، وهو ظهور صندل يسقط من إحدى قدمى السيد المسيح.

قد يفسر البعض ذلك على أن المسيح كان طفلًا حينها، ومن الطبيعى أن يكون الطفل كثير الحركة، وبالتالى يسقط من قدمه الصندل، كالذى يحدث مع الأطفال جميعًا.

لكن ذلك التفسير لا علاقة له بالصحة، كما يبيّن الواعظ كريستوفر فريد، الحاصل على دبلوم العلوم اللاهوتية من معهد الدراسات القبطية، بقوله: سقوط الصندل من قدم السيد المسيح ليس أمرًا عفويًا، كما يعتقد البعض، لكنه مقصود ومرتبط بالكتاب المقدس، مشيرًا إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعتادت على ربط أيقوناتها بالعقائد اللاهوتية.

وأوضح أن سقوط الصندل من قدم المسيح يعطى إشارة إلى أنه جاء إلى الدنيا بعد رفضه من بيت مخلوع النعل، وفقًا للقصة الواردة فى أحد أسفار العهد القديم ويدعى سفر راعوث، وتحديدًا فى الإصحاح الرابع. تقول القصة إن راعوث تلك، وهى جدة من جدات السيد المسيح، كانت من بلدة تدعى مؤاب، وتزوجت من رجل يهودى، مات هو وشقيقه ووالده، فاضطرت والدته نُعمى للعودة إلى بلدتها مُجددًا.

ورفضت راعوث أن تترك حماتها، واتبعتها من مؤاب إلى بيت لحم، حيث فوجئت بأنها مطالبة بالزواج من قريب لهم، حتى يقيم نسلًا لزوجها الراحل، وفقًا لشريعة اليهود.

لكن أكبر قريب وهو الأحق بها رفض الزواج بها، وعَبّر عن ذلك بأن خلع صندله وأعطاه لـبوعز، الرجل التالى من جهة القرابة، كدليل على تنازله عن تلك الزيجة، التى أثمرت بعد ذلك ولدًا يدعى عوبيد، الذى أنجب يسى، والد نبى الله داود، الذى يعتبر الجد الأكبر للسيد المسيح.

وأضاف فريد: تلك القصة توضح أن المسيح جاء بعدما رفض من بيت مخلوع النعل، تمامًا كشعب بنى إسرائيل الذين رفضوه ولم يسمعوه، رغم أنه كان واحدًا منهم وجاء لهدايتهم، كما أن الصورة بها موعظة بأن السيد المسيح نفسه رُفض فى وقت ما، ما يعطى عزاء للمرفوضين بأن الله يحبهم ويقترب منهم.

أعادت اليد المبتورة لـالقديس الفنان فرسمها بـ3 أيدٍ

إذا استقللت وسيلة مواصلات واتجهت بها إلى الصعيد، ونزلت فى أولى محطاته بنى سويف، وتحديدًا فى منطقة بياض العرب، يمكنك هناك أن تزور دير السيدة مريم العذراء، المعروف باسم دير بياض أو دير العدرا بياض.

وفى الدير الذى يشرف عليه الأنبا غبريال، أسقف بنى سويف، قرر الامتناع عن فتح أبوابه للزيارة وتنظيم نهضات روحية هذا العام، بسبب فيروس كورونا المستجد، توجد أيقونة يد المعونة، التى تظهر فيها السيدة العذراء بـ3 أيدٍ.

بسؤال الشماس مينا جرجس، الخادم فى إيبارشية بنى سويف، عن تلك الصورة، قال إنها صورة تاريخية وأثرية، رسمها الفنان والقديس يوحنا الدمشقى، على جدران زنزانته حينما كان مسجونًا.

وعن سبب سجن القديس يوحنا، بَيّن جرجس أن أحد الأباطرة الرومان أصدر فى فترة ما قرارًا بتحريم رسم الأيقونات، وعمل على حرق الموجود منها، لكن القديس يوحنا، الذى كان فنانًا يحترف الرسم، على غرار القديس لوقا الإنجيلى، تمسك برسم الأيقونات المسيحية، فتم اعتقاله واتهامه بكسر أوامر الإمبراطور وحبسه.

ومع ذلك واصل القديس يوحنا الرسم، حتى بعد إلقائه فى السجن، فأمر الإمبراطور الرومانى بقطع يد القديس، لمنعه من الرسم، ونفذ ذلك بالفعل، لكن القديس المعتقل وهو يرسم أيقونة للسيدة العذراء، لم يكملها بسبب قطع يده حينها، فوجئ بخروج يد من الأيقونة نجحت فى شفائه وأعادت له يده المبتورة، وفق ما تقول الكتب التاريخية المسيحية.

فما كان من القديس يوحنا الدمشقى إلا أن أكمل رسم الأيقونة على أفضل وجه، ورسم يدًا ثالثة للسيدة العذراء، لتذكير كل من يراها بأن أم النور تعين المحتاجين والمتضرعين إليها.

حذرت رهبان فاتوبيدى من اللصوص.. ويسوع منعها: دعيهم يعاقبون

ليست الصور القبطية فقط هى التى تمتلئ بحكايات العذراء، بل توجد صور لها خاصة بكنيسة الروم الأرثوذكس، وتمتاز بدرجة عالية من الجمال الجذاب، ومن بينها صورة غريبة يظهر فيها السيد المسيح الطفل وهو غاضب، ويمد يده لمنع والدته من الكلام.

وقال المهندس مرقس حنا، الشماس المتخصص فى التاريخ الكنسى، إن تلك الصورة تحمل اسم العذراء المعزية أو العذراء الممنوعة من الكلام، وتوجد فى دير فاتوبيدى باليونان، الذى شهد عناية كبيرة من الإمبراطور ثيؤدسيوس الكبير، بعدما نجا ابنه من الغرق بشكل إعجازى، وعُثر عليه مطروحًا على الأرض قرب ذلك الدير.

وعن سر غضب المسيح ومنعه العذراء من الحديث، بَيّن حنا أن الدير شهد اعتداءً مسلحًا من قِبل لصوص، فى عام 807 ميلادية، حيث تربصوا فى المغارات المقابلة للدير، واضعين خطة لاقتحامه، فى مطلع النهار، حيث يفتح الرهبان الروم أبوابه للزوار والمُصلين، وزوار كنيسة البشارة التى افتتحها الإمبراطور ثيؤدسيوس.

وأضاف: السيدة العذراء لم ترض بأن تحدث تلك المذبحة فى الدير، لذا عندما انتهى الرهبان من صلاتهم فى منتصف الليل، وأثناء ذهابهم إلى غرفهم للاستراحة قبيل القداس والخدمات الكنسية والعملية، سمع رئيس الدير صوتًا يطلب منه عدم فتح أبواب الدير فى الصباح.

قال الصوت: لا تفتحوا أبواب الدير اليوم بل اصعدوا إلى السور واطردوا اللصوص، فاستفاق رئيس الدير من نومه وأخذ يبحث عن الصوت، ليفاجأ بأنه خارج من صورة السيدة مريم العذراء المعلقة على السور الخارجى لكنيسة البشارة، وفق حنا.

وتابع: هذا طبيعى ومتوقع، فالسيدة العذراء أم حنون على البشر جميعًا، لكن الجزء الغريب من القصة هو أن رئيس الدير وجد السيد المسيح الطفل فى الصورة يمد يده إلى فم والدته، محاولًا منعها من تنبيه الرهبان ورئيس الدير.

وسمع رئيس الدير السيد المسيح يقول للعذراء: لا يا أمى لا تقولى لهم هذا بل دعيهم يعاقبون، فأبت العذراء أن تسكت، وحوّلت وجهها إلى اليمين لتنبيه رئيس الدير، وكررت تحذيرها مرتين أخريين للتأكيد عليه.

وتابع المتخصص فى التاريخ الكنسى: وفق المراجع الكنسية، فإن رئيس الدير أرجع سر غضب المسيح إلى توانى الرهبان فى الحياة الرهبانية، مشيرًا إلى أن الصورة فى أصلها لم تكن مرسومة على حالتها الموجودة فى الكنائس الرومية حاليًا، التى تعد دليلًا على صدق المعجزة.

الدستور
09 اغسطس 2020 |